جذوة العز

5.1k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

بَعضُ نَفسِ البَصير في أَحداقِه *** والكَثيرُ الـمُثيرُ في أَعماقِه

ما بَصيرٌ مَن ضُمِّنت مُقلتاهُ *** كُلَّ ما في الضَّمير مِن أَشواقِه

رُبَّ أَعمى العَينَينِ أَبصَرُ قلباً *** مِن بَصيرٍ, يَهيمُ في آفاقِه

* * * * *

ظالِمٌ ذلكَ الذي يَسحَقُ الشَّعبَ *** ويَجني ما شاءَ من أَرزاقِه

ويَدُ الظالِمِ الذي يُمكِنُ الظالمَ *** مِن قَهرهِ وشَدِّ وَثاقِه

وجَبانٌ يُكَفّنُ السَّيفَ رُعباً *** حينَ تُمسي حَياتُه في امتِشاقِه

وفَقيهٌ يُزَيِّن الذُلَّ بالفِقهِ *** فتَعساً للخائِرِ المتَفاقِه

نَسِيَ العِزَّ، إنّ للعِزّ فِقها ً *** ضَجَّ سمٌّ الطغاة من تِرياقِه

إنّ للعِزّ جَذوةً تُحرِق الشَّمسَ *** إذا نالَ حَرٌّها مِن رواقِه

* * * * *

أيٌّ حقٍّ, أَحقَّهُ اللّغوُ لَمّا *** نامَ حدٌّ الحُسامِ عَن إحقاقِه

كَم رأَينا مِن نابهٍ, عَبقَريٍّ, *** سَخِرَ المجرمون مِن أوراقِه

وأَحالوهُ دُميةً تَتَنَزّى *** وأَكُفٌّ الجلاّدِ حَولَ خِناقِه

* * * * *

نَحنُ ظُلاّمُنا، ونحنُ المظاليمُ *** وكُلُّ مُوَكّلٌ برِفاقِه

رُبَّ شاكٍ, من سَطوة الظٌّلم يشكو *** كُلٌّ ما في الحياةِ من أخلاقِه

يُشهِدُ اللهَ أَنّهُ الصادِقُ البَرٌّ *** وسُمٌّ الثٌّعبانِ في أشداقِه

رُبَّ صَدرٍ,ٍ, يَضُمُّ بِذرةَ فرعونَ *** ويَحوي زُجاجةً من مَذاقِه

إن تعامَت عَنه العُيونُ رَماها ** بالعَمى، ثم ساقَها في سِياقِه

فهو يَشكو لَذعَ الحَميمِ، فإن سادَ *** فَويلٌ للأرضِ مِن غَسّاقِه

مَيِّتٌ كُلٌّ مَن يَموتُ، ويَخزى *** دون مَوتٍ, مُنافقٌ في نِفاقِه

فإذا صَفَّقَ المنافِقُ للظالِمِ ذُلاً *** أو صارَ مِن أَبواقِه

صار نَعلاً أو يُشبهُ النَّعلَ في رِجلَيهِ *** يُلقيهِ عِندَ انخِراقِه

ليسَ للظٌّلمِ مِن مُعينٍ, عَلَيه *** غيرُ سيفٍ, يُفنيهِ عندَ انبِثاقِه


أضف تعليق