أغرب \ فضائحية \ عـربية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

عندما استشعرنا نحن العرب والمسلمين خطورة النية في تسخير تقنية البث المباشر التلفزيوني لإنشاء قنوات بث فضائية تعبر حدودنا وتغزو منازلنا، ركزنا في أواخر الثمانينات الميلادية على التحذير من مخاطر الغزو الفكري الغربي لمجتمعاتنا عبر القنوات الفضائية، وتوقع كثيرون أن تستغل الدول الغربية هذه التقنية لإفساد الصالح من مجتمعاتنا عن طريق نشر الإباحية والتنصير وأفكار التحرر من القيم الأخلاقية وترويج ممارسة الجنس بطرق محرمة مبتذلة، وركز الدعاة وخطباء المساجد والواعظون على التحذير من الرياح القادمة من الغرب.

لكن الذي حدث وبكل أسف هو ما لم يكن في حسبان أحد منهم وهو أن التسابق في عالم الإفساد بما فيه إفساد القيم والأخلاق جاء من قنوات عربية صرفة!! قنوات عربية التمويل واللغة والإخراج والممثلين والمخططين.

الغرب بث قنوات فساد وجنس ومجون لكنه كعادته جعلها بمقابل مادي: إما بطاقات مدفوعة الثمن، أو عن طريق اشتراك، أو اتصال هاتفي مكلف، ولذا فإن الشريحة المتضررة محدودة جداً، ولا تلبث مع أول أو ثاني فاتورة أن تكف وتتراجع.

مشكلتنا بل مصيبتنا جاءت من رجال أعمال عرب لا يهمهم الربح بقدر ما تهمهم الشهرة، ويكفيهم مردود الإعلان، والاتصالات الهاتفية من البعض ليفسدوا الكل إن استطاعوا، فكانت قنوات مجانية متاحة عبر كل الأقمار وبمجرد ضغطة زر الزناد القاتل للقيم والأخلاق.

ما كدنا نحتج ونحذر من قنوات الغناء المبتذل، والفيديو كليب الملوث بالعري والجنس الرخيص والإغراء وترويج بضائع الغانيات باسم الغناء، حتى فوجئنا بقنوات عربية عجيبة لم يصل حتى الغربيون بكل ما لديهم من انحلال إلى عبقريتها في عالم الإفساد.

تصوروا قناة عربية تبث على مدى 24ساعة يومياً لا تعدو كونها مجموعة كاميرات تصور إقامة مختلطة لمجموعة من النساء وأشباه الرجال في أحد الأوكار، وتنقل بالصوت والصورة سلوكهم الرخيص غير الهادف، غير المحكوم بقيم أو أخلاق، تصورهم وهم يأكلون، وهم يرقصون، وهم يتبادلون اللهو غير البريء والقبل والأحضان ثم إذا أقبل السحر ركزت الكاميرا على غرف نومهم - وللأمانة فإن النوم غير مختلط - لغرف نوم النساء وهن مستغرقات في نوم حقيقي يتقلبن ذات اليمين وذات الشمال، إحداهن تسعل من فرط التدخين والأخرى ذات نوم غير مستقر \" تتبطح \" تارة وتارة \" تستلقى \" وكاميرا لغرف نوم أشباه رجال شبه عراة بلباس داخلي سفلي.

أما الشريط الإخباري أسفل الشاشة فيحمل رسائل غرام لا تقل مجوناً عما تحمله الكاميرا.

هكذا.. شاشة القناة أشبه بشاشة المراقبة في بنك مركزي تنتقل بين الغرف، ولا أدري أي عمل فني أو تجاري هذا، وما هو مردود ما يصرف على بث فضائي حي مكلف لينقل تقلب وسعال وربما\"....\" مجموعة من النساء والأشباه وحمداً لله أن البث الفضائي لا ينقل الرائحة وإلا فإن الحساسات ستكون في مواضع مكلفة.

أحد شخصيات القناة شبه رجل لا تستطيع الجزم بنوعه إلا بالتحسس كما كنا نفعل مع الحمَام، وهذا اشتهر بالبكاء والكاميرا تلاحقه وهو يضع رأسه بين رجليه - وهو مكانه الطبيعي!! - يبكي بكاءً شديداً لأن صديقه لم يفز ليصبح فناناً، وكأن القناة تريد أن تجعل أجيالنا القادمة بكائين نواعم يصعب التفريق بينهم وبين أخواتهم.

في قادم الأيام من هذه الزاوية \" بصوت القلم \" سوف أركز على تعرية قنوات الغزو الفضائي المستعربة من عدة جوانب، وأرجو أن لا يقول قائل: لماذا تتابعها؟

لأنني أرى أن من واجبنا كإعلاميين أن نطلع على أساليب مثل هؤلاء الأعداء لنحاربهم ونعريهم خصوصاً وأننا - بإذن الله - تخطينا المرحلة السنية التي قد تتأثر بمثل هذا الفحش.

واسمحوا لي بأن أذيل كل زاوية تتناول هذا الموضوع بهذه العبارة، وأن أكررها دون أن أمل أو تملوا أنتم \" إنني أطالب بأن يتم ايقاف مثل هذه القنوات المشبوهة، وإيقاف كل قنوات المجون العربية عن طريق قرار سياسي تتخذه القيادات العربية في اجتماعاتها، لأن الأمر خطير ويتعلق بمصلحة أمة وشعوب، وله انعكاسات سلبية خطيرة على أجيال قادمة، ونحن أمة ذات قيم دينية وحضارة وأخلاق ولنا قضية تستوجب إعداد أجيال وبناء سمعة حسنة نستمد منها احترام العالم لنا وتقديره لقضيتنا، ولا يجدر بنا أن ننتظر حتى نؤاخذ بما يفعل السفهاء منا.  

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply