قَـد مَسَّنِي الغَدرُ مِمَّن أَحتَمِي بِهِمُ *** وَتَـمَّ ذَبـحِي عَلَى أَيدِي أَحِبَّائِي
مِن أَجلِ لاَ شَيءَ قَلبِي مَزَّقُوا إِرَباً *** وَشَـمَّـتُوا بِيَ عِندَ الفَتكِ أَعدَائِي
لَـقَد خُدِعتُ بِمَن قَد كُنتُ أَحسِبُهُم *** أَدنَـى الأَنَـامِ وَهَدَّ السٌّهدُ أَرجَائِي
حَـتَّى التَقَيتُ بِحَسنَاءٍ, لَهَا أَلَقٌ *** أَزَالَ حُزنِي وَأَلقَى فِي اللَظَى دَائِي
جَـمِيلَةُ الوَجهِ إِن لاَحَت فِإِنَّ لَهَا *** ذَوقـاً رَفِيعاً وَعِطراً يُسكِرُ النَّائِي
حُـورِيَّـةٌ مِن جِنَانِ الخُلدِ أَنزَلَهَا *** رَبِّـي دَوَاءً لِـكَي تَجتَثَّ إِعيَائِي
أَنسَت فُؤَادِي الَّتِي أَودَت بِفَرحَتِنَا *** وَاسـتُلَّ خِنجَرُهَا مِن بَينِ أَحشَائِي
عَـشِـقتُهَا غَيرَ أَنَّ البَحرَ يَفصِلُنَا *** وَخَلفَنَا البِيدُ تَطوِي نَوحَ أَصدَائِي
وَزَورَقِـي حَـطَّمَتهُ أَمسِ عَاصِفَةٌ *** هَبَّت عَلَى سَاحِلِي مِن دُونِ أَنوَاءِ
فَاجتَاحَتِ الشِّعرَ حَتَّى صِرتُ قَافِيَةً *** لاَ نَقدَ يَرضَى بِهَا مِن فَرطِ إِقوَائِي
فَـرُدَّتِ الـرُوحُ بَعدَ النَّزعِ ثَانِيَةً *** بِالرَّغمِ مِن قَصفِهِم بِالسٌّخطِ أَحيَائِي
أَنَـا الـمُـتَيَّمُ يَا حَسنَاءُ مُذ زَمَنٍ, *** وَالـشَّـوقُ أَنهَكَ قَبلَ البُعدِ أَفيَائِي
إِنـسِـيَّةٌ أَنتِ أَم مِن عَبقَرٍ, قَدِمَت *** وَهَـل هُنَالِكَ وَصلٌ عِندَ إِسرَائِي
قَد قَسَّمَ الفَرقُ فِي التَّوقِيتِ كَوكَبَنَا *** فَـالصٌّبحُ نُورُكِ أَمَّا اللَيلُ ظَلمَائِي