نخيل نخيل ولا مريم


  

بسم الله الرحمن الرحيم

(مفتتح):

 كانت تهز جذوع النخل واثقة ** أن النخيل سيلقي عندها الرطبا

 

أضحت تنادي بلاد العرب قاطبة ** ما حركت شعرة فيهم ولا غضبا

 

(1)

 

نخلة عند شاطئ البحر في غزة

 

ألقت ضفائرها- تستحم في النهر قبل الغروب

 

ثم استعادت مع الليل قامتها واستطالت

 

لفت ضفائرها حول مولودها الغض

 

تحميه من عتمة الليل

 

من صوت قاذفة حلقت فوق كل البيوت

 

* * *

 

نخلة عند شاطئ البحر في غزة

 

أينع التمر فيها حان وقت القطاف

 

 فمن سوف يرفع هامته لالتقاط الثمر؟

 

 ومن سوف يرفع- قبل الغروب- عقيرته بالغناء:

 

 \" يا جريد النخل العالي ميل وارمي السلام\"

 

 ومن سوف يلقي سلاما على النخل؟

 

 يلقي سلاما على الأرض؟

 

 يلقي على ما تبقى من الدور بعض الأمان؟

 

 فيا مريم اقنتي حان وقت السجود

 

 ويا مريم اركعي حان وقت الصلاة

 

 فمن سوف يرفع- في القدس - صوت الأذان؟

 

* * *

 

(2)

 

 نخلة في بحار النزيف عند الفرات

 

 أطعمت شهدها من قديم الزمان جيوش الرشيد

 

 أطعمت مرها بعد حين جموع التتر

 

 حين ألفت جحافل الروم- على شاطئ النهر عند الصباح

 

 انزوت لملمت جرحها

 

 جف فيها الثمر

 

 نادت على النخل من حولها:

 

 كيف نطعم شهد الرشيد جيوش الغزاة؟

 

 كيف والسيف قد علقوه على جرح بغداد؟

 

* * * 

 

 نخلة في بحار النزيف عند الفرات

 

 ألقت إلى النهر أنشودة للصمود

 

 كي يحمل النهر نيرانها للبلاد

 

 فمن سيلبي نداء النخيل؟

 

 ومن سوف يرفع حين قذف القنابل قامته للسماء؟

 

 ومن سيغني مع \" مارسيل \" حين يشدو:

 

\" منتصب القامة أمشي  مرفوع الهامة أمشي

 

في كفي قصفة زيتون  وعلى كتفي نعشي\"

 

* * *

 

(خاتمة):

 

 يا مريم العذراء لا تلقي لهم رطبا ** ولا تبالي إذا ماتوا أو اندثروا

 

 هم قد رموك بإفك ضل ما زعموا ** أنت العفاف وهم في العار قد قبروا

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply