اختبر مدى التزامك


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هذه بعض الاختبارات يمكن للمسلم بموجبها اختبار مدى التزامه:

* يقول الله - تعالى -: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم}..فتصور أنك ذهبت لأول مرة على غير موعد سابق فاعتذر لك عن إمكانية استقبالك لارتباطه بموعد أو غير ذلك فكيف ستستقبل هذا الوضع؟!..أتعود أدراجك راضياً لأنه أزكى لك كما قال الله؟!، أم تعتبر ذلك إهانة وتحقيراً وأنه لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم؟!.. والدم هو مقاطعة ذلك الشخص والتشنيع والتشهير به وبما فعل!.

* يقول الله - تعالى -: {وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف}.. والمعنى إذا طلق الرجل امرأته وتركها حتى انتهت عدتها وانفصمت الزوجية، ثم بدا له أن يراجعهاº فحدثها في ذلك عن طريق وسيطº فوجد قبولاً، ثم جاء يحدث ولي أمرهاº فلا يجوز لوليها أن يمنعها من العودة إلى زوجها ما داما متراضيين.. هب أنك ولي الأمر ذلك فهل تلتزم وتعيدها إليه؟!، أم تأخذك العزة وتعضلها جزاءا له وردعاً لأمثاله كما يظن البعض؟!.

* يقول الله - تعالى -: {ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم}.. نزلت هذه الآية في سيدنا أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - عندما اشترك قريبه سيدنا مسطح ابن أثاثة في حديث الإفك مع البعض متهمين ابنته - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - عائشة بنت أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - في عرضهاº وثبتت عليه التهمةº وجلد.. وكان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - يواليه بالصدقة لفقره فلما كان ما كان أقسم أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - أن يقطع عنه صدقتهº فنزلت الآيةº تمنعه والمسلمين أن يمنعوا عن مسطح الصلة والأرحام، وأن يعفوا ويصفحوا رجاء أن يغفر الله لهمº فقال أبو بكر الصدق - رضي الله عنه -: \"بلى أحب أن يغفر الله لي\"º وأعاد ما كان يدفعه إليه من الصلة.. فتأمل!.

هب أنك في موقف أبي بكر الصديق- رضي الله عنه-º فماذا كنت فاعلاً؟!º هل تدعي أنك تبر بقسمكº لتبرير قطع الصلة وشفاء غيظك؟!، أم ترجو ما عند الله من المغفرةº وتقتدي بأبي بكر الصديق -رضي الله عنه - الذي قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في حقه: (ما طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيين على أفضل من أبي بكر).

* يقول الله - تعالى -: {يا أيها النبي إذا طلقتم النساء فطلقوهن لعدتهن}º فيحرم طلاق الزوجة أثناء الحيض أو في طهر مسها فيهº لكي لا تطول عدتهاº فتضرر.. فالأصل في الإسلام (لا ضرر ولا ضرار)º كما جاء في الحديث الشريف.. فهل تأذيت من امرأتك إلى حد أن قررت طلاقها، ووقع عليك ذلك الأذى أثناء الحيض أو في طهر مسستها فيه فهل تصبر حتى تستقبل عدتها بأن ينتهي حيضها أو ينتهي ذلك الطهر، ثم تحيض وتطهر فتطلق قبل أن تمس؟!.. أجب بكل أمانةº لتعرف مدى التزامك!º فليس الالتزام أن تطيع فيما تهواه نفسك!، بل فيما تبغضه!º ويثقل عليها!.

* يقول الله - تعالى -:{ولا تمسكوهن ضراراً لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزواً}º فهل إذا قررت فراق زوجتك تؤجل ذلكº فتمسكها لتضيق عليها وتؤذيها وتضرها في نفسها وكرامتها، أو لابتزازهاº فتأخذ بعض مالها أجرة للطلاق، أو تتزوج بأخرىº وتميل نحوها ميلاً عظيماًº وتظلمهاº فلا هي زوجة، ولاهي مطلقة تسأل ربها رجلاً يعفها ويحميها، ويقوم على شؤونها خير قيام مبتغياً في ذلك وجه الله، راجياً ثوابه، خائفاً عقابه؟!.

 

* وهل إذا طلقتها تأخذ أولادها الذين تستحق هي حضانتهمº وتدفعها إلى التردد على المحاكم، وتناور وتحاور لتعطيل أمر المحكمة، وتبالغ في إذلالها؟!º فأين رقابة الله، والظلم ظلمات يوم القيامة، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب؟!.. وهل ترضى ذلك لأختك أو بنتك؟!º فلماذا ترضاه لابنة الناس التي كنت تهيم بها، وتسمعها حلو الكلام ورحيق الغزل، وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذت منك ميثاقاً غليظاً، وقد أخذتها بكراً ولفظتها ثيباًº فأين الله؟!.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply