نـبـضُ الـحياة الذي ما زلتَ تنثره *** عـلـى السطور يصير اليوم محذورا
قـطـفـتَـه مـن جنى نفس مؤرّقة *** مـا قـدّرت أن يـكون اللص ناطورا
عـزاؤك الـخـافـق المبرور تحمله *** عـلـى جـبـيـنك نوراً يقتفي نورا
هـذي خـيـولـك في الميدان سابحة *** يـزيـن لـمّـتَـها الإفدامُ مسطورا
تـركـتـهـا لـلونى نهبى مرابعها *** يـسـومـهـا فاقد (النجدين) مغرورا
يـمـلـي كـمـا خَيّلت جهلاً مباذلُه *** يـظـن (جـيـفـته) طيباً وكافورا
فـي زيّـه ألـف دجـال يتيه غوى *** يـلـم مـن جوقة الأوغاد (جمهورا)
لا يـرعـوي أن يـريك القرد فاتنة *** مـن الـحـسان ووجه الكلب يعفورا
هـي الـنـهاية إن صار البغاء هوى *** لـلـحـالـمين وظل الطهر محسورا
فـاقـرأ عـلى جدث الأموات فاتحة *** فـالـقوم (قد تخذوا القرآن مهجورا)
يـبـقـى القريض نشيد الروح يعرفه *** مـن راح يكتب نبض القلب دستورا
ومـن يـشـد الخطا كي يستعيد عرا *** مـا عـانـقت شوطها مناً ولا زورا
إنـا حـفـظـنـا كـتاب الله مكرمة *** حين الزعانف صاغوا الحرف مكسورا
مـهـمـا تعالت على الدهماء نبرتهم *** تـظـل سـاحـتهم طول المدى بورا
فـاقدح زنادك صوت الحق، في زمن *** يـسـير في صَرفه (الإنسانُ) منذورا
هـذي الأبـالـيـس فـندنا مزاعمها *** ولـم نـمارس على الغبراء محظورا
مـا دمـت في منهج الرحمن معتصماً *** سـيـرتـمـي ندك الموهوم مدحورا
هـي الـرسـالـة قلب الحر يعزفها *** فـي واحـة الـعمر مزمورا فمزمورا
تـطوف في الملأ الأعلى إذا صدحت *** تـشـفـي نسائمها من كان مصدورا
فـهـل تـبينتَ كم في الحق من قيم *** يـظـل يـجـهلها من عاش مثبورا
آمـنـتُ بالله لا شـيء يـؤرّقـني *** إذا تـقـلـدتُ سـيـفَ الله مأزورا
قـومـي تـجاوزَ شوطَ المدِّ جزرُهمُ *** وغـالبوا البحر في الشطين مسجورا
مـشـوا عـلى رهجٍ, تدمى نواظرُهم *** وخـلّـفـوا مـن بـقـايا ذلهم سورا
فـمـا بكت حتفهم هذي السماءُ أسى *** حـيـن اسـتقلوا سرى الأيام مبتورا
أبـكـي عليهم وحسبي من بُكايَ خطا *** أن أقـطع الدرب في منفايَ محسورا
لـم يـبـق من سُحبيَ دمعاً تجود به *** والـقـول أعـيا وحقي ضاع مهدورا
يـكـفـيك من حسرة البلوى مرارتها *** ومـن ظـلـم الأسى أن بات مكرورا
فـلا رعـى الله أقـزامـاً تـطاولنا *** ولا رعـى فـتـية صارت زرازيرا
يـفـنـى الـغرير ويبقى من معرّته *** عـلـى الـمدى ما جنت كفاه منشورا
الـشـوق من وجع الذكرى يشلّ يدي *** والـشـعر مثل الصدى ينداح مقهورا
ما عدت أعرف إن أضحى سنا وطني *** يـنـوس بـين الورى أم ظل مقبورا
يـبـقى الرهان على الخسران يجمعنا *** حـتـى يـقـوّيَ رب الكون ميسورا