رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم ( 1 )

2.9k
5 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

عَـانِقي المجـدَ وَاخفقي يَـا بـيـدُ * * * كُـلٌّ يَـومٍ, عَـلـى رِمَالِـكِ عِيــدُ

رَايـةٌ بَـعـدَ رَايَـةٍ, وَزُحـوفٌ * * * في مَيَـادِيـنهـا وَفـجـرٌ جَـديـدُ

لاَ يَـزَالُ التّاريـخُ يَـدفَعُـهُ النَّصـ * * * ــرُ ويَبنِيـهِ مُـؤمِـنٌ وشَـهيـدُ

وَالنٌّبُـوَّاتُ آيَـةُ الله يُجـلَـى الحَـ * * * ـقٌّ فـي نُورِها ويُجـلَى الـوُجُـودُ

تَـصِـلُ الأَرضَ والـزَّمَـانَ فَتَمتَـ * * * ــدٌّ مَـواثِـيـقُ أُمَّـةٍ, وَعُـهُـودُ

يَـا لَحَـقٍّ, جُذُورُهُ ضَـرَبَـت في الأَ * * * رض وامـتَـدَّ سَـاقُـهُ والـعُـودُ

إِنَّـهُ جَوهَـرُ الـحَـيَـاةِ وَفَـيـضٌ * * * عَـبـقَـرِيُّ وَفـاؤُهُ وَالـجُــودُ

إِنّـهُ الـوَحـيُ والرِّسَـالـةُ لِلـنَّـا * * * سِ و هـذا رَسُـولُـهـا المَشهـودُ

سَـيِّـدُ النَّاس! بَينَ نَصـرٍ, من اللَّـ * * * ــهِ وَعِـزًّ لِـوَاؤُه مَـعـقُـودُ

إِنَّـهُ أَحمَـدُ النّبـيٌّ! فَـبُـشـرَى * * * بَـيـنَ آيــاتِ رَبِّـهِ وَوَعِـيـدُ

فَـمِـنَ اللهِ كُـلٌّ فَضـلٍ, عَـلَـيـهِ * * * آيَـةُ الحـقِّ والـهُـدَى التّـوحِيـدُ

* * *

يَـا جَـلالَ الإِسـراء: يحمله الشـ * * * ـوقُ وَجِـبريـلُ والبُـرَاقُ الشَّديـدُ

والـفَـضَـاءُ الممتَـدٌّ يَنشُـرُ أَنـوا * * * راً فَـتَنَـشَـقٌّ ظُـلـمَـةٌ وسُـدُودُ

أَيٌّ نُـورٍ, يَطُـوفُ بالكَـون تُجلـى * * * مِـن سَنَـاه أَحنَـاؤُنَـا و الكُـبُـودُ

إِنه المُصطَفَـى! أَطـلَّ فَـهَـبَّـت * * * لِـلـقَـاهُ نُـبُــوَّةٌ وَجُــدُودُ

وإِذا الـسِّـيـدُ الـعَـظِـيـمُ إِمَـامٌ * * * وجَـلاَلٌ يَـحُـوطـهُ وحُـشـودُ

وإِذا أَنـتِ يا فِـلَسـطِـيـنُ نُـورٌ * * * يَـتَـلاَلاَ وَجَـوهَــرٌ وَعُـقُــودُ

فاخشَعـي يـا رُبَـى فهـذِي دُرُوبٌ * * * لـجِـنـانٍ, وَمَـحـشَـرٌ وخُـلُـودُ

وَربَـاطُ لـلهِ تَـحـرُسُـهُ الـعَـيـ * * * ــنُ و قَـلَـبٌ ووثـبَـةٌ وَزُنُـودُ

* * *

يَا ظِـلاَلَ الأَقصَـى! نَـدَاكِ غَنـيٌّ * * * بالرَّجَـا، صَادِقُ الوَفَـاءِ، رَغيـدُ

كـلٌّ شِـبـرٍ, بِـهِ مَـوَاقِـعُ وَحـيٍ, * * * وَجِهـادٌ عَلَـى الـزّمَـانِ جَـديـدُ

إِنَّ دَاراً يـحَـوطُـهـا اللهُ تـأبـى * * * أَن يُـخَانَ الوَفَـا وتُطـوَى الوُعُـودُ

إِن أَرضــاً لـلـه لاَ يَـتَـوَلّــى * * * عـن حِمَـاهَـا فتـىً أَبَـرٌّ جَلـودُ

مَـن يَخُـن عَهـدَهُ مَعَ الله يُـرهِقـ * * * ـهُ عَـذَابٌ مِن ربِّـهِ وَصَعُـود (2)

* * *

يَـا رَسُـولَ الهُـدَى! سَلاَمٌ مِنَ اللَّـ * * * ـهِ ومِـن مُـؤمِـنٍ, لَـهُ تَـرديـدُ

وصَـلاةٌ عَـلَـيـكَ، تَخشَعُ فِيهـا * * * أَضـلُـعٌ أَسلَمـت وهـذِي الكُبُـودُ

كُـلٌّ فَتـح بَـلـغـتَـهُ هَـو آيـا * * * تٌ مِـن الله خَـيـرُهـا مَـمـدودُ

غَـيرَ أَنَّ القُلـوبَ أقسى على الفَت * * * ـ ـحِ وَأغـلـى سبيلُـهـا والجهُـودُ

فَسَبيـلُ القُلـوبِ هَـديٌ مـن اللـ * * * ــه، سَبيلُ البِلادِ سَيـفٌ حَـدِيـدُ

فـإذا مَـا التَقى على الحـقِّ سَيـفٌ * * * وَبَـلاغٌ فَـذَاك فَـتـحٌ مَـجِـيـدُ

فَـبَنَيتَ الَّـذي تُـقَـصِّـرُ عَـنـهُ * * * عَبقَـرِيـاتُ أَعـصُـرٍ, وَحُـشـودُ

أُمّـةُ لـم تَـزَل إِلـى الله تَـسعَـى* * * هـي فَتـحٌ مِنـهُ وَنَصـرٌ فَـريـدُ

* * *

يَـا رَسُولَ الهُـدَى! سَـلاَمٌ مِن اللَّـ* * * ـهِ ومِـنّـا الـوَفـاءُ والتوحِـيـدُ

وَصَـلاةٌ عَـلَيكَ نَعبُـد فِـيهـا اللَّـ* * * ـهَ نـرجـو رضـاءَه ونُـعـيـدُ

رَحـمـةٌ أَنـتَ لِلعِـبَـادِ مِـنَ اللَّـ* * * ــهِ وفَضـلٌ مُهدًى وَخَيـرٌ مَدِيـدُ

فـاذكُرِي \" أُمَّ مَعبَـدٍ, \" قِصَّـة الشَّـ* * * ـاةِ وَقَد جَفَّ ضَرعُها والوَرِيـدُ (3)

مَـسَحَ الضَّرعَ في يَدَيه رَسُـولُ الـ* * * لَّـه فـاشَـتـدَّ دَرٌّهَـا والـجُــودُ

رَوي الصَّحبُ وانثَنَوا وكـأَنّ الضَّـ * * * ـرعَ تَـدعـو: لَئِن ظَمِئتُم فعـودوا

آيـةُ الله فـي يَـدَيـهِ وَذِكـرُ الـ * * * ـلـه في قَلبِـهِ خُـشُـوعُ وَحِـيـدُ

إِن رَوَى الـصَّحبَ كَـفٌّـهُ فَـهُـدَاه * * * يَـرتَـوِي مـنـه صَاحِـبُ وَبَعيـدُ

يَـرتَوي الدَّهـرُ من هُـدَاه فَيَـدنُـو * * * مـؤمِنُ خَـاشِـعُ وَيَنـأَى كَـنُـودُ

* * *

أَيٌّها المصطفى! تَفَـرَّدتَ في الخَلـ* * * ـقِ نَـبِيّـاً عُـلاَكُ أُفـقُ فَـرِيـدُ

أَنـتَ مَعنَى الوَفَاءِ: ذِكـرُكَ في الأَر* * * ضِ حـميـدٌ وفي الـسَّـماءِ حَميـدُ

زَانَـكَ اللهُ! حُسـنُ وَجهـكَ إِشـرَا* * * قٌ وإِشـرَاقُـهُ جَــلاَلٌ وَدُودُ

لا تَـكـادُ الشٌّهُـودُ تَمـلأ عَينَيــ* * * ـهـا فَـيُغضِي مِنَ الجَلاَل الشٌّهُـودُ

ذِروَةُ الـبَأسِ في فُـؤادك في الحَـر * * * ب إِذا احـمـرَّ بـأَسُـهُـا وَرُعُـودُ

لَـو تَـنَادَوا مَن الفَوَارسُ في الدَّهـ* * * ــر لَقالُوا: ذا الفَـارِسُ المَعـدُودُ

أَنتَ في الحَـرب يَحتَمي بِـكَ أَبطـا * * * لٌ وَيـأوي لِـظِـلِّـكَ الصِّـنـديـدُ

حَسبُـكَ المَدحُ أَن تكون عَلَى خُـلـ * * * ـقٍ, عَظيـمٍ, يُتلَى بِهِ الكِتابُ المُجيـدُ

كُـلٌّ آيٍ, مِـنَ الـكِـتـابِ وَذِكـرٍ, * * * هُـوَ ذِكـرٌ علـى الزَّمَـانِ جَـدِيـدُ

* * *

يَـا رسُولَ الهُدَى! حَمَلتَ إِلى النَّـا* * * سِ سَـلاماً يَـرعـاه دِيـنٌ وصِيـدُ

كـم مَسحـتَ الـدٌّمُوعَ آسيتَ مَحزَو * * * نـاً فَحَنَّـت إِليـك مِنهُـم كـبُـودُ

وَدَفَعـتَ الأَسَـى وَرَعشَـة خَـوفٍ, * * * فاطمـأَنت إِلى الـوَفـاءِ العُـهـودُ

أَنـتَ أَرجَـعـتَ لابـنِ آدَمَ حَـقّـاً * * * كَـم أَضـاعَتـهُ فِتـنـةُ وجُـحُـودُ

وَعُـتأةٌ بَغَـوا عَلى الـنّـاس حَتَّـى * * * تَـاهَ في الـدرب جَائـعٌ وطَـرِيـدُ

يـا حُقُوقَ الإِنسان! هذا هـو الحَـ * * * ـقٌّ ! سِـواهُ فـبـاطِـلٌ مَـردودُ

إِنَّـهـا مِـنـحَـةٌ مِـن الله! حَـقُّ * * * لـم تُـشَرِّعـهُ عُصبَـةٌ وَعَـبـيـدُ

فـاسـتَقيمـوا للهِ نَـبـنِ سَـلامـاً * * * لـم تـخـالِطـهُ فِتنَـةٌ ووعــودُ

* * *

يَـا رَسُولَ الهُدَى! عَدَلتَ وسَـاوَيـ * * * ـتَ فَـمَـا جَـارَ سَيِّـدٌ ومَـسُـودُ

جَـمَـعَ الـلَّهُ أُمَّـةَ الحَـقِّ إِخـوَا * * * نـاً فَـهـبّـت عَـزائِـمٌ وَجُهـودُ

غَيرَ أَنَّ الـزَّمَـانَ حَـالَ فَـعَـادت * * * لـلـشّيـاطِـيـن دَولَـةٌ وجُـنـودُ

أَشعَلُـوا الأَرضَ فَجَّـروهَـا بَرَاكِيـ * * * ـنَ فَـمَـادَت ذُراً ومَـادَ عَـمُـودُ

صاحَ من هَول مَكـرِهم كُـلٌّ جَبّـا * * * رٍ, وَجُـنَّ الـلَّهـيـبُ \" والأُخـدودُ \"

غَيرَ أَنَّ اليقيـنَ يَبقَـى ويـمضـي * * * مَـوكِـبُ الحَـقِّ يَجتَلـي وَيَـرودُ

* * *

كَيـفَ أَرقَـى إِلـى مَديحِـكَ لكـن * * * غَـلَـبَ الشَّـوقُ والحَنـينُ الشّديـدُ

غَلَـبَ الشـوقُ رَهبَتي، وصِـرَاعٌ * * * فـي فُـؤادِي يَغيـبُ ثُـمَّ يَـعُـودُ

كُـلَّـمـا لَـجَّ فـي فُـؤادِيَ شَـوقٌ * * * دَفَـعَ الشَّـوقُ رَهبَـتـي فَتَـزيـدُ

وإذا بـالـخُشُـوعِ يَـرفَـعُ أَشـوَا * * * قي فَتَصفُـو وتَـرتَـقـي فَـتَجُـودُ

إِنما الله وَ الرَّسُـولُ هُـمَـا الـحُـ* * * ــبٌّ وَ لـله وَحـدَه الـتَـوحِـيِـدُ

يا لـدَربٍ, شَقَقَتَـهُ \" في سَبِيـل الـ * * * ـلَّه \" عَهـدٌ عَلَى الـزَّمَانِ جـديـدُ

مَـاجَ فِيـهِ مِـنَ الـهِـدَايـة نُـورٌ * * * وسَـرَايـا تـتـابَعَـت وحُـشـوُدُ

-----------------------------------------------------------------

(1) ألقيت هذه القصيدة في مؤتمر حول (المدائح النبوية تاريخها وأساليبها). أورانج أباد في الهند خلال الفترة: (26 ـ 28)/2/1409هـ الموافق (7ـ9)/أكتوبر 1988م ثم جعلت هذه القصيدة جزءاً من ملحمة الأقصى وديوان مهرجان القصيد. وقدّمت في هذا المؤتمر بحثاً حول (الإِطار الصحيح والأسلوب الأمثل للمدائح النبوية).

(2) صَعُـود: جَبَلُ في جهنم، عقبة شاقة.

(3) (أمٌّ معبد) صاحبة الخيمة التي مر بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر يسألان لحماً وتمراً يشتريانه منها. فلم يصيبوا شيئاً. فمسح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضرع شاة خلفها الجهد عن الغنم ودعا وسمى الله - تعالى -، فتفاجَت عليه وذرت وروي الجميع.فآمنت وبايعت على الإسلام.


أضف تعليق