تحية ودفاع عن عرضه صلى الله عليه وسلم


 

بسم الله الرحمن الرحيم

ما بالُ مكةَ قد ضجت نواحيهـا؟ *** ودمع طيـبةَ يجـري من مآقيها؟

 

ما للجزيرةِ قد مـادت بساكنهـا؟ *** فاهـتز شامخُـها وارتج واديهـا!

 

ما للعـروبةِ والإسـلامِ روَّعَهـا*** خَطبٌ ألمَّ وظُـلمٌ من أعـاديهـا؟

 

أيسخرون من الهادي الذي شرفت*** بـه البـريةُ قاصيـها ودانيـها؟!

 

أيسخرون من الأنوارِ قد كشـفت*** مجاهلَ الظلم فـانزاحت غواشيـها

 

أيسخرون من المجدِ الذي خضعت*** له الجـبابـرُ حتى ذل طـاغيـها

 

أيهـزؤون بـه؟ شُـلت أكفٌّـهُمُ*** ودمـر الله ما تجـني، وجانيـها

 

أعـداءُ كـلِّ نبي جـاء يُنقـذُهم*** من الضـلالةِ لما أُركسـوا فيـها

 

محمدٌ خـيرُ من سـارت به قـدم*** وأكـرمُ الناس ماضيهـا وباقيـها

 

أوفَى الخليـقةِ إيمـانـاً وأكملُـها*** ديـناً، وأرجحُـها في وزن باريها

 

من مثلُه في الورى بِراً ومرحمةً؟ *** ومن يشـابهُه لطـفاً وتوجيـها؟

 

جـاءت رسـالتُه للناس خـاتمـةً*** وجـاء بالنعـمة المسـداةِ يهديها

 

أحـيا الحـنيفـيةَ الغـراءَ متبِـعاً*** نهـجَ الخليلِ ولم يخطـئ مراميها

 

وسـار في كـنفِ الرحمنِ يكلـؤه*** إلى الحسـانِ من الأخـلاقِ يبنيها

 

هو البشـيرُ لمن أصغى لدعـوتِـه*** هو النـذير لمغـرور يعـاديـها

 

كسـرى تَكَسَّـرَ إذعـاناً لهيـبته، *** قصورُُ قيصرَ هُـدت من أعاليـها!

 

وأقبـلت أمـمٌ شتـى مبـايعـةً*** تمُد للعـدلِ والإحسـانِ أيديـهـا

 

نـالت بدعـوتـه نُعمى ومكـرُمةً*** وأسـعد الله بعـد البـؤسِ ناديـها

 

في الهندِ والصينِ والقوقـازِ طائفةٌ*** تذود عن عرض خير الناس تنزيها

 

وفي (أُورُبَّـةَ) أقـوامٌ قلـوبُهُـمُ*** بدين أحـمدَ قـد نـالت أمـانيـها

 

الصامدون بوجهِ الكُـفرِ ما ضَعُفُوا*** يجـابهـون المـنايـا في تحديهـا

 

يفـدون عرضَ رسولِ الله ما بخلوا*** وبالنفـوس إذا نـادى منـاديـها!

 

حتى إذا نشر الأنـذالُ حقـدَهُـمُ*** وبارزوا اللهَ من عـدوانهـم تيـها

 

تـؤزٌّهـم زُمَـرٌ ضاقت نفوسُـهم*** لهم عـيونٌ شُـعاعُ الحق يُعشـيها

 

بنو اليهـودِ ومن سـاءت سريرتُه*** فأبـدل الصـدقَ تزويراً وتمويـها

 

أيسخـرون من المعصـومِ ويلهُم؟ *** ويطلـبون لـه ذمـاً وتشـويها؟

 

من جـاء بالملةِ البيضـاءِ صـافيةً*** نقـيةًº وبنـور الـوحي يحييـها

 

أقـام بالعـدلِ مجـداً لا زوال لـه*** وأمَّــةً كـنفُ الرحمنِ يحميـها

 

من بئرِ زمزمَ سُقـياها ومطعمُـها*** من تمر طيبةَ قد طـابت مغانيـها

 

أرواحُهـا بظـلالِ البـيتِ هائمـةٌ*** من دونه تُرخِصُ الدنـيا وما فيها!

 

فـداءُ عرضِ رسـولِ الله أنفسُـنا*** وكـلٌّ نفـس وما تحـويه أيديـها

 

وصلِّ يا ربِّ ما هبَّ النسيمُ على*** معـلمِ الأمـمِ الحَـيرَى وهاديـها

 

تحـيةً لـرســولِ الله أبعثُـهـا *** ويـومَ هجـرتِه الغـراءِ أهديهـا

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply