عَـانِقي المجـدَ وَاخفقي يَـا بـيـدُ * * * كُـلٌّ يَـومٍ, عَـلـى رِمَالِـكِ عِيــدُ
رَايـةٌ بَـعـدَ رَايَـةٍ, وَزُحـوفٌ * * * في مَيَـادِيـنهـا وَفـجـرٌ جَـديـدُ
لاَ يَـزَالُ التّاريـخُ يَـدفَعُـهُ النَّصـ * * * ــرُ ويَبنِيـهِ مُـؤمِـنٌ وشَـهيـدُ
وَالنٌّبُـوَّاتُ آيَـةُ الله يُجـلَـى الحَـ * * * ـقٌّ فـي نُورِها ويُجـلَى الـوُجُـودُ
تَـصِـلُ الأَرضَ والـزَّمَـانَ فَتَمتَـ * * * ــدٌّ مَـواثِـيـقُ أُمَّـةٍ, وَعُـهُـودُ
يَـا لَحَـقٍّ, جُذُورُهُ ضَـرَبَـت في الأَ * * * رض وامـتَـدَّ سَـاقُـهُ والـعُـودُ
إِنَّـهُ جَوهَـرُ الـحَـيَـاةِ وَفَـيـضٌ * * * عَـبـقَـرِيُّ وَفـاؤُهُ وَالـجُــودُ
إِنّـهُ الـوَحـيُ والرِّسَـالـةُ لِلـنَّـا * * * سِ و هـذا رَسُـولُـهـا المَشهـودُ
سَـيِّـدُ النَّاس! بَينَ نَصـرٍ, من اللَّـ * * * ــهِ وَعِـزًّ لِـوَاؤُه مَـعـقُـودُ
إِنَّـهُ أَحمَـدُ النّبـيٌّ! فَـبُـشـرَى * * * بَـيـنَ آيــاتِ رَبِّـهِ وَوَعِـيـدُ
فَـمِـنَ اللهِ كُـلٌّ فَضـلٍ, عَـلَـيـهِ * * * آيَـةُ الحـقِّ والـهُـدَى التّـوحِيـدُ
* * *
يَـا جَـلالَ الإِسـراء: يحمله الشـ * * * ـوقُ وَجِـبريـلُ والبُـرَاقُ الشَّديـدُ
والـفَـضَـاءُ الممتَـدٌّ يَنشُـرُ أَنـوا * * * راً فَـتَنَـشَـقٌّ ظُـلـمَـةٌ وسُـدُودُ
أَيٌّ نُـورٍ, يَطُـوفُ بالكَـون تُجلـى * * * مِـن سَنَـاه أَحنَـاؤُنَـا و الكُـبُـودُ
إِنه المُصطَفَـى! أَطـلَّ فَـهَـبَّـت * * * لِـلـقَـاهُ نُـبُــوَّةٌ وَجُــدُودُ
وإِذا الـسِّـيـدُ الـعَـظِـيـمُ إِمَـامٌ * * * وجَـلاَلٌ يَـحُـوطـهُ وحُـشـودُ
وإِذا أَنـتِ يا فِـلَسـطِـيـنُ نُـورٌ * * * يَـتَـلاَلاَ وَجَـوهَــرٌ وَعُـقُــودُ
فاخشَعـي يـا رُبَـى فهـذِي دُرُوبٌ * * * لـجِـنـانٍ, وَمَـحـشَـرٌ وخُـلُـودُ
وَربَـاطُ لـلهِ تَـحـرُسُـهُ الـعَـيـ * * * ــنُ و قَـلَـبٌ ووثـبَـةٌ وَزُنُـودُ
* * *
يَا ظِـلاَلَ الأَقصَـى! نَـدَاكِ غَنـيٌّ * * * بالرَّجَـا، صَادِقُ الوَفَـاءِ، رَغيـدُ
كـلٌّ شِـبـرٍ, بِـهِ مَـوَاقِـعُ وَحـيٍ, * * * وَجِهـادٌ عَلَـى الـزّمَـانِ جَـديـدُ
إِنَّ دَاراً يـحَـوطُـهـا اللهُ تـأبـى * * * أَن يُـخَانَ الوَفَـا وتُطـوَى الوُعُـودُ
إِن أَرضــاً لـلـه لاَ يَـتَـوَلّــى * * * عـن حِمَـاهَـا فتـىً أَبَـرٌّ جَلـودُ
مَـن يَخُـن عَهـدَهُ مَعَ الله يُـرهِقـ * * * ـهُ عَـذَابٌ مِن ربِّـهِ وَصَعُـود (2)
* * *
يَـا رَسُـولَ الهُـدَى! سَلاَمٌ مِنَ اللَّـ * * * ـهِ ومِـن مُـؤمِـنٍ, لَـهُ تَـرديـدُ
وصَـلاةٌ عَـلَـيـكَ، تَخشَعُ فِيهـا * * * أَضـلُـعٌ أَسلَمـت وهـذِي الكُبُـودُ
كُـلٌّ فَتـح بَـلـغـتَـهُ هَـو آيـا * * * تٌ مِـن الله خَـيـرُهـا مَـمـدودُ
غَـيرَ أَنَّ القُلـوبَ أقسى على الفَت * * * ـ ـحِ وَأغـلـى سبيلُـهـا والجهُـودُ
فَسَبيـلُ القُلـوبِ هَـديٌ مـن اللـ * * * ــه، سَبيلُ البِلادِ سَيـفٌ حَـدِيـدُ
فـإذا مَـا التَقى على الحـقِّ سَيـفٌ * * * وَبَـلاغٌ فَـذَاك فَـتـحٌ مَـجِـيـدُ
فَـبَنَيتَ الَّـذي تُـقَـصِّـرُ عَـنـهُ * * * عَبقَـرِيـاتُ أَعـصُـرٍ, وَحُـشـودُ
أُمّـةُ لـم تَـزَل إِلـى الله تَـسعَـى* * * هـي فَتـحٌ مِنـهُ وَنَصـرٌ فَـريـدُ
* * *
يَـا رَسُولَ الهُـدَى! سَـلاَمٌ مِن اللَّـ* * * ـهِ ومِـنّـا الـوَفـاءُ والتوحِـيـدُ
وَصَـلاةٌ عَـلَيكَ نَعبُـد فِـيهـا اللَّـ* * * ـهَ نـرجـو رضـاءَه ونُـعـيـدُ
رَحـمـةٌ أَنـتَ لِلعِـبَـادِ مِـنَ اللَّـ* * * ــهِ وفَضـلٌ مُهدًى وَخَيـرٌ مَدِيـدُ
فـاذكُرِي \" أُمَّ مَعبَـدٍ, \" قِصَّـة الشَّـ* * * ـاةِ وَقَد جَفَّ ضَرعُها والوَرِيـدُ (3)
مَـسَحَ الضَّرعَ في يَدَيه رَسُـولُ الـ* * * لَّـه فـاشَـتـدَّ دَرٌّهَـا والـجُــودُ
رَوي الصَّحبُ وانثَنَوا وكـأَنّ الضَّـ * * * ـرعَ تَـدعـو: لَئِن ظَمِئتُم فعـودوا
آيـةُ الله فـي يَـدَيـهِ وَذِكـرُ الـ * * * ـلـه في قَلبِـهِ خُـشُـوعُ وَحِـيـدُ
إِن رَوَى الـصَّحبَ كَـفٌّـهُ فَـهُـدَاه * * * يَـرتَـوِي مـنـه صَاحِـبُ وَبَعيـدُ
يَـرتَوي الدَّهـرُ من هُـدَاه فَيَـدنُـو * * * مـؤمِنُ خَـاشِـعُ وَيَنـأَى كَـنُـودُ
* * *
أَيٌّها المصطفى! تَفَـرَّدتَ في الخَلـ* * * ـقِ نَـبِيّـاً عُـلاَكُ أُفـقُ فَـرِيـدُ
أَنـتَ مَعنَى الوَفَاءِ: ذِكـرُكَ في الأَر* * * ضِ حـميـدٌ وفي الـسَّـماءِ حَميـدُ
زَانَـكَ اللهُ! حُسـنُ وَجهـكَ إِشـرَا* * * قٌ وإِشـرَاقُـهُ جَــلاَلٌ وَدُودُ
لا تَـكـادُ الشٌّهُـودُ تَمـلأ عَينَيــ* * * ـهـا فَـيُغضِي مِنَ الجَلاَل الشٌّهُـودُ
ذِروَةُ الـبَأسِ في فُـؤادك في الحَـر * * * ب إِذا احـمـرَّ بـأَسُـهُـا وَرُعُـودُ
لَـو تَـنَادَوا مَن الفَوَارسُ في الدَّهـ* * * ــر لَقالُوا: ذا الفَـارِسُ المَعـدُودُ
أَنتَ في الحَـرب يَحتَمي بِـكَ أَبطـا * * * لٌ وَيـأوي لِـظِـلِّـكَ الصِّـنـديـدُ
حَسبُـكَ المَدحُ أَن تكون عَلَى خُـلـ * * * ـقٍ, عَظيـمٍ, يُتلَى بِهِ الكِتابُ المُجيـدُ
كُـلٌّ آيٍ, مِـنَ الـكِـتـابِ وَذِكـرٍ, * * * هُـوَ ذِكـرٌ علـى الزَّمَـانِ جَـدِيـدُ
* * *
يَـا رسُولَ الهُدَى! حَمَلتَ إِلى النَّـا* * * سِ سَـلاماً يَـرعـاه دِيـنٌ وصِيـدُ
كـم مَسحـتَ الـدٌّمُوعَ آسيتَ مَحزَو * * * نـاً فَحَنَّـت إِليـك مِنهُـم كـبُـودُ
وَدَفَعـتَ الأَسَـى وَرَعشَـة خَـوفٍ, * * * فاطمـأَنت إِلى الـوَفـاءِ العُـهـودُ
أَنـتَ أَرجَـعـتَ لابـنِ آدَمَ حَـقّـاً * * * كَـم أَضـاعَتـهُ فِتـنـةُ وجُـحُـودُ
وَعُـتأةٌ بَغَـوا عَلى الـنّـاس حَتَّـى * * * تَـاهَ في الـدرب جَائـعٌ وطَـرِيـدُ
يـا حُقُوقَ الإِنسان! هذا هـو الحَـ * * * ـقٌّ ! سِـواهُ فـبـاطِـلٌ مَـردودُ
إِنَّـهـا مِـنـحَـةٌ مِـن الله! حَـقُّ * * * لـم تُـشَرِّعـهُ عُصبَـةٌ وَعَـبـيـدُ
فـاسـتَقيمـوا للهِ نَـبـنِ سَـلامـاً * * * لـم تـخـالِطـهُ فِتنَـةٌ ووعــودُ
* * *
يَـا رَسُولَ الهُدَى! عَدَلتَ وسَـاوَيـ * * * ـتَ فَـمَـا جَـارَ سَيِّـدٌ ومَـسُـودُ
جَـمَـعَ الـلَّهُ أُمَّـةَ الحَـقِّ إِخـوَا * * * نـاً فَـهـبّـت عَـزائِـمٌ وَجُهـودُ
غَيرَ أَنَّ الـزَّمَـانَ حَـالَ فَـعَـادت * * * لـلـشّيـاطِـيـن دَولَـةٌ وجُـنـودُ
أَشعَلُـوا الأَرضَ فَجَّـروهَـا بَرَاكِيـ * * * ـنَ فَـمَـادَت ذُراً ومَـادَ عَـمُـودُ
صاحَ من هَول مَكـرِهم كُـلٌّ جَبّـا * * * رٍ, وَجُـنَّ الـلَّهـيـبُ \" والأُخـدودُ \"
غَيرَ أَنَّ اليقيـنَ يَبقَـى ويـمضـي * * * مَـوكِـبُ الحَـقِّ يَجتَلـي وَيَـرودُ
* * *
كَيـفَ أَرقَـى إِلـى مَديحِـكَ لكـن * * * غَـلَـبَ الشَّـوقُ والحَنـينُ الشّديـدُ
غَلَـبَ الشـوقُ رَهبَتي، وصِـرَاعٌ * * * فـي فُـؤادِي يَغيـبُ ثُـمَّ يَـعُـودُ
كُـلَّـمـا لَـجَّ فـي فُـؤادِيَ شَـوقٌ * * * دَفَـعَ الشَّـوقُ رَهبَـتـي فَتَـزيـدُ
وإذا بـالـخُشُـوعِ يَـرفَـعُ أَشـوَا * * * قي فَتَصفُـو وتَـرتَـقـي فَـتَجُـودُ
إِنما الله وَ الرَّسُـولُ هُـمَـا الـحُـ* * * ــبٌّ وَ لـله وَحـدَه الـتَـوحِـيِـدُ
يا لـدَربٍ, شَقَقَتَـهُ \" في سَبِيـل الـ * * * ـلَّه \" عَهـدٌ عَلَى الـزَّمَانِ جـديـدُ
مَـاجَ فِيـهِ مِـنَ الـهِـدَايـة نُـورٌ * * * وسَـرَايـا تـتـابَعَـت وحُـشـوُدُ
-----------------------------------------------------------------
(1) ألقيت هذه القصيدة في مؤتمر حول (المدائح النبوية تاريخها وأساليبها). أورانج أباد في الهند خلال الفترة: (26 ـ 28)/2/1409هـ الموافق (7ـ9)/أكتوبر 1988م ثم جعلت هذه القصيدة جزءاً من ملحمة الأقصى وديوان مهرجان القصيد. وقدّمت في هذا المؤتمر بحثاً حول (الإِطار الصحيح والأسلوب الأمثل للمدائح النبوية).
(2) صَعُـود: جَبَلُ في جهنم، عقبة شاقة.
(3) (أمٌّ معبد) صاحبة الخيمة التي مر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر يسألان لحماً وتمراً يشتريانه منها. فلم يصيبوا شيئاً. فمسح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضرع شاة خلفها الجهد عن الغنم ودعا وسمى الله - تعالى -، فتفاجَت عليه وذرت وروي الجميع.فآمنت وبايعت على الإسلام.