وَلَّى الشَّبَـابُ مُوَدِّعًـا إِحسَاسِي *** وَمَضَى بِرَونَقِـهِ إِلَى الأَرمَـاسِ
وَلَّى الشَّبَابُ كَأَنَّهُ طَيـفُ الكَرَى *** أَو كَالسَّرَابِ يَعِيـشُ فِي أَنفَاسِي
وَلَّى الشَّبَـابُ بِحُسنِـهِ وَبَهَـائِهِ *** وَبِلَونِـهِ الوَضَّـاءِ كَالأَلمَـاسِ
وَلَّى الشَّبَابُ بِمَا حَوَى مِن خُضرَةٍ, *** وَنَضَــارَةٍ, وَ بِثَوبِـهِ المَيَّـاسِ
وَلَّى الشَّبَـابُ وَمَاهُنَـالِكَ عَودَةٌ *** وَأَتَى المَشِيبُ كَخِفَّـةِ القِرطَاسِ
هَبَّ المَشِيـبُ بِرَعشَـةٍ, وَتَثَاؤُبٍ, *** وَبِقُـوَّةٍ, تَـدنُـو إِلَى الإِفـلاَسِ
هَبَّ المَشِيبُ وَقَد طَـوَى أَكفَانَهُ *** وَدُمُوعُـهُ تَجـرِي بِغَيـرِ قِيَاسِ
آهٍ, عَلَى زَمَـنِ الشَّبَـابِ خَسِرتُهُ *** مَازِلـتُ أَذكُـرُهُ وَ لَستُ بِنَاسِي
آهٍ, عَلَى زَمَـنِ الشَّبَـابِ أَضَعتُهُ *** فِي مُنتَـدَى الأَصحَابِ وَالجُلاَّسِ
لَم أَبنِ فِيهِ سِوَى النَّدَامَـةِ وَالشَّقَا *** وَسَبَحتُ فِي بَحـرٍ, مِنَ الوَسوَاسِ
لَم أَبنِ فِيهِ سِـوَى التَّهَوٌّرِ وَالأَذَى *** وَكَأَنَّ شَيطَانًا يَجُـولُ بِـرَاسِي
رَبَّاهُ إِنِّي فِي الحُقُـوقِ مُقَصِّـرٌ *** وَالقَلبُ مِن عِظَمِ الذٌّنُوبِ لَقَاسِي
وَاحَسرَتَا مِمَّا جَنَتهُ يَـدُ الصِّبَـا *** وَيَدُ الشَّبَابِ ضُحىً وَ فِي إِغلاَسِ
فَاغفِر ذُنُوبِي وَاعفُ عَفـوَ تَكَرٌّمٍ, *** وَاستُر فَسِتـرُكَ عِـزَّتِي وَ لِبَاسِي
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد