هل بعد هذا الموت من أوبة

883
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

هـل بـعد هذا العيش من عيشٍ, ** أو بـعـد هـذا الموت من أوبه

أوَ بـعـد طـيِّ في الثرى زمناً ** هـل يـا ترى لا بـدّ من هبّـه

أيعـود حـيـاً بعـد رمـّتـه ! ** ويـؤوب حـقّـاً بـعد ذي الغيبه

ويـشـب فـوق الأرض مـنتبهاً ** عُـريـانَ غُـرلاً قـد سلا ثوبه

يـمـضي لأرض الحشرمرتعشاً ** خـزيـانَ يـحـمل خائفاً ذنبَـه

يـسـعـى، ويحمل ما جناه وما ** إن كـان أغـضـب ساهياً- ربّه

ويـلاه مـن غـضب المليك إذا ** كـان الـفـسادُ مرافقـاً دربـه

ويـلاه إن ضـلّ الـطريق وإن ** ذاق الـحِـمـام ولم يحز توبـه

أو كـان مـن أهـل الهوى فلـه ** فـي الـنـار مـن أمثاله صحبه

يـهـوي بـهـم في قعرها دهراً ** وعـليهـمُ قـد ضُبّـِبَت ضبَّـه

* * *

أمـا إذا كـان الهُـدى هَـديَـه ** والـخـيُـر مـن بعد الهُدى دأبه

ورضـاءُ رب الـكـون غايتَـه ** والـمـصـطفى من بعده حِبّـَه

وحـيـاتـه طهـرٌ ومكرُمـَـةٌ ** وأمـاطَ عـن مـستضعفٍ, كربه

وألان مـن خُـلُـقٍ, جـوانـبَـه ** وحـنـا، وأصفى قـومَه حُـبّـَه

وبـقـلبـه تسـري مـودتهـم ** ولـنُـصحهـم يسعى بلا خَبّـه

وحـيـاتـه تطبيـق شـرعتـه ** يـدعـو لـها باللطف والدربـه

فـإذا الـتـقـى الـرحمنَ بـوّأه ** جـنـاتِ عـدنٍ, ذُفـرةِ الـتربه

قـيـعـانـها مسك، وخضرتها ** مـلء الـعـيـون تُميلُها الرغبة

والـحـورُ نِـعمَ الحورُ صوّرها ** رب العـبـاد لعـبـده حَـبـّـه

فـيـهـا الـسرور مواكباً سعدَه ** والـفـضـل دفّـاقاً جرى صَوبَه

وإذا الـمُـنـى تـأتيه عن رَغَبٍ, ** ولـنَـيـلِ هذا قـد وَرَى زَنـدَه

ولـمثـل هـذا جـدّ ذو هـمـمٍ, ** مـن جـدّ وافـى دائـمـاً قصدَه

يـا فرحَه إذ صار في خُـلُـدٍ, .. ** مـن جـدّ وافـى دائـمـاً قصدَه

* * *

ردت أم حسان زوجتي الطيبة قائلة:

نعم..............

لا بـد بـعد الموت من هبَه ** لـلـحشر، كلُّ عارفٌ دربَه

يـمـضي إليه مسرعا يسعى ** حـتى يـلاقي بعـد ذا ربَـه

بـلـقائـه المسعـود مبتهجٌ ** وتـرى الـتعيسَ مفارقاً لبّـه

والـكـل يـحمل ما جناه وقد ** فـاز الـسعيدُ ألم ينل سعده؟

وهـوى الـمـكابرفي دويهية ** ألـقـته في نار لها غضبَـه

جِـدّوا إلى المولى ولا تهنوا ** فـالـخـير يملكه ذوو الأهبه


أضف تعليق