زد لـلـمـعـرة..قـطر الحب ما نضبا *** واسـكـب فؤاداً..طوى في شوقه السحبا
لـي فـي يـديـهـا.. وللحناء ذاكرة ٌ.. *** كـم قـطّـع الـقـلب في أنحائها العصبا
يـسـقي من الوجد.. ورداً شبّ في فمها *** فـاسـتـكـثـر الورد من سقياه.. فالتهبا
شـاهـدت قـلـبي مشى في خدها خفراً *** كـشـمـس فجرٍ, مشت في الغيم فاختضبا
تـغابط الكحل.. حين الشوق ضيعني .. *** بـيـن الـجـفون.. أعاني السهد والهدبا
فـي مـقـلـتـيـهـا تريك الله صنعته *** فـوضـت قـلـبـي لصنع الله محتسبا
هذا وريدي.. صداق الحب.. هل وجدت *** أغلى من الدّمِّ.. مهراً.. عند من خطبا ؟!
فـأرخـص الـحب.. حبٌ لا رصيد له.. *** مـن الـجـراح.. وأغـلاه الـذي عطبا
نـعـمـاه.. ذكـرى يحبُ الدمع صحبتها *** والـمـرء يـكرمُ.. إن أكرمت من صحبا
يـكـفي المعرة.. هذا القبر.. من حسبٍ, *** أكـرم بـقـبـرٍ, مع الأموات.. ما حسبا
فـربَّ مـيـتٍ,.. يـؤمّ الـنـاس مجلسه *** وربّ حـيٍّ,.. إلـى الأحـيـاء مـا نسبا
شـيـخ الـبـصيرة.. مازالت بصيرتنا *** مـن كـل ذي حـلكٍ,.. تستحسن الحجبا
نـحـاور الـفكر.. {بالأبواط}.. مسخرةً *** حـتـى إذا مـات أنـشـأنـا لـه القببا
* * *
هـذا نـبـيّ.. نـبـوس الـيـوم تربته *** عـلـى الـكـتـاب الذي من أجله صلبا
لا نـأكـل الـخـبـز.. إلا من دمٍ, كذبٍ, *** وآيـة الـكـذب.. دومـاً نـلـعن الكذبا
خـمـسين وجهاً ترى.. في وجه مرتزقٍ, *** مـن زيـفـه تـعبت.. والأصل ما تعبا
مـا مـر يـومـاً.. على حزبٍ, يعارضه *** إلا ارتـداه ومـن ((أجـيـابـه)) نـهبا
أبـا الـعـلاء.. قـميص العصر شوّهني *** صـرت الـنقيضين.. مسلوباً.. ومستلبا
مـا جـئـتُ أصرخُ.. عند القبر من ألمٍ, *** بـل جـئـتُ أصـطـاد من آلامك الرتبا
شـيـخ الـثـقـافـة.. لم تبلغ لنا قمماً *** رغـم الـتـلـول الـتـي كـومتها كتبا
كـم مـن حـكـيمٍ,.. يبيعُ الجبن أوسمةً *** {لـلـفـهـلوي} الذي من سيفه هربا !!
اسـم الـجـبـان.. ولا ألـلـه يـرحمه *** عـنـد الـلـقاء.. إذا ما قلبه اضطربا
وادفـش جـداراً.. إذا مـا مال من جهةٍ, *** تـعـد بـخـيرٍ,.. وبالخيرات.. إن قلبا
فـمـا عـجـبـتُ لـمسخٍ, صار محترماً *** لـطـالـمـا الأنـف فينا.. يحسد الذنبا
تـفـاءل القومُ.. بالميؤوس.. وارتقبوا !! *** مـلَّ الـزمـان.. وما جاء الذي ارتُـقبا
خـلـط الـتـفـاؤل.. بـالأحلام ملعبةٌ *** أعـوذ بالله.. مـن فـكـرٍ, إذا لـعـبا
إن الـتـفـاؤل.. مـبـنـيُّ على سببٍ, *** فـضـيـلـة الـشيخ.. هل سلّمتنا السببا
فـضـيـلـة الـشيخ.. والأسباب غائبةٌ *** لـولا الـدراهـم.. لا صـلى ولا خطبا
شـيـخ الـقـصـيدة.. أشعاري مشاغبةٌ *** والـنـاس فـي حـيّـنـا لم يألفوا الشغبا
نـشـكـو الـظـلامَ وبـنتُ الفجر نائمةٌ *** فـيـمـا إذا يـقظت صار الدجى أربا!!
مـا زاح نـيرٌ عن الأعناق.. ما اكتشفت *** فـضـل الـقـروح.. ولكن بعد ما ذهبا
رأى الـمـقـصّ.. فسال الورد من عبقٍ, *** وغـاب عـنـه.. فـعـاد الشوك وانقلبا
أبـكـي عـلـى وطـنٍ,.. عـبدٌ مواطنه *** مـاكـفّ عـن خلقٍ,.. من غير ماضربا
شـيـخ الـرجـولة.. ما في حيّنا رجلٌ *** ذاق الـرجـولـة.. إلا عـاش مـغتربا
قـصـيـدتـي عـنـست لن يطلبو يدها *** وصـاحب الحق.. غير الكره ما اصطحبا
بـال الـيـهـود.. ببيت القدس واصطلبوا *** فـيـه الـمسيح.. وما شاهدت من شجبا
سـبوا العروبة.. في بغداد.. واغتٌّصبت *** فـطـلّـقوها.. وساسوا خيل من غصبا
واسـتـأصـل الأنـبـيـاءُ الكاذبون لهم *** مـن دفـتـر الـوحي طوعاً فوق ماطلبا
لايـنـسـخ الـحبرُ.. من آيات مصحفكم *** إلاوعـوّضـكـم.. أضـعـاف مـاشطبا
فـوق ((الرشيد)).. عوى((نقفور))مفتتحاً *** بـنـا الـمزاد.. ألا من يشتري العربا!؟
لـولاكـتـابٌ.. مـن الإرهـاب أنـزله *** نـحـو الـسـماء.. رسولٌ بعد ما زغبا
نـسـرٌ يـسـوّي.. من الإعصار مخلبه *** فـاقـرا الـفـنـاء على الدنيا إذا وثبا
صـلّـى الإلـه عـلـى إرهـابـه فرحاً *** حـذّر بـنـي ((لهبٍ,))أن يحملوا الحطبا
شـيـخ الـمحبة.. ما أسرفت في غضبي *** بـل أسـرف الـحبّ في القلب الذي نكبا
صـاغ الإلـه.. نبي الفكر.. من غضبٍ, *** هـذا الـوجـود.. ولـولا الحب ماغضبا
سـتـلـفـظ الأرض.. كل الراسبين بها *** أعـوذ بـالـحـب مـن قـلب إذا رسبا
مـن مـقـلـتـيها.. تمدٌّ النخل منتصباً *** ولـيـس تـركـع أرضٌ نـخلها انتصبا
قـالـوا عـن الـحـبّ: لاندري له سبباً *** والأرض تـعـرف مـن عـشاقها السببا
يـخـفـي عـن العمر.. في تفاحها أملاً *** فـيـغـزل الـشعر.. من أحزاننا الطربا
تـعـتّـق الـحزن في ((خابات)) ذاكرتي *** وكـسّـر الـخـابـيـاتِ الـقهرُ فانسكبا
واسـتـكـثـر الـشعر من حزني فأدمته *** كـصـاحـب الـكأس.. يظما كلما شربا
يـنـزّف الـجـرح.. كـي تحلو مراشفه *** والـنـبـع لولا نزيف الصخر.. ما عذبا
وكـم أذبـتُ لـه الـتـاريـخَ أغـنـيةً *** وفـي مـقـام الـمـعري.. والمقام صبا
رذ لـلـمـعـرة.. واشرب من مآذنـها *** صـوتـاً ((لـمروان)).. يحلو كلما عتبا
دهـرٌ مـن الـعـزّ.. مـا زالت مدامعه *** بـيـن الـحـجارة تسقي الروح والعشبا
فـالـيـاسـمـين الذي ابيضت دمشق به *** فـجـرٌ مـن الـطـيب يستهوي لهاالحقبا
فـجـرٌ تـوضـأ بـالأسـياف فامتشقت *** بـنـو أمـيـة مـن أجـفـانـه الـهدبا
فـكـم دمـشـق بـطـعم الخيل تذبحني *** ومـن عـروقـي.. صهيل الشعر كم نشبا
ومـا جـرحـتُ بـحـدّ الـشـوق قافيةً *** لـكـنـمـا الـسـيـف عن أشواقه كتبا
سـقـت دمـشـق الهوى أقداح فتنتها .. *** مـن قـبـل مـا اكتشفوا في الكرمة العنبا