أننسى ؟ أننسى ..؟

1.9k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

إذا كانت جراحُ الناس تغفو *** فإنَّ جراحَنا أبداً تفور

وإن كانت همومهمُ رَماداً *** فإن همومَنا الصغرى سَعير

أيحكم في قضيتنا عدوُّ *** ويُرشدنا لغايتنا ضرير! ؟

ونبقى في الحياة بلا لسانٍ, *** وقد نطقت بحاجتها الحمير! !

ندور كما يقول القوم دوروا *** وإن رغبوا الثباتَ فلا ندور

ومِنّا من يرى في الخيش خزاً *** ومنّا مَن يضايقهُ الحرير! !

ويبحث بعضُنا عن كأس ماءٍ, *** وتُغرق بعضَ سادتنا الخمورُ؟

كأن النائبات لنا فراشٌ *** وأنَّ العادياتِ لنا دُثور

وما زالت تُؤرّقنا سفوحٌ *** لها في كل جارحةٍ, حُضور

أننسى فى دروب القدس ليلى *** وليلى تستغيثُ وتستجير؟

أننسى أعين الليمون ترنو *** وأعشاشاً تحن لها الطيور

أننسى مسجداً ونداءَ فجرٍ, *** ومحراباً وهل تُنسى الجذورُ؟

لئن مِتنا فإنَّ لنا قبوراً *** ستحكي كلَّ قصتنا القبور

رجالاً أصبح الأطفال فينا *** وفي أرض الصدام لهم زئير

كأنهم من الصّوان قدّوا *** ومن بُركانه هذا الزفيرُ

فلا تعجب وليس لهم رصاص *** إذا وقعت على الموتِ الصدور

نعم ثاروا وعدتهم حجارٌ *** ونحن القاعدون متى نثورž! ؟

نعم ثاروا وكلهمُ جياعٌ *** ونحن المتخمين متى نثور! ؟

دماؤهم على الطرقات مسكٌ *** ويمضي للعبير بك العبيرُ

قبلنا بالحلول وأنكروها *** وقالوا: إنه العار الكبير

وقبلّنا الأكفَّ لقاء سلمٍ, *** حقيرٌ ساقه الزمنُ الحقير

وضيّعنا الأمانة والأماني *** فلا زحفٌ هناك ولا عبور

وماذا يحكم الشهداء فينا *** غداة غدٍ, إذا انتفضت قبورُ؟ !

دماءٌ قد نسيناها ليبقى *** لنا شاةٌ همام أو وزير

ولكنَّ الرجال هناك قالوا *** ألا كُفّوا فقد فُطم الصغير

فَنبتُ القدس ليس له نظيرٌ *** وحاشا أن يكون له نظير

بماء الذكر يُسقى كل يوم *** وفي أحضانه تنمو البذور


أضف تعليق