(أُهدي إليكَ نشيداً رحتُ أخفيهِ) *** فخالص الحب مَرٌّ الطيف يؤذيه
ذاب الفؤاد كمزن الماء مستترا *** (بين الدموعِ..حلاواتُ الهوى فيهِ)
(أهدي إليك فؤاداً راح يسكنهُ) *** محض من الود روح الصدق ترويه
تَضَوٌّع المسك في الآفاق يغلبه *** (عطرُ الحبيبِ فما أزكى معانيهِ)
(لو كنتُ أدري حديثَ الركب إذ رحلوا) *** لطرت شوقا وحزن الأرض أطويه
سرت بهم نجب لو أدر حين سروا *** (نحو الحجاز هوىً لو كنت أدريهِ)
(شَدّوا الرحالَ وفي أرواحهم طرَبٌ) *** والشوق مشتعل والدمع يذكيه
والفكر صاغ قصيد السير حين غدا *** (يحدو الجِمالَ فيطوي الدربَ حاديهِ)
(ساروا إليكَ وكان الشوقُ يحملهم) *** والشوق إن حرَّ بالآمال نطفيه
وكم من الشوق خفت منه شعلته *** (لكنّ شوقي أنا حارت أمانيهِ)
(ساروا إليكَ وراح القلبُ يسألهم) *** طريقَ طيبة قد لا حت خوافيه
مرت ليال وقلبي حائر قلق *** (لو يعلمُ القلبُ أن الدربَ يبغيهِ)
(أو يعلمُ الركبُ أن الروحَ تَسبقهم) *** إلى نبي الهدى بالروح نفديه
يا حاديا إن سرت روحي على عجل *** (نحو الحبيبِ فهل حقاً تلاقيهِ)
(روحي تطير وتهوي عند مسجدهِ) *** أمانيا أن نصلي في أراضيه
أرى الفؤاد طروبا عند مسجده *** (من أخبرَ الروحَ أن المصطفى فيهِ)