بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله - عز وجل -: \"تحسبونه هينا وهو عند الله عظيم\"
حقا إنه أمر عظيم..... إنه الاستسلام..... التسليم لله - عز وجل - بكل أوامره ونواهيه.. بدون معارضة أو مجادلة أو حتى أقل كلمة.. فالكثير منا اليوم لا يأتمر بأوامر الله ولا ينتهي عما نهى الله - سبحانه - عنه بحجج كثيرة عدم الاقتناع.. عدم الرغبة.. وان نفسه لا تقبله... وإنه يجد صعوبة في محاربة نفسه وهكذا....
أتدرون ما هو الإسلام؟
الإسلام... هو الاستسلام لله - عز وجل - في أمره ونهيه فمن أسلم لله بكل أمر فهو مسلم وبدون تسليم واستسلام لله في حكمه فلا إسلام إذ يقول الله - عز وجل -: \"فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدون في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما\"
أين نحن من هذا التسليم فكثير منا قد تبع هواه وتمنى على الله الأماني
والصحابة الكرام كانوا مثلا رائعا في التسليم لأوامر الله - عز وجل - فلما نزل قوله - تعالى -: \" كتب عليكم القتال وهو كره لكم \"رغم أنه كره لهم ورغم ما فيه من إزهاق للنفوس إلا أنهم سلموا لله - عز وجل - ونزلوا للجهاد بكل حب و رضى وأمل في لقاء المولى - سبحانه وتعالى -.
ولما نزل قوله - تعالى -: \"ويسألونك عن الخمر و الميسر قل هو أذى\"فسلم الصحابة لأمر الله رغم صعوبة ذلك وكانوا يقولون عندما نزلت هذه الآية كنا نرى الخمرة تسير أنهارا في طرقات المدينة..... ولما نزلت آية الحجاب كانت الصحابيات الجليلات يسرن في المدينة فكانت أحدهن تشق من ثوبها لتضعه على رأسها.
هذا غيث من فيض صور الاستسلام عند أصحاب رسول الله - عليه السلام -.....
أما في حياة من سبقهم فهناك أيضا الكثير
فهاهو إبراهيم - عليه السلام - يأتي بزوجه هاجر ومعها وليدها إسماعيل - عليه السلام - فيضعها في بطحاء مكة.. بأمر من الله - عز وجل -.. صحراء... لا شجر... ولا ماء.. ولا زاد.... ولا من يستأنسون به.... تركهم هناك فلحقت به هاجر - عليها السلام - تسأله وتناديه لماذا تتركنا هنا يا إبراهيم ماذا سنفعل؟!! وماذا سنأكل ونشرب؟!!.. ولكن إبراهيم - عليه السلام - لم يكن يجيبها أو يلتفت إليها فقالت: \"آلله أمرك بهذا؟ \"قال نعم فا جابت بكلمة حكيمة وباستسلام كامل: \"إذا لن يضيعنا\"تسليم من إبراهيم - عليه السلام - إذ ترك زوجته وابنه الرضيع في أرض الصحراء وتسليم من هاجر إذ علمت أن ذلك أمر من الله فقالت لن يضيعنا.. وكان وراء هذا القرار الإلهي حكمة ولكنها لم تعلمها في ذلك الوقت ورغم ذلك سلمت لله - تعالى -....
وفي موقف ومشهد آخر أراد الله - تعالى -أن يختبر مدى صبر عبده إسماعيل وأباه إبراهيم - عليهما السلام - رغم أنهما نبيان.. إسماعيل فتى شاب مقبل على الحياة وأمل والديه وإبراهيم - عليه السلام - رجل كبير مسن قد تعلق بولده بعد أن جاءه على كبر.... أمره الله بذبحه فقال بكل بساطة وهدوء: \"يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك\"فما كان حال إسماعيل هل عارض... هل عصى... هل أراد الهروب أو الروغان من أمر الله.. كلا.. بل قال باستسلام كامل: \"يا أبتي افعل ما تأمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين\" إنه الذبح والقتل ورغم ذلك استسلم فما هي النتيجة: \"ففديناه بذبح عظيم\"
هذا هو الاستسلام الذي أمرنا الله - عز وجل - به استسلام بكل الجوارح ولكل الأوامر والنواهي..وهؤلاء هم قدوتنا فعلينا أن نقتدي بهم...... هؤلاء استسلموا لله فسلموا فسلكوا درجات الجنة..... وكذلك فلنكن.....
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد