أنة المحراب

1.5k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

أيّ ذكـرى تـرف نـورا وطيبا * * * وتـبـثّ الـوجـود سرّا مهيبا

تـصـل الأرض بالسّماء فيغدو * * * فـي اخضرار ما كان قفرا جديبا

أيّ نـعـمى عمّت فكانت سلاما * * * ونـعـيـمـا وجـنـة وطيوبا

أيّ نـور من عالم الغيب يسري * * * فـهـو يهدي الحيران والمحروبا

أيّ نـبـض مـن السّماء تجلّى * * * كـالـيـنـابـيع يسعد المكروبا

أظـمـأتـنا الدّهور حتى تداعي * * * نـا فـكـان الورد المعين القريبا

وإذا مـا ادلـهـمّ خطب اللّيالي * * * كـان نـصـرا وكان فتحا قريبا

هيه طه! يا أكرم الخلق، يا خير * * * الـبـرايـا، يـا ذخرنا المحبوبا

أنـت نـور القلوب يا خير هاد * * * كيف أضحى الظلام يغزو القلوبا؟

نـظـر الـقـلب حوله فإذا النا * * * س حـيـارى يسترشدون المريبا

أيّ جـرح أشـكـو وأيّ دعـاء * * * يـسـكب الشّعر؟ أينا ما أصيبا؟

كـل شبر، يا سيدي، من بلادي * * * نـازف شـاكٍ, جـرحه لو أجيبا

أمـتي ! أمتي! وتنتفض الروح * * * وتـغـدو الـجـراح عينا سكوبا

شـرّدتـنـا الـدّنيا فطبت أنيسا * * * أوسـعـتـنا جرحا فكنت الطبيبا

وسـقـتنا الأيّام من صابها المر * * * فـكـنـت الـمـنّ المملأ طيبا

أمـن الـحـكمة الرّشيدة أن نر * * * كـب هـذا الـتغليس والتغريبا

أمـن الـعـقل أن يصير خليلا * * * لا يـضـاهـى من كان قبل ذيبا

والـشـقيّ الشقيّ من نصب الأو * * * هـام ربًّـا والـكـافـرين رقيبا

يـا مـلـيـكي حقا ومالك أمري * * * يـا مـجير المستضعفين المجيبا

يـا إلـهـي، وللحروب استعار * * * ألهب الكفر فوق أرضي الحروبا

مـا الـذي ينقش اليراع وهاتي * * * ك دمـانـا غدت يراعا صبيبا ؟

يـصـبـح النّاس آمنين ونغدو * * * بـيـنـهـم خـشعا، شبابا وشيبا

هـتـكـوا عـفّة الصّبايا جهارا * * * واسـتحال المحراب مبغى رهيبا

فـهـو يـشـكو إلى الإله خطايا * * * هـم ويـشـكو خذلاننا المنكوبا

أنّـة تـنـطـق الـجماد وتغدو * * * فـي رعود الأحجار رعدا غريبا

يـا لـقومي وقد تداعوا سكارى * * * لـست تلقى للعرض فيهم غضوبا

كـم دعـيّ يـردي الفضيلة فينا * * * ويـغـنـي الإسلام غضّا رطيبا

ويـرى الـعـهـر زينة وبهاء * * * لـلـحـيـاة الدّنيا..وفنا عجيبا

ويرى الفحش في النوادي انطلاقا * * * والـخـطـايـا تسامحا مطلوبا

ويـرى الـركّـع السجود فيشكو * * * فـي الـبـلاد التطرّف المرهوبا

كـلّـمـا أوغـل الـبغاة بتقتيل * * * الـبـرايـا زدنـاهـم تـرحيبا

أيّ ذنب أخزى من الصمت؟ حين * * * الـصمت يغدو للمعتدين ركوبا ؟

هـيه يا سيد الوجود! لك العت* * * بـى وشوق القلوب يذكي اللهيبا

قـد أتـيـنـا إلى حماك عطاشا * * * فـاسكب النّور واملأ الكون طيبا

وإذا مـا الـطّـغـاة عاثوا فسادا * * * وأذاقـوا الـعـباد سوطا حروبا

لـم يـزل في الرّماد نبض بهي * * * سـوف يـكوي جباههم والجنوبا

وسـيـعـلي البنيان فتيان صدق * * * جـعـلـوا الـنّور غاية ونصيبا


أضف تعليق