أَتَيـتُ زَيـدًا سَحَـرًا *** فِـي بَيتِهِ الـمُـهَذَّبِ
وَكَـانَ بَحـرًا زَاخِـرًا *** عَرَفـتُـهُ فِي رَجَـبِ
سَـألـتُـهُ مَسـألَـةً *** عَوِيصَـةً فِي المَذهَبِ
وَلَيسَ لِي مِـن مَرجِـعٍ, *** مِن شِيخَـةٍ, أَو كُتُـبِ
فَقَـالَ لِي مُبتَسِـمًـا *** كَأنَّـهُ يَسـخَـرُبِـي
أَأَنتَ شَـيـخٌ عَاقِـلٌ *** تَسأَلُ زَيدًا يَـا غَـبِي
تَظُنٌّــهُ مُنهَـمِـكـاً *** فِي الصٌّبحِ أَوفي المَغرِبِ
تَـظُـنٌّـهُ مُطَّـلِـعًـا *** عَلَـى رَفِـيـعِ الأدَبِ
فَقُلتُ يَـا نَفسِـي لَعَـ *** ـلَّ الشَّيخَ جُنَّ فَاهرُبِي
أَحَـسَّ مِنِّـي خَجَـلاً *** فَهَزَّنِي بِالـمَـنكِـبِ
وَقَالَ لِي أنظُـر زُمـرَتِي *** كَأَنَّهُم فِي غَـيـهَـبِ
الـدٌّخٌّ فِي حَـوزَتِهِـم *** لِبَاسُهُـم مِـن ذَهَـبِ
نَسهَـرُ حَتَـى غَلَـسٍ, *** نَلهُـوا بِكُلِّ اللَّـعِـبِ
فَقَلـتُ هـذِي زُمـرَةُ *** الشَّيطَانِ سِبطِ الخِنزَبِ
قَد كُنتَ شَيخًا عَالِمًـا *** أصبَحتَ شَيخَ الطَّـرَبِ
وَهكَذَا الأَصحَـابُ إِمَّا *** رِيحُ عُـودٍ, طَـيِّــبِ
وَقَد يَكُونُ الصَّحبُ سمًّا *** مِثـلَ سُمِّ العَـقـرَبِ
تَجَنَّبُوا أصحَابَ سُـوءٍ, *** وَاسمَعَـوا نُصـحَ النَّبِي
صَلَّـى عَلَيـه ِرَبٌّـنَـا *** مَا عَاشَ شَيـخٌ وَصَبِي