أنـى تغيب وفي فؤادي مسكنك ** وهـواك من بين الجوانح نابع
أنـى تـغيب وأنت نور عندنا ** تـزداد ظـلـمـتنا إليه نسارع
أنى تغيب وفوق شطآني رست ** سـفـن الهوى والقلب فيها قابع
أسـوار حبك حاصرتني سيدي ** وأنـا الذي في ليل قربك طامع
يـا أيها القلب اتئد فرسول رب ** ي نـوره فـوق الروابي لامع
قـد كـان قـرآن يسير بدربنا ** وضـيـاؤه بين الكواكب طالع
كـنـت الـذي هز الدنا بكلامه ** أسـطورةٌ في الدين سيفٌ قاطع
لـو كـنت فظاً قاسياً يا سيدي ** لغدوت وحدك في الظلام تقارع
لـكـنك المصدوق دون منازع ** الـطاهر المخلوق طهرك ناصع
أنوار وجهك في الدياجي أشرقت ** فـي كـل ناحية وصيتك ذائع
زيـنـت فـيك دفاتري فتألقت ** هـذي الـدنـا ونشيدها يتتابع
مـع كل دقات القلوب ونبضها ** يـزداد في روحي ضياء ساطع
فـالقلب ينبض معلنا ً إخلاصه ** والعين في كتب الحبيب تراجع
أقـلام روحـي في سماك تألقت ** ومـلاك أشعاري لحبك خاضع
هـذا قـليل من شعوري سيدي ** فـهـواك من أعماق قلبي نابع