مـنـذا الـذي قد غير الأحوالا؟ *** وأضـاء نـبـراساً وشقّ مجالاً
وعـلا لـمـجـدٍ, شامخٍ, بجهاده *** وغـداً بـحـقٍ, لـلـجهاد مثالاً
وتـحـيّر الأعداء في أمر الذي *** هـزّ الـكـيان وأرعب الجنرال
مـا ردّه قـتـلُ الـيـهود لأهله *** فـالـعمر كان مع اليهود سجالاً
يـا قـاتلَ الأعداء يا يحيى الذي *** أشـعـلت أرضك تحتهم إشعالاً
يـا قـائـداً نـبـكي علينا فقدَهُ *** وعـلـيـك..نسعدُ إذ تنال منالاً
قد نِلتَ ثأرك -قبل موتك- منهمُ *** أنـزلـت فـيـهم موتهم إنزالاً
وثـأرتَ مِـمّـن أعدموا أحلامنا *** غـصبوا النساء وذبّحوا الأطفالا
وقضيت عمرك في الجهاد مهندساً *** والـمـوتُ هندسَ بعدك الأجيالا
لـكـأن في اسمك سرَّ عزّك كلَّه *** قـدرٌ لـمـن مـلأ الحياة نضالاً
(يـحيى) و(عياش)، يعيشُ حياته *** بـشـهـادة عـلـويـة يتعالى
هـذا الـذي ((أخذ الكتاب بقوة)) *** وعـزيـمـة لا ترتضي الإقلالا
* * *
خـافـوك فاغتالوك كي يتنفسوا *** بـعـد انقطاع، في التنفس، طال
ظـنـوا بـقتلك حققوا أحلامَهم *** لـكـنّ قـتـلَـك أطلق الزلزال
غلَتِ الجموعُ..بيوم فقدِك سيدي *** فـخـرجت منهم، يومها، أرتالاً
وتـركـت فينا ألف يحيا جاهزاً *** كـيـمـا يـحطم حولَنا الأغلالا
فالأرض إن زُرعت بحقٍ, صادق *** فـي كـل يـوم تُـنبت الأبطالا
سـتـعـود يا يحيى لتحيا بيننا *** تـسـقـي الزهور وتُثمر الآمالا
أمـلاً يـرد الـحق في أصحابه *** أمـلاً يـحـقـق قـولـه أفعالاً