لما ادلهم الليل طالت كربتي
فخرجت ألتمس الصفاء
ومضيت في نفس الطريق
لكنني أنكرته
لا الناس ناسٌ ولا حتى الطريق
الليل حالك أسودٌ
والظلمة الجهماء تقتل أنسَهُ
والأمن يذبحه السكون
والخوف يرقص من بعيد
مقلٌ تقافز لامعة
كبريق أسيافٍ, على وهج الحريق
أهي الوحوش أم السراب؟
والليل والريح المقيت
والذكريات
والخوف ينهش من فؤادي قلبه
ويسوقني صوت الحفيف
قدمي ترقِّصها الخطوب
خوف وزلزلة ورعب
وتدور رأسي في انفعال
ومن اليمين إلى الشمال
مفزوعة لترى الطريق
حتى عثرت بكومة
أبصرتها متفزِّعا
لكنها كانت صغيرة
وهززتها متضرعا
إيه صغيرتي الكليلة
ماذا جنيتِ؟!!!
فرأيت وجها هالني
تعلوه شاحبةُ حياة
وبصوتها الواهي أجابت
إني شريدة
إني طريدة
إني بلا مأوى وبلا هوية
أشكو إليك الناس والظلم المريع
الوحش أرحم سيدي
من كل إنسان على هذا الوجود
أنا لست غانية الطريق
لكن قدري أن أعيش على الطريق
إني يتيمة سيدي
لا يرحم الناس اليتيم
لا شيء في هذا الوجود بلا ثمن
وأمد كفي في الصباح
وأمد كفي في المساءِ
ولا مجيب
أنهت حديثا باكيا
ووضعت كفي فوق رأسي من ألم
متأملا وجه الصغيرة
ورأيت أني مثلها
صنوان في وجه الحياة
ورأيتها مستعبرة
وعجزت عجز طريقنا
عن عونها
فمضيت أجتر الألم.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد