أقول غابت

2.9k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

طـرقـتُ بابك، لا حسُّ ولا خبرُ *** ولا حـبـيب على الأشواق ينتظرُ

ولا عـيـون لـطـول البعد أرّقَها *** سـهـد، ولـوَّحَ في أحداقها السهرُ

قـد كـان صـوتُكِ يأتيني، فألثمه *** لـثـم البراعيم ظمأى شاقها المطرُ

مـا زلت بالباب يا أمي- أدافعهُ *** ولـم يـزل فـيـه من أشواقنا أثرُ

طـفـل أنـا، لم تزل عيناه دامعةً *** ولـم يـزل قـلـبه للحزن ينفطرُ

فـالذكرياتُ، وإن ناءت - تؤرقني *** وتـستثير الجوى في روحي الذِّكَرُ

فـي كـل زاويـة ألـقى لها أثراً *** فـي كـل أشـيـائها تبدو وتستترُ

فـي عتبة الباب في أحجار قنطرة *** فـي الياسمين، وفي الحناء يزدهرُ

فـي ساحة الدار في ليمونة عبقت *** بـزهـرها الأبيض الفواح ينتشرُ

في مصعد المنزل المهجور من زمنٍ, *** وهـاتـفٍ, صامت يصغي، وينتظرُ

وفـي الرٌّكيعات عند الفجر ألمحها *** فـصوت إبريقها يصحو كما الفجرُ

وفـي زخـارف ثوب عند مشجبها *** وفـي رفـوف أوان زانها الصورُ

أمـي نـشيدي، وأمي نبض قافيتي *** يـضـمها الشوق في قلبي فيستعرُ

أقـول: غابت، ستأتي مثلما وعدت *** كـم ذا تـغـيب إذن؟ إني لمنتظرُ

أمي! أتيتُ، أليس اليوم- موعدنا *** أم أن مـوعـدنا يا أمي- الحشرُ


أضف تعليق