نذير بغداد

4.1k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

حـولي السكون وهمس الليل يعزفني * * * مـن دون لحن على الأحزان أشعارا

في دفتر الجرح خطّ الصمتُ عاصفة * * * شـبـت مـواجـعـها بالغبن أكدارا

جـاءت تـدثـرنـي والريح تسكنها * * * فـي نـهـدها حصوات الغمّ أمطارا

جـاءت لـتـمنحني ذكرى تؤرقني * * * مـن قـلـب أمتنا المجروح أوتارا

تـلـك الهموم مجيء البوم صوّرها * * * ظـلـمـاءَ فـي قِطعٍ, تختال إكبارا

تـهـذي بـأقـنعة الأسفار في وطن * * * قـد أثـقـلته سهام الموت أخطارا

تـرجـو الـحـياة ولا قلبٌ يهدهدها* * * يـمـضـي يـزمّلها بالدفء أطوارا

سـودَ الـغـيوم لماذا السهد أكحله ؟ * * * والـعـتـمُ يُـلبسني خَيما وأستارا؟

أمـا كـفـاكِ قـروح الجفن خدّّدها * * * سـيلُ المدافن في الأغوار مدرارا ؟

إنـي أصاحبُ في البأساء صاعقة * * * تـوري الـنخيل بنار الظلم إعصارا

بـغـدادُ فـي لـهب النيران يحرقها * * * جـيـش الظلام مَناها اليوم أضرارا

شـاهـت جميع وجوه الأرض قاطبة * * * لـمّـا أطـاحوا على بغداد أسوارا

بـغدادُ نادت على الأموات في صمم * * * نـعـشـي يُـدَقُ أيـا عرباه إنذارا

أمـا تـرون وحـوش الإفك تأسرني * * * غـصـبا تد نسني بالحُوب إصرارا

أمـا تـرون جـنود العهر تقصفني * * * نـسـفـا تـدمّـرني تغتال إعمارا

أمـا بـكيتم على الأطفال قد قتلوا * * * سـفـكـا رهـيبا من السفاح هدّارا

هـذي الـحـرائر كم نادت بمهجتها * * * غـوثـا لـمـعتصم لم يأت جرّارا

والـخزي عين ترى الأجسام عارية * * * أنـثـى العروبة و الذُكران إشهارا

كم عفروا الوجه وجه الحرّ وا كبدي * * * بـالـتـرب مـرّّغه الأوغاد تكرارا

والـمـنـسِم العفنُ فوق الجيد أرمقه * * * وطـأ بـرَصّ ٍ, تـلاه الشتم تهذارا

قـبـحـا لِـصِلٍّ, دعيٍّ, حلّ مرتزقا * * * يـخـفي المكائد في الأنياب إضمارا

مـاذا تـرومُ؟ أجب فالسرّ منكشف * * * نـبعُ الحضارات حصنٌ رُمتَ إتبارا

قـلـب الـعروبة في التاريخ تطعنهُ * * * والـكـيـد تـنصب للإسلام غدّارا

مـاذا دهـاك؟ رُضاب الفكّ يغمُره * * * نـفـط تـدفق في الشريان أنهارا !!

إرحـل فـإنّ نـسـاء المجد خافية ٌ * * * فـي بـطـنـها رحمٌ يفشيكَ أسرارا

إن الأجـنـة قـد ضـمّـت مورّثة * * * لابـن الـولـيـد بـوسمٍ, شعّ أنوارا

إرحـل فـلا طـاقـة الذرات قادرة * * * هـزم الـنصير ولو بالقذف إشطارا

إرحـل فـإن جـيـوش الله قـادمة * * * تـحـوي مـلائـكـة للنصر أبرارا

إرحـل سـتدركُ كيف الذلّ تجرعُه * * * إن أنـت آثـرتَ في بغدادَ إصرارا

إرحـل فـهـذا نـذير لست أ ُرجئهُ * * * مـن أمـة هـي خـير الناس أفكارا


أضف تعليق