بَعضُ نَفسِ البَصير في أَحداقِه *** والكَثيرُ الـمُثيرُ في أَعماقِه
ما بَصيرٌ مَن ضُمِّنت مُقلتاهُ *** كُلَّ ما في الضَّمير مِن أَشواقِه
رُبَّ أَعمى العَينَينِ أَبصَرُ قلباً *** مِن بَصيرٍ, يَهيمُ في آفاقِه
* * * * *
ظالِمٌ ذلكَ الذي يَسحَقُ الشَّعبَ *** ويَجني ما شاءَ من أَرزاقِه
ويَدُ الظالِمِ الذي يُمكِنُ الظالمَ *** مِن قَهرهِ وشَدِّ وَثاقِه
وجَبانٌ يُكَفّنُ السَّيفَ رُعباً *** حينَ تُمسي حَياتُه في امتِشاقِه
وفَقيهٌ يُزَيِّن الذُلَّ بالفِقهِ *** فتَعساً للخائِرِ المتَفاقِه
نَسِيَ العِزَّ، إنّ للعِزّ فِقها ً *** ضَجَّ سمٌّ الطغاة من تِرياقِه
إنّ للعِزّ جَذوةً تُحرِق الشَّمسَ *** إذا نالَ حَرٌّها مِن رواقِه
* * * * *
أيٌّ حقٍّ, أَحقَّهُ اللّغوُ لَمّا *** نامَ حدٌّ الحُسامِ عَن إحقاقِه
كَم رأَينا مِن نابهٍ, عَبقَريٍّ, *** سَخِرَ المجرمون مِن أوراقِه
وأَحالوهُ دُميةً تَتَنَزّى *** وأَكُفٌّ الجلاّدِ حَولَ خِناقِه
* * * * *
نَحنُ ظُلاّمُنا، ونحنُ المظاليمُ *** وكُلُّ مُوَكّلٌ برِفاقِه
رُبَّ شاكٍ, من سَطوة الظٌّلم يشكو *** كُلٌّ ما في الحياةِ من أخلاقِه
يُشهِدُ اللهَ أَنّهُ الصادِقُ البَرٌّ *** وسُمٌّ الثٌّعبانِ في أشداقِه
رُبَّ صَدرٍ,ٍ, يَضُمُّ بِذرةَ فرعونَ *** ويَحوي زُجاجةً من مَذاقِه
إن تعامَت عَنه العُيونُ رَماها ** بالعَمى، ثم ساقَها في سِياقِه
فهو يَشكو لَذعَ الحَميمِ، فإن سادَ *** فَويلٌ للأرضِ مِن غَسّاقِه
مَيِّتٌ كُلٌّ مَن يَموتُ، ويَخزى *** دون مَوتٍ, مُنافقٌ في نِفاقِه
فإذا صَفَّقَ المنافِقُ للظالِمِ ذُلاً *** أو صارَ مِن أَبواقِه
صار نَعلاً أو يُشبهُ النَّعلَ في رِجلَيهِ *** يُلقيهِ عِندَ انخِراقِه
ليسَ للظٌّلمِ مِن مُعينٍ, عَلَيه *** غيرُ سيفٍ, يُفنيهِ عندَ انبِثاقِه