تَبقَينَ وَحدَكِ يَا جِهَاد
أُنشودةَ القلبِ المُعَنَّى بالسٌّهاد
تبقين لي المأوى
في زمنِ التَّشردِ والتَّشرذمِ والفساد
فَإذا مَا سَدَّتِ الأحزانُ دَربي
وَمَلأ البُعدُ بالأوهَامِ قَلبي
وَسِرتُ في هَذا الوجُودِ بِغَيرِ زَاد
وَاشتَقتُ للصٌّبحِ الجَمِيل
يَجِيءُ وَجهُكِ يَا جِهَاد!!
* * *
أنَا مَا نَسيتُكِ يَا جِهَاد
وَهَل تَنسَى عَبيرَهَا الزٌّهُور؟!
وَهَل تَنسَى غِنَاءَهَا العَصَافِير؟!
فَكَيفَ أَنسَى000؟
كَيفَ أَنسَى قَفزَكِ كَالغِزلانِ 00
وَتَدفٌّقَكِ كَاليَنَابِيعِ 00
وَطَيرَانَكِ كَالبَجَعِ 00؟!
وَأَنَا كُلَّ لَيلةٍ, أَرسُمُ الأَشجَارَ عَلَى صُورَتِكِ
وَأَستعيدُ عِيدانَ الحِنطَةِ عَلَى تَسرِيحةِ شَعرِكِ
وَأَحلُمُ كُلَّ لَيلةٍ, أًن تَأتيني وَتُغَطِّي سَريري بِالزٌّهُور
لأَستَيقظَ فِي الصَّباحِ وَأَنَا الَّذِي لا أَنَام
أُلقِي التَّحيَّةَ عَلَى العَبَق
وَأُعَانقُ النَّاسَ فِي الشَّوارع
وَأُصَافِحُ البَلابلَ فِي المَزَارع
فَأَنَا رَغمَ البِعَاد
وَرَغمَ أَنَّ الرٌّوحَ يَسكُنُهَا السَّوَاد
وَرَغمَ أَنَّ العُمرَ ارتَدَى ثَوبَ الحِدَاد
أَشتَاقُ لِلصٌّبحِ الجَمِيل
وَالصٌّبحُ وَجهُكِ يَا جِهَاد!!
* * *
تَعَالَي يا حياتي
فَقَد تفرَّقَ شَملُ أَحلامِي الرَّبيعيَّه
تَعَالي يَا حَيَاتي
لِنَجلسَ سَويِاً عَلَى العُشبِ
وَنَقرأَ سَوياً كُتُبَ الحُبِّ
علَى ضَوءِ مَصابيحِ الشَّارعِ
لأنَّ القمرَ الكَسُولَ قد غَلَبَهُ النٌّعَاس
تَعَالي يَا حَياتي
يَا حضنَاً يَحمِيني مِن نَارِ الحُزنِ
وَيَا أُغنيةً أَحفَظُهَا مَا بَينَ قَلبي وَعَيني
ويا نَهراً يُرَوِّي جَفَافَ الرٌّوحِ
ويا مِسبحةً وَصَلاةً تَخترقانِ وُحُولَ الشَّهوةِ وَالحِرمَان
ويا نَومَاً يَأتيني في لَيلِ الحُمَّى والهَذَيَان
ويا نُوراً يَسكُنُنِي
يُنقِذُني مِن عَصرِ العُميَان
وَيَا جِلبَاباً عَرَبيَّاً يَستُرُنِي مِن عُري الذَّنبِ،
ومِن أَثمَاليَ المُمَزَّقَه
ويا قَصِيدةً صَادِقَةَ الحِسِّ،
وشَمسَاً تَأتي بميعاد
ومَعَهَا الصٌّبحُ الجَمِيل
و الصٌّبحُ وَجهُكِ يَا جِهَاد!!
* * *
أَسرعِي يَا جِهَاد
فَالحُزنُ عَشَّشَ في الفُؤَاد
أَسرعي بِسَلَّةِ الآمالِ
أُطعِمُ منها عُشبَ العُيونِ
َوُأرَوِّي بها جفافَ الرٌّوح
وأُطفئُ بها وهجَ الحرائقِ المشتعلةِ في صَدري
آهٍ, يَا حُلمَ عُمري
وهَنَاءَتي مِن قَضَائي وقَدَري
يـَا نَقيَّةً كالمَلائِكـة
وَيَا خَيِّرَةً كَالـسٌّنبُلَة
ويَا رقيقةً كالفَراشة
أَمطري قُبُلاتِكِ في الهَاتف
عَلَّهَا تُسكنُ قَلبيَ الخَائِف
فِي عَصرٍ, يَحكُمُهُ الجَرَاد
لا يَحلُمُ بالصٌّبحِ الجَمِيل
والصٌّبحُ وَجهُكِ يَا جِهَاد!!
* * *
قَرأتُ رسالتَكِ يَا جِهَاد
مَحفُورةً بصدقِ الحُبِّ لا سَيلَ المِدَاد
لكن نَسيتِ!
نَسيتِ أن تُرسلي مَعها خِصلَةً مِن شَعرِك
وَبَسمَةً مِن ثَغـرِك
لأُرتلَهَا في ضوءِ القَمر
وأَجمَعَ بها شَتَاتَ الغُيُومِ الهَارِبَة
نَسيتِ أَن تُرسلي الفَرَاشَاتِ الجَميله
وَأورَاقَ الصَّفصَافِ والنَّسَائِمَ العَليله
نَسيتِ أَن تُمَشِّطِي شَعرَكِ ضَفِيرَةً 00
وَتَربطيهَا بأَورَاقِ البُرتُقَال
فَأَنتِ أَعظَمُ مِن كُلِّ شِعرٍ, يُروَى
وَمِن كُلِّ نَثرٍ, يُقَال
فَجِهَادُ تَعنِي لِي الأُمَّ،
وَتَعني لِي الوَطَن
وَأَمَلي اللامُمكِنَ، وَالمُمكِن
وَتَعنِي لِي الطٌّهرَ وَالإيمَانَ وَصِدقَ الاعتِقَاد
وَكُلَّمَا أَحلُمُ بِالصٌّبحِ الجَمِيل
يَجِيءُ وَجهُكِ يَا جِهَاد!!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد