صمَتَ الكلامُ وثارتِ الأفكارُ *** وتزاحمت في الخاطرِ الأشعارُ
ما كان ينقصُ دولةٌ مغمورةٌ *** حتى تنوءَ بجرمِها الأبقارُ
كان الهدوءُ ينامُ في أحضانها *** فغدا يدمّرُ صرحَها الإعصارُ
قد كان يسقطُ - دون سهوٍ,ٍ,- اسمُها *** فغدت تردّدُ حمقَها الأخبارُ
سخرت صحافتُها وكابرَ أهلُها *** وتطاولوا في جرمِهم فانهاروا
شركاتُهم صارت بدون عمالةٍ, *** وحسابُهم خاناتهُ أصفارُ
قد أضرموا ناراً جوارَ حصادِهم *** فأتت على قوتِ الغباءِ النارُ
أمنوا مقاطعةَ الشعوبِ وما درَوا *** أنّ الشعوبَ تجوعُ حينَ تُثارُ
هي ثورةٌ شعبيةٌ سلميةٌ *** لا الشجبُ يطفِئُها ولا الأعذارُ
هذا جوابُ الشعبِ رغمَ هوانِه *** وغداً يجيبُ الواحدُ القهارُ
هذا انتقامُ المسلمين مخفَّـفٌ *** أما انتقامُ اللهِ فهو دمارُ
بأبي وأمي يا رسولَ اللهِ إن *** جارت بلادٌ أو طغت أمصارُ
وحّدتَ أمّتَنا..جمعتَ صفوفَنا *** أيقظتنا فانزاحَ عنَّا العارُ
وتلاحمت أطرافُنا وتلملمت *** وتكاتفَ الفجّارُ والأخيارُ
وتنافسَ الآلافُ في درب الهدى *** وتسابقَ الفقراءُ والتجارُ
والكلٌّ أظهر حبَّهُ وولاءَهُ *** فأفاقَ فينا النصرُ والأنصارُ
هبّوا كآسادٍ, تُفكٌّ قيودُها *** فتلعثمَ الرهبانُ والأحبارُ
ما كان أجدرَهم بصمتٍ, مطبقٍ, *** حتى تغطّي العاهةَ الأستارُ
إن كان في سبِّ الرسولِ تحضّرٌ *** فلتفتخر بقريشِها الكفارُ
حريةُ التعبيرِ ليست دميةً *** يلهو بها الأوغادُ والأشرارُ
فليشتموا شمطاءَهم ويهودَهم *** علناًº لنعلمَ أنهم أحرارُ
جبناءُ عند الغيرِ لكن عندنا *** العارفون القادةُ الأطهارُ
يا دولةَ الأبقارِ سوف يقودُكُم *** نحو الهلاكِ دجاجةٌ وحمارُ
وحضارةُ الفوضى ستقتلُ نفسَها *** حقداً، وتذكرُ جورَها الآثارُ
ما طالَ ليلٌ واستبدّ ظلامُه *** إلاّ تلاه الصبحُ والأنوارُ