حماة والذكرى ..


 

بسم الله الرحمن الرحيم

أي ذكرى يا ابنة العاصي تمر

 

أي ذكرى؟؟

 

ودمانا لم تزل تهديك عطرا

 

حملت للفتح بشرى

 

أطلعت للحق فجرا

 

وشباط الدمّ عاد

 

حاملاً جرحاً ونارا

 

ولهيباً للغيارى

 

وأنيناً ودمارا

 

للحيارى القاعدين

 

أخمد الإرهاب جذوتهم

 

وأثقال السنين

 

ليس غير الثأر يجدي

 

يا دعاة للقعود

 

يا رماداً واحتضار

 

يا انحداراً للقرار

 

يا جهاداً بالكلام

 

يا خيالات الرؤى

 

وبقايا من غثاء

 

دربنا هذا الذي تستصعبون

 

ليس يسلكه أناس قاعدون

 

وهباءات تطير

 

في متاهات الفضاء

 

كل يوم بذرة الثأر ستنمو

 

كل يوم...، لن تموت

 

فالزغاليل استعارت أعيناً للصقر

 

أظفاراً لنسر

 

واستراحت من جناح للحمام

 

فلماذا يا عجافاً تصرخون؟

 

ولماذا تندبون؟

 

فتراب الثأر يحتضن الضحايا

 

وبذور الثأر في طور النماء

 

يا حداء كالأنين

 

ليس يعلي جذوة الإحساس فينا

 

غير لعلعة الرصاص

 

نحن أدركنا، وقبل البدء

 

ذا درب الخلاص

 

وعبرنا نصف بادية الخلاص

 

يا أنيناً في حداء

 

كيف نسعى للوراء ؟!

 

بعدما انتصف الطريق

 

ولماذا خلف قافلة الضحايا تركضون؟

 

ولماذا تندبون؟

 

هل تخافون عليها أن تضيع؟

 

نصف هذا الدرب ولى

 

ومهرناه الثمن

 

فاتركوا قافلة الثارات تمضي

 

نحن أولى بالحداء

 

نحن أولى بالحداء

 

نصف هذا الدرب ولى

 

فافهموا ما تنكرون

 

أو فغوروا في الهجير

 

إن وصلتم نقطة البدء

 

فيا بئس المصير

 

أو قضينا فإلى الرحمن نمضي

 

لم تضيعنا دروب

 

نصف هذا الدرب ولى

 

فلماذا تندبون؟

 

ومحال أن نعود

 

بعدما انتصف الطريق

 

بعدما انتصف الطريق

 

فلتكونوا في صفوف القاعدين

 

واقرؤوا الأوراد في دفء الزوايا

 

حدثوا البسطاء منا

 

عن حياة الصالحين

 

خدروهم بالأماني والوعود

 

واجعلوا الجنات تجري تحت أقدام النيام

 

غير أنا سوف نمضي

 

أو سنقضي

 

ومحال أن نعود

 

ومحال أن نعود

 

* * *

 

لقاء مع الملك المؤرخ أبي الفداء

 

على أبواب حماة

 

(1)

 

مولاي، تمهل، لا تدخل

 

فهنا يغتال العلماء

 

ويزوَّر تاريخ الشعب

 

ويقاد الناس إلى الموت

 

وتئن نواعير الطرب

 

قف عند حدود \"سريحين\"

 

قف وانظر آلاف القتلى

 

قرؤوا التاريخ، وما حسبوا

 

أن يبعث هولاكو فيهم!!

 

(2)

 

إن كنت أتيت لترثيهم

 

أو تذرف دمعة أحزان

 

أو جئت تنوح على طلل

 

لن تبصر غير النيران

 

فحماة فديتك أنقاض

 

ودخان وركام دخان

 

(3)

 

لا تكتب عنا تاريخاً

 

فلدينا ذل التاريخ

 

قف عند فتوحات الماضي

 

وتظلل أقواس النصر

 

وبيارق تخفق بالفخر

 

المجد لها كل المجد

 

فالحاضر بؤس وشقاء

 

وبكاؤك هذا لن يجدي

 

وسطورك لن تحيي مجداً

 

مهما سطرت من الكتب

 

وجمعت تواريخ الدهر

 

(4)

 

هب أنك لست بسلطان

 

وغدوت اليوم بلا ملك

 

ولتحسب أنك \"درويش\"

 

لا يملك شيئاً في الدنيا

 

وأتى ليبيت بزاوية

 

ضجت بصلاة ودعاء

 

ومناجاة في الظلماء

 

لن تبصر زاوية ترضى

 

أن تفتح باباً لمسافر

 

فجنود البغي خفافيش

 

ووباء يعصف بالناس

 

و(حماة) ظلام وركام

 

وضحايا يذبحها الغادر

 

(5)

 

أن تطلب أن تدخل سراً

 

لتشاهد ما فعل الغدر

 

فستذرف دمعك مدراراً

 

ويهز جوارحك الشعر

 

وتجود بأبيات تبكي

 

آثاراً كانت عامرة

 

بالناس، وعاجلها الدهر

 

لكن أنقاض مدينتنا

 

ليست أطلالاً أو رسماً

 

هي قبر يحفره الباغي

 

ليضم حماة بأجمعها

 

وألوفاً من هذا الشعب

 

(6)

 

لا تدخل حي \"البياض\"

 

لن تبصر غير الأنقاض

 

ودموع ثكالى وأنين

 

وعيون يغسلها الألم

 

وفتاة تصرخ في لهف:

 

والهفي.. أين المعتصم؟!

 

(7)

 

إن كنت أتيت على أمل

 

أن تلقى بعض العلماء

 

فستلقى تحت الأنقاض

 

علماء الحاضر والماضي

 

وستبصر بعض عمائمهم

 

غمست بدموع ودماء!!

 

والبعض الآخر مشدوداً

 

بحبال، وتلف رقاب

 

قتل (المفتي) بلا سبب

وبلا لحدٍ, دفن (القاضي)!!!

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply