شيخ البصيرة

5.1k
3 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

زد لـلـمـعـرة..قـطر الحب ما نضبا *** واسـكـب فؤاداً..طوى في شوقه السحبا

لـي فـي يـديـهـا.. وللحناء ذاكرة ٌ.. *** كـم قـطّـع الـقـلب في أنحائها العصبا

يـسـقي من الوجد.. ورداً شبّ في فمها *** فـاسـتـكـثـر الورد من سقياه.. فالتهبا

شـاهـدت قـلـبي مشى في خدها خفراً *** كـشـمـس فجرٍ, مشت في الغيم فاختضبا

تـغابط الكحل.. حين الشوق ضيعني .. *** بـيـن الـجـفون.. أعاني السهد والهدبا

فـي مـقـلـتـيـهـا تريك الله صنعته *** فـوضـت قـلـبـي لصنع الله محتسبا

هذا وريدي.. صداق الحب.. هل وجدت *** أغلى من الدّمِّ.. مهراً.. عند من خطبا ؟!

فـأرخـص الـحب.. حبٌ لا رصيد له.. *** مـن الـجـراح.. وأغـلاه الـذي عطبا

نـعـمـاه.. ذكـرى يحبُ الدمع صحبتها *** والـمـرء يـكرمُ.. إن أكرمت من صحبا

يـكـفي المعرة.. هذا القبر.. من حسبٍ, *** أكـرم بـقـبـرٍ, مع الأموات.. ما حسبا

فـربَّ مـيـتٍ,.. يـؤمّ الـنـاس مجلسه *** وربّ حـيٍّ,.. إلـى الأحـيـاء مـا نسبا

شـيـخ الـبـصيرة.. مازالت بصيرتنا *** مـن كـل ذي حـلكٍ,.. تستحسن الحجبا

نـحـاور الـفكر.. {بالأبواط}.. مسخرةً *** حـتـى إذا مـات أنـشـأنـا لـه القببا

* * *

هـذا نـبـيّ.. نـبـوس الـيـوم تربته *** عـلـى الـكـتـاب الذي من أجله صلبا

لا نـأكـل الـخـبـز.. إلا من دمٍ, كذبٍ, *** وآيـة الـكـذب.. دومـاً نـلـعن الكذبا

خـمـسين وجهاً ترى.. في وجه مرتزقٍ, *** مـن زيـفـه تـعبت.. والأصل ما تعبا

مـا مـر يـومـاً.. على حزبٍ, يعارضه *** إلا ارتـداه ومـن ((أجـيـابـه)) نـهبا

أبـا الـعـلاء.. قـميص العصر شوّهني *** صـرت الـنقيضين.. مسلوباً.. ومستلبا

مـا جـئـتُ أصرخُ.. عند القبر من ألمٍ, *** بـل جـئـتُ أصـطـاد من آلامك الرتبا

شـيـخ الـثـقـافـة.. لم تبلغ لنا قمماً *** رغـم الـتـلـول الـتـي كـومتها كتبا

كـم مـن حـكـيمٍ,.. يبيعُ الجبن أوسمةً *** {لـلـفـهـلوي} الذي من سيفه هربا !!

اسـم الـجـبـان.. ولا ألـلـه يـرحمه *** عـنـد الـلـقاء.. إذا ما قلبه اضطربا

وادفـش جـداراً.. إذا مـا مال من جهةٍ, *** تـعـد بـخـيرٍ,.. وبالخيرات.. إن قلبا

فـمـا عـجـبـتُ لـمسخٍ, صار محترماً *** لـطـالـمـا الأنـف فينا.. يحسد الذنبا

تـفـاءل القومُ.. بالميؤوس.. وارتقبوا !! *** مـلَّ الـزمـان.. وما جاء الذي ارتُـقبا

خـلـط الـتـفـاؤل.. بـالأحلام ملعبةٌ *** أعـوذ بالله.. مـن فـكـرٍ, إذا لـعـبا

إن الـتـفـاؤل.. مـبـنـيُّ على سببٍ, *** فـضـيـلـة الـشيخ.. هل سلّمتنا السببا

فـضـيـلـة الـشيخ.. والأسباب غائبةٌ *** لـولا الـدراهـم.. لا صـلى ولا خطبا

شـيـخ الـقـصـيدة.. أشعاري مشاغبةٌ *** والـنـاس فـي حـيّـنـا لم يألفوا الشغبا

نـشـكـو الـظـلامَ وبـنتُ الفجر نائمةٌ *** فـيـمـا إذا يـقظت صار الدجى أربا!!

مـا زاح نـيرٌ عن الأعناق.. ما اكتشفت *** فـضـل الـقـروح.. ولكن بعد ما ذهبا

رأى الـمـقـصّ.. فسال الورد من عبقٍ, *** وغـاب عـنـه.. فـعـاد الشوك وانقلبا

أبـكـي عـلـى وطـنٍ,.. عـبدٌ مواطنه *** مـاكـفّ عـن خلقٍ,.. من غير ماضربا

شـيـخ الـرجـولة.. ما في حيّنا رجلٌ *** ذاق الـرجـولـة.. إلا عـاش مـغتربا

قـصـيـدتـي عـنـست لن يطلبو يدها *** وصـاحب الحق.. غير الكره ما اصطحبا

بـال الـيـهـود.. ببيت القدس واصطلبوا *** فـيـه الـمسيح.. وما شاهدت من شجبا

سـبوا العروبة.. في بغداد.. واغتٌّصبت *** فـطـلّـقوها.. وساسوا خيل من غصبا

واسـتـأصـل الأنـبـيـاءُ الكاذبون لهم *** مـن دفـتـر الـوحي طوعاً فوق ماطلبا

لايـنـسـخ الـحبرُ.. من آيات مصحفكم *** إلاوعـوّضـكـم.. أضـعـاف مـاشطبا

فـوق ((الرشيد)).. عوى((نقفور))مفتتحاً *** بـنـا الـمزاد.. ألا من يشتري العربا!؟

لـولاكـتـابٌ.. مـن الإرهـاب أنـزله *** نـحـو الـسـماء.. رسولٌ بعد ما زغبا

نـسـرٌ يـسـوّي.. من الإعصار مخلبه *** فـاقـرا الـفـنـاء على الدنيا إذا وثبا

صـلّـى الإلـه عـلـى إرهـابـه فرحاً *** حـذّر بـنـي ((لهبٍ,))أن يحملوا الحطبا

شـيـخ الـمحبة.. ما أسرفت في غضبي *** بـل أسـرف الـحبّ في القلب الذي نكبا

صـاغ الإلـه.. نبي الفكر.. من غضبٍ, *** هـذا الـوجـود.. ولـولا الحب ماغضبا

سـتـلـفـظ الأرض.. كل الراسبين بها *** أعـوذ بـالـحـب مـن قـلب إذا رسبا

مـن مـقـلـتـيها.. تمدٌّ النخل منتصباً *** ولـيـس تـركـع أرضٌ نـخلها انتصبا

قـالـوا عـن الـحـبّ: لاندري له سبباً *** والأرض تـعـرف مـن عـشاقها السببا

يـخـفـي عـن العمر.. في تفاحها أملاً *** فـيـغـزل الـشعر.. من أحزاننا الطربا

تـعـتّـق الـحزن في ((خابات)) ذاكرتي *** وكـسّـر الـخـابـيـاتِ الـقهرُ فانسكبا

واسـتـكـثـر الـشعر من حزني فأدمته *** كـصـاحـب الـكأس.. يظما كلما شربا

يـنـزّف الـجـرح.. كـي تحلو مراشفه *** والـنـبـع لولا نزيف الصخر.. ما عذبا

وكـم أذبـتُ لـه الـتـاريـخَ أغـنـيةً *** وفـي مـقـام الـمـعري.. والمقام صبا

رذ لـلـمـعـرة.. واشرب من مآذنـها *** صـوتـاً ((لـمروان)).. يحلو كلما عتبا

دهـرٌ مـن الـعـزّ.. مـا زالت مدامعه *** بـيـن الـحـجارة تسقي الروح والعشبا

فـالـيـاسـمـين الذي ابيضت دمشق به *** فـجـرٌ مـن الـطـيب يستهوي لهاالحقبا

فـجـرٌ تـوضـأ بـالأسـياف فامتشقت *** بـنـو أمـيـة مـن أجـفـانـه الـهدبا

فـكـم دمـشـق بـطـعم الخيل تذبحني *** ومـن عـروقـي.. صهيل الشعر كم نشبا

ومـا جـرحـتُ بـحـدّ الـشـوق قافيةً *** لـكـنـمـا الـسـيـف عن أشواقه كتبا

سـقـت دمـشـق الهوى أقداح فتنتها .. *** مـن قـبـل مـا اكتشفوا في الكرمة العنبا


أضف تعليق