مَـالَـت تُمَزِّقُ فَوقَ النَّعشِ أَكفَانِي * * * مِن فَرطِ مَا اقتَرَفَ الآسِي بِجُثمَانِي
تَـرجُو انبِعَاثِي وَمَا لِي غَيرُ حُرقَتِهَا * * * نَـفـسِـي وَقَد أَوعَدَ الإِلحَادُ أَديَانِي
أَجَبتُ ثَوبُ الأَسَى فِي المَهدِ جلَّلَنِي* * * والـسَّـيرُ بَينَ ثَنَايَا الجَمرِ أَضنَانِي
جُـرِّعـتُ كَأسَ الشَّجَا مِمَّن أُنَادِمُهُم* * * وَالـنَّـحتُ عِندَ جِدارِ اللَحدِ أَدمَانِي
طَـرَقـتُ أَبوَابَ مَن عَاثُوا بِنَسمَتِنَا * * * وَخُضتُ حَرباً ضَرُوساً دُونَ فُرسَانِ
فَـمَـا وَجَـدتُ لِنَيلِ الثَّأرِ خَاصِرَةً * * * تُـزِيحُ عَن كَاهِلِي المَنهُوكِ أَحزَانِي
سَـوَاحِـلُ الـضَّيمِ أَدنَتنِي مَرَافِؤُهَا * * * وَاستَقبَحَ الرَّسفُ فِي الأَغلاَلِ إِذعَانِي
أَنَـا الأَبِـيٌّ سَـلِـيلُ المَجدِ آلَمَنِي* * * فُـقدَانُ حَتفِي وَمَكثُ الرٌّوحِ أَشقَانِي
أَرَى الـحَيَاةَ بِلاَ مَعنَىً مُذِ انفَرَطَت* * * قُـيُـودُ عَزلِي وَسَيرُ الجَلدِ أَقصَانِي
أَرَقـتُ جَـفـنِي عَلَى دَمعٍ, أُلاَزِمُهُ * * * قَـد ظَـنَّهُ النَّاسُ بَحراً دُونَ شُطآنِ
وَخُـضتُ حَرباً عَلَى طَيفٍ, أُنَازِعُهُ * * * نَـبـذَ الـهَـوَانِ وَلَكِن حَالَ إِيمَانِي
عَـن وَضـعِ حَـدٍّ, لِعَيشٍ, بِتٌّ أَمقُتُهُ * * * وَزَجـرِ ضَـيمٍ, ثَوَى يَمتَاحُ أَشجَانِي
أَبـدَيـتُ جُرحِي إِلَى الآسِي أُسَائِلُهُ * * * مِـن فَرطِ غَيظِي لِمَ التَّمثِيلُ بِالفَانِي
أَنَـا الـشَّـقِيٌّ رَدِيفُ النَّزفِ أَرَّقَنِي * * * زَمٌّ الـعِـنَانِ وَعُسرُ الحَالِ أَعيَانِي
أَرَدتُ ثَـلـمَ وَمِـيـضٍ, لِـلنَّفَاذِ بِهِ * * * فَـالتَاعَ زَندِي وَسَيفُ الوَيلِ أَردَانِي
فَصَارَ جِسمِي عَدِيمَ الحِسِّ وَاندَلَعَت * * * نِـيرَانُ شَجوِي وَمَجَّ الدَّمعُ أَجفَانِي
حَـتَّـى انتَهَيتُ بِلاَ حَتفٍ, وَمَزَّقَنِي * * * يَـأسِي وَفَوقَ جَحِيمِ المَوتِ أَحيَانِي