أجل . . . شريعة الله

3.4k
3 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

لـم يـزل بـاسمِها يفيضُ الزَّمانُ ** بـركـاتٍ,، و تـزدهـي الأكوانُ

تـتهادى على مناهجِها النَّعماءُ ... ** ... تُـغـري بـخـيـرِها البلدانُ

مـنـذُ عهدِ الرسولِ r آتت جَناها ** فـيـه طـيـبُ السٌّموِّ والرضوانُ

غـسـلـت بـالهدى مقيتَ ضلالٍ, ** وتـوارى الـعـنـا و ولَّى الهوانُ

والعصورُ الحِسانُ يزهرُ بالآلاءِ ... ** ... حـقـلُ اعـتـزازِها المزدانُ

صـدقَ الله إنَّ رحـمتَه المهداةَ ... ** ... لـلـخـلـقِ ظـلٌّـهـا فينانُ

فـلـهـا الـمعشباتُ في كلِّ جودٍ, ** ولـهـا الـبِـرٌّ والـعلى والجِنانُ

ولـهـا عـن جدبِ الزمانِ انعتاقٌ ** ولـهـا فـي سـمعِ الوجودِ أذانُ

ولـهـا جـنـدُهـا الأُبـاةُ أقاموا ** فـي ثـغـورٍ,، وفي اللقا ماهانوا

وتـخـطَّوا صعبَ العجافِ بصبرٍ, ** ومـضـوا رغـمَ فـاقـةٍ, وتفانوا

فـتـراهـم عـلـى جناحَي ثباتٍ, ** إن تـمـادى الـطاغوتُ والطغيانُ

والـمـلـبٌّون: صوتُ موكبِهم ما ** غـيَّـبـتـهُ الأحـقـادُ والـشَّنآنُ

هـي سـرٌّ انـدفـاعِـهم، فتلفَّت ** لـم تـجـد غـيرَهم لها مذ كانوا

جـفـلَ الـنَّاسُ والخطوبُ جِسامٌ ** وتـراخـى عـلـى الشِّفاهِ البيانُ

وأسـالـوا لعابَهم وإلى الحلوى ... ** ... يـطـيـرُ الـصِّبيانُ والعُبدانُ

ورجـالُ الـشـربعةِ الصيِّدُ هبٌّوا ** فـلـهـم مـوقـفٌ سـما واتِّزانُ

ويـدُ الـحـقِّ فـي يـديـهم لقاءٌ ** جـلَّ فـيـه الـمـيثاقُ والإعلانُ

وعـليهم لمَّا تجد نكباتُ العصرِ ... ** ... بـابًـا، ومـا لـهـا سلطانُ

مَـن رأى اللهَ مـنـجـدا و معينًا ** لـم تُـخـفـهُ فـي غابِها الذٌّؤبانُ

وهــلاكُ الـطٌّـغـاةِ لابـدَّ آتٍ, ** وسـيـبـلـى ويـنـفـقُ الثٌّعبانُ

* * *

إنـهـا الـشِّـرعـةُ النَّديَّةُ تحيي ** مـا أمـاتَ الـخـنـوعُ والإذعانُ

و حـبـتـنـا والحالُ فاضَ أساها ** مـن عـطـايـا تشتاقُها الأزمانُ

فـبـهـا الـخيرُ والمناهلُ يروي ** ظـمـأَ الـنـاسِ دفـقُـها الهتَّانُ

وسـقـى الخلقَ أجمعين، وعزَّت ** بـمـزايـا قـرآنِـه الـعـربانُ

وتـلاشـى لـلـفـرسِ خطوٌ أثيمٌ ** وأدارت أرسـانَـهـا الـرومـانُ

وإذِ الـعـربُ بـالـمصاحفِ قومٌ ** فـتـحوا الكونَ بالهدى مااستكانوا

فـعـلـى رفـرفِ الشريعةِ تعلو ** رايـةُ الـخـيـرِ: دفؤُها والأمانُ

قـم تـأمَّـل تـجد شذاها طهورا ** يـتـوخَّـى هـبـوبَـه الإنـسانُ

ولـهـا عـنـد كـلِّ فضلٍ, منارٌ ** ولـديـهـا لـمـجـدِنـا ديـوانُ

هـي أغـلـى الكنوزِ مهما تناءى ** عـن سـناها الغاوون والعميانُ

وهـيَ لـلـفخرِ تاجُه، والمعالي ** لـم تـلـوِّث بـهـاءَهـا الأدرانُ

نـسـجـت ثـوبَـها الجميلَ أيادٍ, ** لـيـس يدري ما كنهُها قحطانُ

مـنـحـت وشـيَها البديعَ لقومي ** جـلَّ ربِّـي عـنـايـةً فاستبانوا

فـإذا الـنَّـصـرُ بالتٌّقى ما تخطَّى ** وإذا الـفـتـحُ لـلـمُـنى عنوانُ

وإذا الأرضُ بـالـحـقـولِ ربيعٌ ** وإذا الـنَّـاسُ بـالـهـدى إخوانُ

* * *

فـلـمَ اسـتـدبـرَ الشريعةَ قومي ** ولـمَ اعـتـزٌّوا بالفسادِ فعانوا ؟؟

ولـمَ اسـتـوردوا الـمبادئ كفرا ** وبـوارا، فـركـبُـهم خزيانُ

مـن خـبـايـا حـداثـةٍ, ركبوها ** أجـنـبـيُّ بـرذونُـهـا مـذعانُ

مـذ هـجـرنـا شـريعةَ اللهِ تهنا ** وتـوالـت فـي أرضِـنا الأحزانُ

مـجـدُنـا فـي يـدي علاها بهيُّ ** شـهـدتـهُ الأقـوامُ و الـبـلدانُ

هـو إحدى ثمارِ جنَّتِها الفيحاءِ ... ** ... أغـنـاهـا بـالـنَّدى الرحمنُ

مـن مآتي شريعةِ اللهِ هذا العزٌّ ... ** ... والـفـخـرُ والعطايا الحِسانُ

لـم يـؤخِّـر قرآنُها قدمَ العلمِ ... ** ... فـعـلـمٌ آيـاتُـه و الـبيانُ

ونـرى فـي الـتَّـقـدمـيَّةِ شرًّا ** إن تـلـوَّى بـثـوبِـهـا الكفرانُ

قـم تـرَ الـعـالَمَ الفسيحَ برعبٍ, ** وبـه الـبـؤسُ عـجَّ و الأضغانُ

جـانـبَ الـفطرةَ الطغاةُ فضاقت ** بـبـنـيـهـا الأيـامُ والأوطـانُ

حـضـنـتـهم بها أماسي المآسي ** كـالـحـاتٍ,، وفي الضحى نيرانُ

والـطـمـوحاتُ بعدُ مضطرباتٌ ** قـد يـلـفٌّ ابـتـهاجَها الطوفانُ

بـيـدَي عـابـثٍ, خـبيثٍ, غشومٍ, ** مـثـل شـارون شـلَّـه الـدَّيانُ

مـلـكَ الأرضَ مـجـرمٌ أو لئيمٌ ** أو دنــيءٌ ولــلـدمـا حـرَّانُ

أيـهـوديُّ أم صـلـيـبـيٌّ حقدٍ, ** يـتـمـطَّـى بصدرِه الشَّيطانُ ؟!

* * *

أيـهـا الـمسلمون مالكُمُ اليومَ ... **... حـيـارى أمـا لكم ربَّانُ ؟

أيٌّـهـا الـمـسـلمون أينَ إباءٌ؟؟ ** يـصـطـلي في لهيبِه الشِّريانُ

أيها المسلمون أين؟ وأين العروةُ... **... الـوثـقـى أين؟ و القرآن ؟

أيـن وا إسلاماهُ تضرمُ الأرضَ... **... فداءً؟؟ والثأرُ؟ ؟ والإيمانُ ؟؟

فـأفـيقوا ياناسُ واعتبروااليومَ ... **... يـجـبكم في النٌّصرةِ الرحمنُ

كـلٌّـهـم لـلإسـلامِ خـصمٌ لدودٌ ** وعـلـيـنا... ثعالبٌ... ذؤبانُ

أفـلـسوا في سوقِ السَّفاهةِ فانظر ** لـلـعـدا كـم تقطَّعت أشطانُ

بـيـن لـهـوٍ, وخـسَّـةٍ, وفجورٍ, ** قـد تـنـزَّى إعـلامُـهم والبيانُ

مـا رأيـنـا عـيـونَـهم دامعاتٍ, ** وفـلـسـطـيـنُ جـرحُها هتَّانُ

أو رأيـنـا قـلـوبَـهـم ثاكلاتٍ, ** وكـأنـي بـلـحـمـها صوَّانُ


أضف تعليق