أدورُ أدورُ أقــلــقــنـي الـمـلالُ *** وأصـحـو لـيـس يـلويني الضَّــلالُ
وتـخـبـو هِـمَّـتي حينـــا، وحينا *** تـؤجـجُـهـا الـعـقـيدةُ والخِصالُ
أدورُ و عــاصــفُ الأرزاءِ حـولـي *** بـه يـتـواثـبُ الـدَّاءُ الـعضـــالُ
فـكـم هـبَّـت عـلـى صـدري رياحٌ *** وكـم هـطـلـت عـلى قلبي ثِقــالُ
يـرومُ الـمـفـسـدون فـسـادَ نـفسي *** فـتـأبـى أن تـســـفَّ بي الفِعــالُ
وعـاثَ الأجـنـبـيٌّ بفيءِ فخـــري *** يـدغـدغُـه ـ على حلمٍ, ـ خيــالُ
ويـلـوي الآثـمـون بـهـا يـمـيـني *** فـتصفعهم بغضبتِهـــا الشـــــمالُ
وكـم حـفـروا لـمـجـدي مـن قبورٍ, *** ومـجـدي فـي الأعـالـي لا يُنـــالُ
رعاني اللـــهُ بالإســـلامِ وجهًـــا *** ســـمـاويًّـا فـلـيـس لـه اعـتلالُ
فـروحـي مـصـحـفـي، ودليلُ عزِّي *** رســـولُ اللهِ سُــنَّـتُه: المِثـــالُ
ويــرتــدٌّ الــغـزاةُ بـكـلِّ قـرنٍ, *** بـخـيـبـتِـهـم، و يركلُهم خبـــالُ
مـنـاكـبُ صـحـوتـي تـقوى و تعلو *** وهـدمُ بـنـائـهـا الـعالي محـــالُ
قـضـى و اخـتـارنـي ربـي لـديـنٍ, *** فـلـيـس لـهــدِّ أركـاني مجـــالُ
أنـا فـي الأرضِ أُمَّــةُ خـيـرِ نـهجٍ, *** ومِـنِّـي لـلـعـلـى شُـــدَّت رِحالُ
وتـنـتـفـضُ الـعـزيـمةُ رغم كربي *** ولـلـكـربِ اسـتـعـارٌ و اشـــتعالُ
سـأبـقى ((أُمَّــةَ الإســـلامِ)) نورا *** فــلـيـس لـشـمـسِ قـرآنـي زوالُ
*** *** ***
تـدورُ وفـي مـحـيـطِ الـشـجوِ تحيا *** ولــلآلامِ ــ طـاغـيـةً ــ وصـالُ
وإنـي مـن بـنـيـهـا اليوم أشـــدو *** ولـكـن مـا الـذي فـيها يُقـــالُ؟!
ومـا لـيـلُ الـخطوبِ ســـوى غيومٍ, *** تُـبـدَّدُ حـيـن يـعـتــدٌّ الـرجـالُ
فـقـل لـلـظـالـمـيـن، وكلِّ عـادٍ, *** هـي الأيـامُ ـ ويـلكمُ ـ ســــجالُ
وتـبـقـى غُـمَّــةُ العصرِ المُدمَّــى *** تُـعـرِّيـكم مخازيـــه الطِّــوالُ
لـنـا الـشِّـــيـمُ النَّديَّــةُ لم تُصوِّح *** لـنـا الـقـيـمُ الأثيرةُ و الخصـــالُ
وأُمــتُـنـا لأهـلِ الأرضِ دوحٌ *** تــرثٌّ عــلـى تـأرجـه الـظـلالُ
تـوشِّـي بـالـسَّـــنـا الـقدسيِّ دنيا *** فـتـمـرعُ فـي نـضـارتِها الرمــالُ
وأنـدى مـن يــدِ الإســـلامِ فـيـها *** عـلـى الإنـســـانِ لم يجدِ النَّــوالُ
مــلأنـا الـكـونَ بـالآلاءِ جـــودًا *** ولـمَّـــا يـبـقَ لـلـعـوزِ احـتمالُ
وأنــزلَ مـن سـمـاءِ الـبِـرِّ ربـي *** سـحـائـبَ فـضــلِـه فجرى الزٌّلالُ
وأكــرمـهـا فـلـم تـألـف هـوانـا *** ولـم يَـعـرُ ابـتـسـامَـتَـهـا ابتذالُ
وآتــاهــا مـن الـعـلـيـا كـمـالا *** ولـيـس لـغـيـرِها يحلو الكمـــالُ
ونـام بـدفـئـهـا مَـن كـان يـشـقى *** قـريـرَ الـعـيـنِ أغـنـاه اعـتـدالُ
فــلــلأرزاءِ عــن مــقـلٍ, أُفـولٌ *** ولـلـجـرحِ ــ الذي يُؤذي ــ اندمالُ
ولـلـنـفـسِ الـمـعـارجُ سـامـياتٍ, *** ولـيـس لهـــا مع اللهوِ انشـــغالُ
وسـبَّـحَ ربٌّ هـذا الـبـيـتِ حـمـدًا *** لـبـارئــه، وقـد فـرحَ العيـــالُ
وبـيـن عـروقِــه يـجري حنـــانٌ *** ومـن أخـلاقــه ازدانَ الـجمـــالُ
ولــلـقـلـبِ ارتـقـاءٌ و انـعـتـاقٌ *** ومــا جــرَّتــه لـلأدنـى حـبـالُ
وبـالـقـرآنِ هـبَّ وقـد تـســـامى *** لـه فـي هـدأةِ الـلـيـلِ ابـتهـــالُ
رفـيـع الـقـدرِ لـم يـلحقــهُ عـارٌ *** وامَّــا تُـدمِ رفـعـتَــه النِّصـــالُ
وتـلـك مـلامحُ الإنســـانِ فينـــا *** لـه فـي كـلِّ مـكــرمةٍ, وصـــالُ
رعاها اللـــهُ أُمَّــةَ خيــرِ ديــنٍ, *** لـهـــا بـمحاسنِ التقوى وِصـــالُ
فـهـل فـي هجمــةِ التَّغريبِ وجــهٌ *** لــه إن جـدَّتِ الــبـلـوى نِـزالُ
تـهـافـتَ مـن بـنـي قـومـي أُناسٌ *** عـلـى زيـفِ الحـداثـةِ حيثُ مـالـوا
ولا يـروي الظِّمــاءَ ســـرابُ دربٍ, *** مـسـالـكُـه اقـتـنـاصٌ و انـتـحالُ
تـثـنِّـيـهـم: عـبـوسٌ و اعـتـكارٌ *** ولـم يُـنـشَـــأ لـخســـتهم دلالُ
وقـد زرعـوا حـقـولَـهُـمُ بشـــؤمٍ, *** فـأقـعـدهـم، وأيـبســـها النَّـكالُ
ولا يـزكـو بـأرضِ الـخـيرِ شـــرُّ *** وكـيـفَ و ثـوبُــه الأحوى وبالُ
ولـيـس لـشـوكِ بِـدعـتِـهم ثمــارٌ *** وهـل لـلـمـفـلـسـبن جنىً و مالُ
ألا يـا أيـهـا الـنَّـاسُ الـحيـــارى *** حـذاري أن تُـغـالـوا أو تُـنـالـوا
فـلا تـرمـوا بـأُمـتِكـــم هوانًــا *** ولا يـركـب عـقـولَـكُـمُ الخِتـــالُ
ولا تـسـتـأنـسـوا بـالـزٌّورِ يـلوي *** حـقـيـقـةَ رُشـــدِكم غيًّـــا جِدالُ
وصـونـوا بـالـعـقـيدةِ ما حباكـــم *** بــه الـرحـمـنُ يـدركـكـم نَـوالُ
ومَـن أشـــقـى بـدنيا الناسِ ممَّــن *** لـه عـن خـيـرِ بارئـــه انفصالُ؟!
*** *** ***
ألا يــا أُمَّــتـي جــاءت جـمـوعٌ *** مـن الأعــدا بـأيـديـهم صِقـــالُ
تـصـبٌّ عـلـيـك مـن نارِ الرزايــا *** ومـن عـلـلٍ,، ولـيـس لها عقـــالُ
أَأَبــكـي! أم أُجـالـدُ! أم أُحـابـي *** ! فـهـمِّـي لـيـس تـحـمـلُـه الجبالُ
يـصـفِّـدُ هـمَّـتـي طـغـيـانُ بغيٍ, *** ويـثـنـي وثـبـتي الظٌّلمُ العُضـــالُ
ويـسـقـي مـهـجـتـي الظمأى مرارٌ *** ويــنـأى عـن أصـابـعـيَ الـزلالُ
وأخـشـى لـسـتُ أدري مَن سأخشى *** وأكـتـمُ...والـسـرائـرُ قـد تُـذالُ!
أيـخـشـى الـبـغـيَ مَـن مولاهُ ربُّ *** قـديـرٌ قطعُ رحمتِـــه محـــالُ
وإنــي مـسـلـمٌ والـحـربُ ثـارت *** عـلـى الإســـلامِ واحـتدمَ النِّزالُ
ألــم تُــدرك وأنــتَ تـرى أذاهـم *** عـلـيـنـا والـعـدا صـالـوا و جالوا
وأنَّ الـنَّــاسَ قـد جـمـعـوا عـلينا *** ولـم يـوهـن فـضـاضـتَـهـم كلالُ
بــأسـلـحـةٍ, ثـقـالٍ, أو خِـفــافٍ, *** مــدمِّـرةٍ, ولـلـدمِ قـد أســــالـوا
يـمـيـنُـهُـمُ تُـهـدِّمُ مـا بـنـيـنـا *** وتـحرقُ حقلَنـــا الغالي الشِّــــمالُ
شـراسـةُ حـقـدِهـم أنـيـابُ وحـشً *** لـعـضَّـتِهـــا من المكرِ انســـلالُ
مـؤامـرةٌ عـلـى الإســـلامِ حـيكت *** يـنـفـذُها القِصـــارُ أو الطِّـوالُ
وكــلٌّ حــديــثِـهـم زورٌ و زيـفٌ *** وبـسـمـتُـهـم ـ إذِ اصـفرَّت ـ وبالُ
فـمـا لـك لاتـرى فـيـهـم ذئـابا *** مـخـالـبُـهـا وقـد غاصت نِبـــالُ
فـكـم خـفـروا، ولـيـس لـهم عهودٌ *** وكـم قـالـوا ولـم يـصـدق مـقالُ
فــلــيــس لــردِّهـم إلا جـنـودٌ *** عـلـى اسـمِ اللهٍ, إن صـالـوا و جـالوا
يـعـيـدون الـكـرامـةَ حـيـثُ كانت *** ويُـصـلَـحُ لـلـضعافِ الصِّيدِ حالُ
وغـيـرُ ضـحـى الـجهادِ ضياعُ وقتٍ, *** مــضـى بـدرٌ بـه وأتـى هـلالُ
و وعــدُ اللهِ آتٍ, فـي صـبـاحٍ, *** لـه نُـدعَـى إذا اصـطـخـبَ الـنِّزالُ
و وعـدُ نـبـيِّـنـا حـــقُّ و صـدقٌ *** لـه فـي سـيـرِ مـوكـبـنـا امـتثالُ
لــقـد دارَ الـزمـانُ فـلا تـنـامـوا *** وقـد حـمـي الـوطـيـسُ فـلا تُبالوا
ومــا هــي غـيـرُ أيـامٍ, و يـأتـي *** جـوابٌ بـعـد أن طـالَ الـسٌّـــؤالُ