دهى الوسواسُ بالُملكِ الكلابا *** وأوهَمَهَا بأنَّ لها جَنَابا
وقيل له فَلَم تسمع لقولٌ *** يُحَذِّرها ولم تَقبل عتابا
فأسلَمَها الغرورُ لِبطشِ ليثٍ, *** يُحَكِّم مخلبا فيها ونابا
رويدا يا عُلُوجَ الروسِ حتى *** نُوَفِّيكم من القتل النَّصابا
لَئِن سُمنا جَحَافِلكُم عذاباً *** فإتّ إلهَنَا أقسى عِقابا
سَلَلتُم سَيفَ هَيبتِكُم علينا *** فَصَيَّرنَا لَهُ الَحدبا جِرَابا
بنو الإسلام لا يَخشَون خَلقاً *** فَربٌّ الخلقِ أولى أن يُهَابا
وإن قُلتُم تَقَاتَلنا سِجَالاً *** فكيفَ تَكُونُ دَعواُكم صوابا
أيستويانِ من بالموتِ يحيا *** ومن يَصلَى لدى الموتِ العَذَابا
أيستويان مَن في الأرضِ يَسعى *** بإصلاحِ ومن يسعى خرابا
وأَشعَلتُم فَتِلَ الحربِ كَيما *** تُخِيُفونا فَزِدنَاهُ التهَابا
ألا إنّا نَشُمٌّ إذا غُزِينا *** لنارِ الحرب عَرفاً مستطابا
هي الإكسِرُ إن دارت رَحَاها *** يعودُ كُهُولُنا فيها شبابا
أأنسَتكُم كؤوسُ الخمرِ أنّا *** بنو من وَحَّد الدّنيا غِلابا
ومن لم يسألِ التاريخَ عنّا *** فنحنُ نُريِه في الهَيجا جوابا
نُسِلُ دَماءه وَعداً علينا *** ونجعلُها لأفرُسِنا خِضَابا
ألا مهلاً بني الِخنزيرِ مَهلاً *** فإنَّ لنا بذمَّتكُم حسابا
وما مِن ذِمةٍ, فيكم فأنتم *** قُرودٌ أُلبِسَت زوراً ثيابا
تطاولتم على الأطفالِ حتى *** تموت الأمٌّ قهراً وانتحابا
وكم بطنٍ, بَقَرتُم للحبالى *** فاخجلتم بذا الفعلِ الذئابا
ألا هبٌّوا للُقيَانا فإنّا *** تُجاه القدسِ أطلقنا الرِّكابا
نُذكِّركم بأيامٍ, خوالٍ, *** إذا ذُكِرَت تموتونَ ارتعابا
بها سُقنا إناثكمُ إماءاُ *** وأَلحفنا ذُكوركمُ الترابا
خُذُوا من نكبةِ الروسيِّ دَرساً *** شَكَى ضيقاً فَزدناهُ اكتئابا
أتى دُبّاً يُزمجرُ فَانبَرَينَا *** لهُ حتى طَرَدناهً ذُبَابا
ألا لا تَهربُوا مِنُا فإِنّا *** سَنُدرِكُكُم وإن تَعلوا السحابا
فإنّ سُيُوفَنَا ظمأى جياعٌ *** تحبٌّ الهامَ منكم والرقابا
سَيُؤتي اللهُ أَنفُسَنا يَقِيناً *** وأَنفُسَكُم شُكُوكاً واضطرابا
فُرُبٌّ الناسِ غَضبَانٌ عليكم *** ونُحنُ لرَبِّنا جِئنا غِضَابا