كن مسلما

2.1k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

غـنّـت لنا وُرقُ الحجازِ و صبحُ مكّة قد صفا

و نـسـيـمُ هـديِ الله فـي جـنباتها قد هفهفا

و خـواطـرُ العشّاقِ تسعى بين مروةَ و الصّفا

و الـبـدرُ لاح فحين أبصرَ نورَ طلعته اختفى

لا تـسـألوا ماذا جرى؟ جاء النبيّ المصطفى

* * *

فـكـأنـمـا الأمـواهُ في لجّاتها رقراقُ عسجد

و كـأنـما الأوراقُ في أغصانها فيضٌ زبرجد

حـيـن الـهـواتـفُ ردّدت قـد جـاء أحمد

قـرّي بـهـذا الضيفِ عيناً و انعمي يا أمَّ معبد

لـلـكـون ما يرجوهُ من نعمى و نحن لنا محمّد

* * *

هـذي خـيولُ الصبحِ قادمةٌ كأنّ الصّبحَ طارق

و مـحـمـدٌ يـجري هواهُ على سلاليمِ الزّنابق

و فـصـولُ عشّاقٍ, على دُهمٍ, من التّقوى سوابق

حـرمٌ شـريـعـتُـنا و حبٌّ محمدٍ, فيه سرادقُ

مـن لـم يـخـالـط حبٌّ طه قلبَهُ و الله فاسق

* * *

هـذي خـواتـيمُ الشّذا ترتاحُ في بُسطِ الحقول

و قـوافـلُ الأزهارِ تستفتي النّدى ماذا تقول ؟

قـال الـنـدى و لـه من المولى إشاراتُ قَبول

قـولـي سـلامٌ مـن سـلامٍ, إنّـه طه الرّسول

مَـن كـان أسـوتُـه النبيَّ محمداً فله الوصول

* * *

يـا سـائـلاً عـنّـا تـعـالَ إليّ أنبئكَ الخبَر

إن أقـفـرت أرضُ القلوب فنحن حبّاتُ المطر

أو أظـلـمت سُبلُ الحياةِ فنحنُ في الدّنيا القمر

مـنّـا أبـو بـكـرٍ, و صاحبُه أبو حفصٍ, عمر

و إذا أرادَ اللهُ نـحـن قـضـاءُ ربّـي و القدر

* * *

تـبّـت يـدا من لم يكن منّا و تبّ و ألفُ تبّ

لا مـالُـه يـغـنيهِ عن هديِ الإله و لا الذّهب

كـن مـسـلـماً و كفاك عند الله هذا من نسب

و اطـلب رضا مولاكَ مجتهداً و أجمِل بالطّلب

إن لـم تـكـن عمراً فلا تكُ في الحياةِ أبا لهب

* * *

يـا سـائـلاً عـنّـي تـعالَ إليّ أنبئكَ الخبر

نـبـأُ الـغـرامِ أنـا و لي في كلّ قلبٍ, مستقرّ

بغدادُ عاصمتي و أرض الشامِ حاضرتي و مِصر

فـي قـلـبـيَ القرآنُ محمولٌ و في كفّي حجَر

و أرتّـلُ الآياتِ فالصّحراءُ أغصانٌ يدلّيها الثّمر

* * *

أنـا حـبّـةُ الله الـتـي تعطي ملايينَ السّنابل

إن شئتَ سل عنّي تجبكَ سنابكُ الخيلِ الأصائل

زيـتـونُـنا يبقى و غرقدُهم و ما زرعوهُ زائل

لـن تـهزمُ النّيرانُ إيمانَ القلوبِ و لا السّلاسل

فـهـنـاكَ جـنـدُ الله في الفلّوجةِ الفيحا تقاتل

* * *

لا تـبتئس يا خالداً...في أرض غزّةَ ألفُ خالد

لـن يـهدمَ الباغونَ ما تبني و ما بنتِ المساجد

و الله لـن يـصـلـوا و فـينا قانتٌ لله ساجد

فـي كـلّ شبرٍ, من ثرانا الحرِّ ينبضُ قلبُ عابد

إن يـقـضِ مـنّا واحدٌ... يتبعهُ منّا ألفُ واحد

* * *

مـن لـم يـكن منّا فليسَ لـه من الرحمن واق

نـحنُ العراقُ فلا تسل يا صاحبي أين العراق ؟

بـغـدادُ ما زالت تجوبُ بأرضها الخيلُ العتاق

خَـطـوُ الـمثنّى فوقَ حبّاتِ التّرابِ الحرّ باق

و نـعـانقُ الموتَ الكريمَ و طابَ في الله العناق

* * *

كـن مـسـلـماً تدرك بعونِ الله غاياتِ الكمال

كـن فـي ضمير الكونِ قرآناً و صوتاً من بلال

أوصـل حـبـالَـكَ بـالإله تعزّ هاتيكَ الحبال

لا تـنـسفُ الرّيحُ الجبالَ فكن بعزمكَ كالجبال

و اكـتـب بحبرِ الحبّ و الإيمانِ ديوانَ الرّجال

* * *

و الله مـا الـمـالُ الذي يعلو بصاحبِه و يرفع

الـعـمـرُ لـيسّ دراهماً معدودةً تُجبى و تُدفع

الـعـمـرُ أن تهبَ الإله الرّوحَ خالصةً و تقنع

و إذا الذّنوبُ تكاثرت فالجأ إلى الرحمن و افزع

لا تـيـأسـنّ مـن الـكريمِ فإنّ عفوَ اللهِ أوسع


أضف تعليق