نبض الحياة

3k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

نـبـضُ الـحياة الذي ما زلتَ تنثره *** عـلـى السطور يصير اليوم محذورا

قـطـفـتَـه مـن جنى نفس مؤرّقة *** مـا قـدّرت أن يـكون اللص ناطورا

عـزاؤك الـخـافـق المبرور تحمله *** عـلـى جـبـيـنك نوراً يقتفي نورا

هـذي خـيـولـك في الميدان سابحة *** يـزيـن لـمّـتَـها الإفدامُ مسطورا

تـركـتـهـا لـلونى نهبى مرابعها *** يـسـومـهـا فاقد (النجدين) مغرورا

يـمـلـي كـمـا خَيّلت جهلاً مباذلُه *** يـظـن (جـيـفـته) طيباً وكافورا

فـي زيّـه ألـف دجـال يتيه غوى *** يـلـم مـن جوقة الأوغاد (جمهورا)

لا يـرعـوي أن يـريك القرد فاتنة *** مـن الـحـسان ووجه الكلب يعفورا

هـي الـنـهاية إن صار البغاء هوى *** لـلـحـالـمين وظل الطهر محسورا

فـاقـرأ عـلى جدث الأموات فاتحة *** فـالـقوم (قد تخذوا القرآن مهجورا)

يـبـقـى القريض نشيد الروح يعرفه *** مـن راح يكتب نبض القلب دستورا

ومـن يـشـد الخطا كي يستعيد عرا *** مـا عـانـقت شوطها مناً ولا زورا

إنـا حـفـظـنـا كـتاب الله مكرمة *** حين الزعانف صاغوا الحرف مكسورا

مـهـمـا تعالت على الدهماء نبرتهم *** تـظـل سـاحـتهم طول المدى بورا

فـاقدح زنادك صوت الحق، في زمن *** يـسـير في صَرفه (الإنسانُ) منذورا

هـذي الأبـالـيـس فـندنا مزاعمها *** ولـم نـمارس على الغبراء محظورا

مـا دمـت في منهج الرحمن معتصماً *** سـيـرتـمـي ندك الموهوم مدحورا

هـي الـرسـالـة قلب الحر يعزفها *** فـي واحـة الـعمر مزمورا فمزمورا

تـطوف في الملأ الأعلى إذا صدحت *** تـشـفـي نسائمها من كان مصدورا

فـهـل تـبينتَ كم في الحق من قيم *** يـظـل يـجـهلها من عاش مثبورا

آمـنـتُ بالله لا شـيء يـؤرّقـني *** إذا تـقـلـدتُ سـيـفَ الله مأزورا

قـومـي تـجاوزَ شوطَ المدِّ جزرُهمُ *** وغـالبوا البحر في الشطين مسجورا

مـشـوا عـلى رهجٍ, تدمى نواظرُهم *** وخـلّـفـوا مـن بـقـايا ذلهم سورا

فـمـا بكت حتفهم هذي السماءُ أسى *** حـيـن اسـتقلوا سرى الأيام مبتورا

أبـكـي عليهم وحسبي من بُكايَ خطا *** أن أقـطع الدرب في منفايَ محسورا

لـم يـبـق من سُحبيَ دمعاً تجود به *** والـقـول أعـيا وحقي ضاع مهدورا

يـكـفـيك من حسرة البلوى مرارتها *** ومـن ظـلـم الأسى أن بات مكرورا

فـلا رعـى الله أقـزامـاً تـطاولنا *** ولا رعـى فـتـية صارت زرازيرا

يـفـنـى الـغرير ويبقى من معرّته *** عـلـى الـمدى ما جنت كفاه منشورا

الـشـوق من وجع الذكرى يشلّ يدي *** والـشـعر مثل الصدى ينداح مقهورا

ما عدت أعرف إن أضحى سنا وطني *** يـنـوس بـين الورى أم ظل مقبورا

يـبـقى الرهان على الخسران يجمعنا *** حـتـى يـقـوّيَ رب الكون ميسورا


أضف تعليق