لِـتُـصارعِينا يا بنا *** تِ الدهر قاصمةَ الظهورِ
قـولي لِنَبِلكِ ترتوي*** من قَلبِ هاتيكِ الصدورِ
وإذا أرادت مـسـكـناً ***فَلتَبقَ في تلك النحورِ
ولـتـردُ فيها بالنّصالِ*** الزٌّرقِ كالمطرِ الغزيرِ
فتُعَلَّ من دَمِنا الطَّهورِ ***لدى المسا ولدى البُكورِ
ولتُنشِبي أظفارَكِ الـ*** ـعَصلاءَ في الشّعبِ الصَّبورِ
ولـتَـمـلأي طُرَقَ الحياةِ*** بكلِّ شَرٍّ, مُستطيرِ
ولتُرسلي سُحُبَ الهَلاكِ***، مناجِمَ الخطبِ النَّكيرِ
إِنَّ المَخَاوِفَ لن تَردَّ ***الجَلدَ عَن خَوضِ البحورِ
لـن تَشهدي الإعياءَ ***مِنّا أو نُوارى في القبورِ
* * *
إِنّـا أردنـا العَيشَ في ***ظلِّ الحِمى أبدَ الدٌّهورِ
وإذا أراد الـشّعبُ عيشاً ***هبَّ كالأسدِ الهصُورِ
لا يـسـتطيع النومَ رهنَ ***القيدِ كالعبدِ الأسيرِ
فـيُـحـطّـمُ الأغلالَ ***بالعزمِ القويِّ وبالمريرِ
ويَـهُـبٌّ يطلُبُ حقَّهُ، ***وإلى النفيرِ، إلى النفيرِ
وتـراهُ طـالـبَ عِزّةٍ, ***بالروحِ غاليةِ المهورِ
فـإذا الـقتادُ قد استحال*** إلى فراش من حريرِ
والـشّـعـبُ يـخطرُ فوقَهُ*** بمشيئةِ اللهِ القديرِ
يـتـسنّمُ الجَوزاءَ صَرحاً ***باذلُ النَّفَسِ الأخيرِ
واللهُ نـاصِـرُ جُـندِهِ، *** ومُحَقِّقُ الأملِ الكبيرِ
ومُـدَمِّـرُ الـباغي الذي*** قد فاتَهُ وعظُ النذيرِ
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد