بسم الله الرحمن الرحيم
لم يكن غريباً أبداً تجاهل وسائل الإعلام من صحافة وإذاعة وخلافها لوفاة علم من أعلام العلم والفُتيا، والدعوة والتوجيه وهو الشيخ العلاّمة عبد الله بن حسن بن قعود الذي وافاه الأجل المحتوم قبيل أيام بعد رحلة طويلة مع المرض والمعاناة..
فإعلاميونا مشغولون بإعداد الملاحق الفنية والرياضية وتدبيج المقالات المتتابعة لتحرير المرأة وتغريب المجتمع!!
وحاشا لله أن يكون شيخنا العلامة ابن قعود في مستوى شخصيات هابطة كنزار قباني أو طلال مداح أو الحداثي أمل دنقل حتى تفرد له الصفحات وتُصنف في رثائه وتأبينه المقالات والكتابات!!
فالشيخ العلاّمة وعاء علم وقالب فكر ولسان صدق لا يروق لشراذم العلمانيين وأساطين الصحافة المستغربين!!
والشيخُ امتداد لجيل ذهبي من العلماء الربانيين الذين فاضت أرواحهم الطاهرة إلى بارئها دون أن تعبأ بهم صحافة الضرار وأقلام الشر والبطر والنفاق!!
فقد مضى الشيخ عبد الرحمن الدوسري والشيخ صالح العلي الناصر والشيخ عطية سالم والشيخ صالح بن غصون والشيخ حمود العقلاء والشيخ محمد المنصور والشيخ عبد الرزاق عفيفي والشيخ عبد الله الخليفي وغيرهم كثير دون أن يُكتب عنهم شيء يذكر!!
وما ذلك إلا لمحاولة يائسة لتهميش هؤلاء الأعلام وحرمان الأجيال من الاعتزاز بعلمائهم وتخليد ذكراهم!!
ونسي المساكين أنَّ من أبرز مناقب العالم الرباني الدالة على صدقه وصلاحه هو تجاهله من قبل الإعلام وإغفال محاسنه وفضائله!!
كما نسي أولئك أنَّ التاريخ لن ينسى الآثار العظيمة، والمآثر الكريمة التي خلفها علماؤنا الأفذاذ ولن تُطوى صحائفهم البيضاء بمجرد موتهم كما طويت صحائف المهرجين والفارغين!!
كما نسي أولئك أنَّ صحافة الضرار لم تكن يوماً ما وسيلة مجد للصعاليك الأقزام، أو أداة هدم للعمالقة الأعلام!!
وأما اهتمام الإعلام والصحافة ببعض الأعلام كابن باز وابن عثيمين - رحمهما الله - فهو مع قصوره وضعفه، اهتمام زائف فرضته ظروف اجتماعية خاصة ومصالح الصحافة نفسها!!
وكما أننا لم نُفاجأ بالموقف المخزي للصحافة من فقد أعلامنا وعلمائنا إلاّ أننا فوجئنا بموقف خطباء المنابر وأئمة المساجد حين تجاهلوا للأسف الشديد - أي ذكر للشيخ الراحل!!
وكان حرياً بهم أن يبيّنوا للناس فضله ومآثره وما أعده الله للعلماء الأجلاء من المجد الخالد والثناء الجميل!
وأن يستغلوا الفرصة لدعوة الشباب إلى طلب العلم والتأسي بأولئك السادة الأفذاذ!!
اللهم ارحم علماءنا الربانيين واجزهم عنّا خير الجزاء وتجاوز عنّا وعنهم يا كريم!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد