عَبرَ الليالي السّودِ تنطَلِقُ *** يا تارِكَ الأيّامِ تَحترِقُ
يا جَبهَةً بالمَجدِ ناطِقَةً *** يا غرَّةً بالعِزِّ تَأتَلِقُ
إنَّ الرّمالَ الحُمرَ لاهِثَةٌ *** عَطشى جَفاها الطيبُ والعَبَقُ
فامدُد يدَيكَ لَها لِتَحضنَها *** يزهو ويخفقُ عندَها الألَقُ
جَبَل..
عَشِقَ الغَيمَ فأضناني صعودا *** شاهِقٌ حَطَّمَ في الأرضِ القيودا
ومَضى يستَرِقُ السّمعَ فيّا *** شُهُبَ الرحمنِ ألقيهِ صَعيدا
َمرَحُ الكِبرُ على أذيالِهِ *** وذُراهُ تقطِفُ النّجمَ البعيدا
وأراني كلّما ذلّلتُهُ *** قمّةً شامخةً سفحاً عنيدا
وقطعتُ البعدَ فيهِ جاهِداً *** مَدَّ في الآفاقِ لي بُعداً جديدا
زَمَنٌ حمَّلَني صَخرَتَهُ *** ثمَّ شَدَّ القَيدَ في رجلي حديدا