نام الخلي وبتٌّ الليل مضطربا *** أقلّب الفكر في أوطاننا عجبا
نصف الديار مناحات مجلجلة *** ونصفها أسدَلت من دونها الحجبا
ونحن في ذمة الأيام ملحمة *** تحكي التناحر والتضليل والكذبا
ونمتطي صهوات الشجب سابحة *** إن السلامة في الدنيا لمن شجبا
هذي الحوادث فينا لا زمام لها *** تمضي بلأوائها لا تعرف الحَدَبا
أوطاننا في إسار الذل كاسفة *** وقدسنا ينفث الأحزان والنوبا
والكفر يعبث فينا في كرامتنا *** ويستبيح حمانا كل من رغبا
ونحن نسرج خيل الوهم سخرية *** ونستجير بماضينا ومن ذهبا
وحالنا يعلم الرحمن ظلمتها *** آهات ظلم ونور العدل قد غربا
يا أمة من أصول المجد دوحتُها *** أرثي للعروبة أم أرثي لك العربا
يا أمة قد حباها الله مكرمة *** عزاً يطاول في عليائه الشهبا
ليل العمالة قد زادت كثافته *** والقلب يجرع غماً نافثاً وصبا
وفي الفؤاد أحاسيس مروعة *** فعاد منها يعاني الهم والنصبا
جرحان..أشكوهما لله في لهف *** خلفَ المحب وغدراً بات مقتربا
ويزعمون سلاماً في لقائهمو *** يقوده الغرب بئس الحال منقلبا
أترتجين سلاماً لا يباركه *** دين وينكره عقل قد احتجبا
نعطي السلام على أرض سنفقدها *** أين العقول وأين السادة النٌّجَبَا
تالله لا عز إلا بالجهاد ولا *** يكون مجد بغير العزم ملتهبا