رحمةً للعالمين

يـا وردةً يـزهـو بـهـا البستانُ *** ورحـيـقَ شـهـدٍ, لـذََهُ الـظمآن

يـا نـور مـشـكـاةٍ, بـليلٍ, مظلمٍ, *** كـشَـفَ الـجـمال ففاحت الأفنانُ

يـا رحـمـةً لـلـعـالمين بِعطفه *** نَـصـرَ الضَّعيفَ فأُنصِفَ الإنسانُ

وسـقـى العِطاش الشَّاردات بقفرها *** وحـمـى الـطيور فهامَت الغِزلانُ

يـا نـاصـراً لـلـغيد بعد مهانةٍ, *** فـشـدا الـسـرور بهنَّ والعِرفانُ

يُـقري الضيوفَ ويحمل الكَلَّ الذي *** حُـرِمَ الـحـنـانَ وعقَّه الإخوانُ

يـا مُـكـسِبَ المعدوم أنت مكارمٌ *** لـلـنٌّـبـل أنـت خـميلةٍ, تزدانُ

يا واصل الرحم الجريحة في الشَّرى *** نـامـوسُـكُ الأخـلاقُ والإحسانُ

مُـتـواضِـعٌ سَـمحُ الطِّباعِ مُبَشِّرٌ *** ومـقـاتِـلٌ شَـهـدت له الفُرسانُ

أنـت الأمـيـن وأنت طُهرٌ طاهِرٌ *** خـلُـقٌ عـظـيمٌ صاغهُ الرَّحمن

أنـعـم بِـصـدقِ مـحمد وخلاله *** فـمـحـمـد سـعِدت به الأكوانُ

الـصِّـدق فـي عِقد الفضائلِ دُرَّةٌ *** بـيـضـاءُ عـطَّرَ جيدَها الرَّيحانُ

نـجـمٌ عـلـى خد الزمان وزهرةٌ *** تَـهـبُ الـعـبيرَ فَيسعَد الوِجدانُ

فـي قـلـبـهِ الوضَّاء تجري أنهُرٌ *** قـطـراتـهـا الـتوحيد والقرآن

يـا أنـجـل العينين يا خير الورى *** يـا أهـدب الأشـفـار عزَّ الشَّان

وحَّـدتَ قـومـاً مَـزَّقت أوصالهم *** نـارُ الأسـى والـشِّرك والطغيانُ

فـجـعـلـت توحيد الإله شعارَهم *** حُـبٌّ الإلـه يَـحـثٌّـهـم وجنانُ

ومـبـادئ الإسـلام نـبراسٌ لهم *** قـد شـادهـا بـنـفوسهم عدنانُ

صـلـى عـلـيك الله ما فاح الشذا *** وعـلا الـمـآذن في الربوع أذانُ

صـلـى عـليك الله ما حطَّ الندى *** وسـقـى الـخـمائلَ جدولٌ ملآن

يـا خـاتـمً لـلـرسل أنت إمامهم *** فـبـعـرضِ بحرك أرستِ الأديانُ

بـأبـي وأمـي أنت يا مسكَ الدٌّنا *** وفـداك روحـي إنـنـي ولـهانُ