الأربعون

3.5k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

ثِِقلَ السنين َ قرعتَ كرهاً بابيا ** أأسٌّدُ أذني غافلاً متناسيا

ولى الشبابُ وما يُضيرُ..فهامتيي** مرفوعةٌ بكهولتي وشبابيا

ويدايَ بيضاوان مثوىً للندى** وكذاكَ قلبي في الوفا ولسانيا

حولي الورودُ أهيمُ في أسمائهم** عشقاً فريداً صافياً مُتساميا

وأضمٌّهم للصدرِِ يدفعُ عنهمُ** في وطأةِ العيشِ الأذى المُتواريا

وأخافُ تخطفني المنونُ وعودهم** مازالَ غضاً بالبراءةِ كاسيا

* * *

نورٌ لها في القلبِ خفقة ُ شاعر ٍ,** يرعى وداداً كالجداولِ صافيا

فكأنها عطرٌ يفوحُ بنرجس ٍ,** من وجهها اللآلىء ِ فاحَ تدانيا

أوردتِ حسنَ الوردِ ذلاً أسوداً ** فعلى خدودكِ جرَّ كِبراً داميا

ولئن تعامى عن جمالكِ بعضهم ** فجمالُ وجهكِ يزدري المُتعاميا

* * *

ووهبتني ربي عبيدةَ قرةً ** للقلبِ والعينينِ كلّ حياتيا

ليذودَ عني الهمَّ نبضُ فؤاده ** فامنحهُ يا رباهُ صدراً حانيا

هوَ فرحتي الكبرى سَرَت في خافقي ** مثلَ الشعاع ِ يطوفُ في آفاقيا

وهوَ الطفولة ُوالنقاءُ وترتوي ** من ذوبها روحي سموّاً صافيا

* * *

يا عمرو يا حُلمَ الحياةِ وسحرها ** أنتَ الشفاءُ المُرتجى من دائيا

يا جنة َ الأشواقِ هل لي غفوةٌ ** تحتَ الجفون ِ تُعيدُ سحرَ شبابيا

في هُدبكَ المسحورِ أجملُ منيةٍ, ** تزكو حناناً في فؤادي خافيا

في ثغركَ البسامِ هامت نظرتي ** ووددتُ لو صُغتُ الدموعَ قوافيا

* * *

بالحسن ِ أنتِ أيا سنايا لوحة ٌ ** قد صاغها الرحمنُ من أشواقيا

ولأنتِ في عُمري ربيعٌ دائمٌ ** فقدومكِ الميمونُ زانَ حياتيا

وأرى ببعدكِ في الثواني أدهراً ** وأرى بقربكِ في الدهورِ ثوانيا

وإذا التقت عيني بعينكِ مرة ً ** أنسى الوجودَ..فما عليّ وما ليا

* * *

هم قوتي الغرّاء َ يقصرُ دونهم ** أن أبذلَ النفسَ الأبيةِ راضيا

(نورٌ عبيدة زانهم عمروٌ سنا) ** أنعمتَ ربي بعدَ صدق ِ رجائيا


السابقخدعوها
التاليزفراتي
أضف تعليق