أَتَهزَأُ بِـي سَلمَى وَثَمَّـتَ تَسخَرُ *** فَطَورًا تُسَلِّينِـي وَطَـورًا تُكَدِّرُ
إِذَا ابتَسَمَت يَومًا وَأَبدَتكَ وُدَّهَـا *** وَمَدَّت يَدَ الصَّفحِ الجَمِيل فَتَغدِرُ
أَمِيـلُ إِذَا مَالَـت وَأَهتَزٌّ فَرحَـةً *** مَتَى اقتَرَبَت مِنِّي سُلَيمَى وَ أَفخَرُ
فَأَغدُو طَرُوبًـا وَالسُرُورُ يَحُفٌّنِـي *** وَأَرفَعُ رَأسَ التِّيهِ زَهـواوَ أَخطُرُ
وَدَأبي كَإِنسَانٍ, يَهِيـمُ بِحُسنِهَـا *** وَيَستَعذِبُ التَّعذِيبَ حُبًّا وَ يَصبِرُ
فَتَسلُبُنِي حِيناً شُعُورِي وَفِكـرَتِي *** بِمَنظَرِهَا الفَتَّـانِ وَالمَرءُ يُسحَرُ
وَمَا كُنتُ أَدرِي أَنَّ سَلمَى تَقُودُنِي *** لِنَارِ جَحِيمٍ, دُونَ مَاكُنتُ أَشعُرُ
نَعَم هِـيَ دُنيَـا بَينَ هَـمٍّ, وَمِحنَةٍ, *** وَعَاشِقُهَا تُصلِيـهِ نَـارًا تُسَعَّرُ
وَلَـو عَلِمَ العُشَّـاقُ كُنهَ حَيَاتِهِم *** وَمُتعَتِهِم فِيهَـا وَكَـم يَتَعَمَّرُوا
لَذَابَت قُلُـوبٌ وَاستَهَلَّت مَدَامِعٌ *** وعَمَّ أَنِيـنٌ دائـمٌ وَتَحَـسٌّرُ
أَفِق أَيٌّهَا المَغرُورُ وَاحـذَر بِفِطنَـةٍ, *** وَفَكِّر لِتَنجُـو فَالنَّجَـاةُ التَّفَكٌّرُ
ولا تَمشِ مُختَالاً إِذَا كُنتَ ذَا غِنَىً *** فَدُنيَاكَ أََوهَـامٌ تَكِيـدُ وَتَمكُرُ
وَلاَ تَحمِلَنَّ الهَمَّ إِن كُنتَ مُعسِـراً *** فَلَم يَبقَ ذُو مَالٍ, وَلاَ دَامَ مُعسِرُ
فأَينَ قَرِينُ السٌّوءِ قَارُونُ ذُو الثَّرَاء *** وَحَسبِي مِثَالاً فَالإِطَالَةُ تُضجِرُ