محاولة لرسم سمات ومعالم ثقافة الإمام الداعية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

({يَا أَيٌّهَا النَّبِيٌّ إِنَّا أَرسَلنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذنِهِ وَسِرَاجاً مٌّنِيراً } (الأحزاب: 45 ـ 46)

 

مقدمة

تسعى هذه الدراسة المتواضعة إلى محاولة رسم سمات ومعالم ثقافة الإمام الداعية، وذلك من خلال اسـتيعاب تراكمات التراث الإسلامي في هذا الموضوع الحساس، انطلاقا من القرآن الكريم وسيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وصولا إلى مؤلفات الأئمة الأعلام في هذا المجال·

منطلقة من محاولة بلورة وضبط مفاهيم الدعوة والداعية وعملية الاتصال الدعوي، والصعوبات والعراقيل التي تعترض الدعاة في هذا المجال التوصيلي الحساس·

مركزة ـ في الوقت نفسه ـ على ركن الإمـام الداعية، لأهميته الجذبية والإغرائية في عملية التواصل الدعوية بجمهور المدعوين·

متداركة بأسلوب اختزالي ثَــــريٍّ, مفاهيم ومصطلحات شـتى، عن الدعوة والداعية وعن الإمام الداعية، وعن أطرهم المرجعية وأهدافهم ووسائلهم وأنواعهم وأدواتهم· بغية تبصير الأئمة الدعاة بمناطات ومتعلقات وواجبات ومسؤوليات وظيفتهم الدعويــة التغييرية الخطيرة·

 

خصائص ومميزات الإمام الداعية

إن المتمعن في هذا التعريف يتبين من خلاله مواصفات الداعية المسـلم، وهي:

1 ـ بلوغ درجات الكمال الروحي والوجداني من تقوى وإخلاص وإيمان··

2 ـ بلوغ درجة الضبط والكمال العقلي والتصوري فهما وتدبـرا ووعيا وإحاطة·· بالكليات والفرعيات الأطر المرجعية المقدسة، ومن عطاءات الفكر الإنساني في مختلف نواحي العلم الديني والدنيوي·

3 ـ بلوغ درجة القدوة السـلوكية والأخلاقية العملية·

4 ـ القدرة والاسـتطاعة الجسـدية·

5 ـ السـيطرة على وسـائل الاتصال والإعلام القديمة والحديثة، التي تمكِّنه من الاتصال بالمدعويين·

وهكذا فإن الدعوة إلى الله وإلى دينه الإسـلام عمل عظيم، لا يمكن أن يضطلع به كل من هـب ودب من عموم المسـلمين على الرغم من كون كل مسـلم داعية للإسـلام بما عنده من علم وفقـه بـه ـ لأنه من وظائف ومهام أنبياء الله وخلفائهم من العلماء الوارثين لميراث النبوة·

وبناء عليه، فإن مدلول مصطلح الداعية في الإسـلام يبــوئ القائم به المستوى العلمي والمعرفي والوجداني والإيماني والأخلاقي والتربوي·· القيادي في المنظومة التشـريعية الإسـلامية·

 

أنواع الأئمة الدعاة

الدعاة إلى الله في المنظومة التشريعية الدعوية الإســلامية أنواع وهذا التنوع عائد لكون الدعوة إلى الله تكليف إلهي على عباده المسلمين، بحيث يتنوع الحكم عليهم بتوافر شروط وظروف وملابسات التكليف، فقد يكون فرض عين ليصبح فرض كفاية أو مندوبا أو نافلة أو··· وهذا الثراء الحكمي المتغير هو الذي ينيط الدور الأسـاس في عملية تنوع أصناف الدعـاة، فقد يتصف الداعية بصفة أو حالة واحدة منها فقط، وقد يكتسـب الداعية أكثر من حال دعوية، وذلك بحسب نشاطه الدعوي، وقد يشكل من خلال نشاطه الدعوي المكثف الأنواع كلها أو بعضها أو أغلبها، فتجدها مختزلة في نشـاطاته الدعوية، فيكون داعية محليا وجهويا ووطنيا وإقليميا وعربيا وإفريقيا وإسـلاميا··

والحقيقة أن تصنيف أنواع الدعاة يخضع ـ أساسا ـ إلى أطر منهجية وتنظيمية فقط، فثمة دعاة يصنفون بحسب التوزيع الجغرافي، وآخرين بحسب التقسيم الديمغرافي، وفئة ثالثة بحسب نوع النشاط والممارسة، وفئة رابعة بحسب التأثير والفاعلية، والأمر هكذا، إلى أن يصبحوا أنواعا عديدة· وعليه فإن أهـم أنواع الدعاة الأصناف التالية:

1 ـ الداعية المحلي، وهـو الداعيــة الذي لا تتعــدى تأثيراته الدعوية حـدود دائرته الجغرافية المحلية، فيمس بدعوته بلدته وأهلها، وما جاورها من الأحواز وأهلها·

2 ـ الداعية الوطني، وهو الداعية الذي تصل تأثيراته الدعوية إلى حدود قطره ووطنه فقط·

3 ـ الداعية الإقليمي، وهـو الداعيـة الذي تصل تأثيراته إلى نطـاق منطقته الإقليمية، فتشمل بالإضافة إلى قطره الأقطار المجاورة·

4 ـ الداعية العالمي، وهو الداعية الذي يخترق بنشاطاته الدعوية، وبتأثيره الديني حدود قطره والأقطار المجاورة ليُعرف في نطاق العالم، وقد كثر هذا الصنف العالمي بسـبب الفورة الإعلامية والاتصالية في العالم المعاصر·

5 ـ الداعية العام، وهو الداعية الذي يتوجه إلى جميع شـرائح، وفئات، وفصائل المجتمع على اختلاف أعمارهم ومكانتهم ووظائفهم ومسـتوياتهم وأجناسـهم ولغاتهم··

6 ـ الداعية الخاص، وهو الداعية المتخصص بفئــة معينة من الناس، كالدعاة المتخصصين في مجال الدعوة للأطفال، أو للنسـاء، أو للجنود، أو للمنحرفين أو للمجرمين في السـجون··

7 ـ الداعية الباحث المؤلف، وهو الداعية الذي يتخذ من البحث العلمي والمعرفي والثقافي والأدبي، ومن التأليف فيه منهجا وطريقا في الدعوة إلى الله، كالدارسـين والباحثين الجامعيين···

8 ـ الداعية الإعلامي، وهــو الداعية الذي يتخـذ من وسـائل الإعلام المختلفة منبـرا، ووسـيلة لتوجيه رسـائله الدعوية·

9 ـ الداعية الفقيه، و هو الداعية الذي يتخذ من الفقه والفتوى ومنح الرخص الفقهية مجالا خاصا لدعوته·

10ـ الداعية الخطيب المدرِّس، وهو الداعية الذي يتخذ من إمامته وتدريسه وخطابه المسجدي والمنبري منهجا وطريقا دعويا يدعو من خلاله المدعوين المسـجديين وكذلك عموم الناس·

11ـ الداعية المتفرغ، وهو الداعية المتفرغ للعمل الدعوي فقط، بحيث تقصر كل نشاطاته وممارسـاته الحياتية على العمل الدعوي·

12ـ الداعية المشارك، وهو الداعية الذي يمارس الدعوة من خلال سـائر نشـاطاته التربوية أو التعليمية أو الأدبية أو الفنية أو التمثيلية أو التجارية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو السـياسـية··(1)

ويمكن للداعية أن يمارس نشـاطه الدعوي في هـذه المسـتويات والأنـواع الدعـوية كلها، فيكون داعية شـموليا، ويمكن أن يقتصر نشاطه على نوع أو نوعين من هذه الأقسام، وذلك تبعا لمدى قدراته وإمكاناته ومواهبه·

 

أدوات الإمام الداعية

لا يمكن للداعيـة أن يحقـق ما يصبـــو إليه في دعوتــه، إلا إذا توافـرت فيه جملة من المقومات والصفات الفطرية والمكتسبة، وامتلك زمـام السيطرة على أطره المرجعية المقدسة، وفقـه كل معطيات عصره جملة وتفصيلا، وتحلى بأخلاق الإسلام خلال ممارساته الدعـوية والحياتية كلها، وبذلك يضمن النجـاح لدعوته، وهاته الأدوات الرئيسـة هي: (2)

1 ـ فقه الأطر المرجعية بجميع بواباتها ومداخلها المنهجية، وهي:

1 ـ القرآن الكريم، عبر تفاسيره: (المأثـور، المعقول، الفقهي، الحركي، العلمي)وعلومه وأحكامه كبوابات لعبور مغاليق النص الكريم المقدس واسـتسـبار أحكامه المقدَّسـة·

2 ـ السنَّة النبوية المطهرة: القولية والعملية والتقريرية، عبر صحاحها وسننها ومسانيدها وشروحها··

كمفاتيح تدبٌّر وفهم صحيح لممارسـات رسـول الله - صلى الله عليه وسلم - الدعوية·

3 ـ فهم وعمل الصحابة رضوان الله - تعالى -عليهم، وعلى رأسـهم الخلفاء الراشدون رضوان الله - تعالى -عليهم·

4 ـ فهومات واجتهادات التابعين وتابعيهم من أعلام المسـلمين إلى الذين يلونهم، الأمثل فالأمثل·

5 ـ حركية التاريخ الإسـلامي وتعاقباته السـننية·

6 ـ التراكمات المعرفية والعلمية والخبراتية المادية والمعنوية الأفقية والعمودية التي توصل إليها العالم، عملا بالمبدأ القرآني (أولئك يدعـون إلى النــار والله يدعــو إلى الجنـة والمغفــرة بإذنه ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون) (البقرة: 122).(3)·

2 ـ فقه الواقع

ونعني بفقه الواقع، محصلة الرؤية الشمولية الواعية والحقيقية لكل المعطيات الواقعية الجغرافية والديمغرافيـة الرقميــة والرمزيـة والفكريـة والفلسـفية والتـاريخية والسـياسـية والاجتماعيـة والاقتصاديـة والتربوية والاتصالية والإعلامية··· التي تشكل علاقات المجتمع البشري المحلي والإقليمي والعالمي، ويدخل في فقه الواقع علم فقـه المواقع لجميع مراكز الاسـتقطاب والتأثير، ومختلف قوى المجتمع الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية··

وهذا العلـم الواقعي يفرض على الداعيـة أن يحسـن التعامل مع فقـه التموقع الدقيق، بحيث يتقن فن التموقع، وتوجيه الخطاب المناسـب من الزاوية المناسبة وبالمنهجية المؤثرة تجاه فئة من المدعويين دون سواهم، عملا بالمبدأ القرآني: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الـله على بصيرة أنــا ومن اتبعني وسبحان الـله وما أنا من المشركين) (يوسف: 108)، وفي الزمن المناسـب· (4)

3 ـ الحـس الحضاري العالي المستوى

ونعني بالحس الحضاري العالي المستوى لدى الداعية الإسـلامي، امتلاكه قدرات السـيطرة والتحكم في أهم الوسائل والتقنيات والمناهج والأساليب المتطورة عملا بالمبدأ القرآني (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) (الذاريات: 56)·(5)

4 ـ الصفات الفطرية والمكتسبة من مواهب وقدرات عقلية وجسدية ووجدانية متميزة، عملا بالمبدأ القرآني (قل إن صلاتي ونسكي ومحيـاي ومماتي لله رب العالمـين· لا شريك له وبذلك أمرت وأنـا أول المسلمين) (الأنعام: 162 ـ 163)·(6)

5 ـ الثقافة الشمولية الواسعة عملا بالمبدأ القرآني (كتــاب أنزلنــاه إليك مبــارك ليدَّبَّــروا آيــــاته وليتذكــر أولـوا الألبـاب) (ص: 29)، والعلم الغزير عملا بالمبدأ القرآني (أفـلا يتدبــرون القــــرآن أم علـى قلـوب أقفالهـا) (محمد: 24)، والتجربة الثريـــة عملا بالمبدأ القرآني (ولقد كتبنا في الـزبــور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) (الأنبياء: 105)·(7)

6 ـ الأخلاق الإسلامية العملية، عملا بمبدأ (كــان خلقه القـــرآن)، وعلى رأسـها خلق الصبر والعزيمة عملا بالمبدأ القرآني (فاصبر كما صبر أولــوا العـزم من الرسل ولا تستعجل لهم) (الأحقاف: 35)، وروح التفاؤل والأمل عملا بالمبدأ القرآني (إنـه لا ييـأس من روح الـله إلا القـوم الكـافــرون) (يوسـف: 87)، والأمانـــة عملا بالمبدأ القرآني (إن خير من اســتأجرت القوي الأمين) (القصص: 26)، والتقوى والإخلاص عملا بالمبدأ القرآني (ومـا أمروا إلا ليعبدو الـله مخلصين لـه الـديـن) (البينـة: 5)، ومخالطة الناس والصبر على أذاهم عملا بالمبدإ القرآني (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سـلاما) (الفرقان: 63)، والتواضع لهم عملا بالمبدأ القرآني العظيم (تلك الدار نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين) (القصص: 83)، والرفـق والرحمة بهم، عملا بالمبدأ القرآني العظيم (فبما رحمـة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) (آل عمران: 159)، والحلم والأناة معهم عملا بالمبدأ القرآني العظيم (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) النحل: 128)·(8)

7 ـ إدراكه الشامل لحجم التحديات الإعلامية والثقافية والحضارية التي تواجه الوجود الإسلامي وعلى رأس هذه التحديات حجم سيولات التدفق الإعلامي الغربي المعادي الموجه لأمتنا العربية والإسلامية، والمتمثلة في الكم الهائل من الحصص والبرامج والخطط والمضامين والرسائل الإعلامية، التي تهاجم بقوة الفرد المسلم عبر ترسانة هائلة من الأجهزة والهيئات والمنظمات، والوسائل المسموعة والمكتوبة والمرئية، فحجم الإعلام الغربي الذي يغطي الساحة الإعلامية العالمية وعلى وجه الخصوص الإسلامية والعربية يقدر بـ(ثلاثة عشر ألف وستمائة ساعة) بث أسبوعي العام 1989م·(9)

بالإضافة إلى ما يصدر في الولايـات المتحدة الأميركيـة من صحـف تقـدر بنحو (ألف وسبعمائة وواحد وسـتين) صحيفة يومية، و(وعشـرة آلاف ومائة) صحيفة غير يومية·(10)

وجملة توزيع الصحف اليومية بلغ (خمس وستين مليونا وخمسمائة وعشرة آلاف) نسخة يومية، و(تسعة وســبعين مليونا وثمانمائة وأربع وثلاثين ألف) نسخة للصحف غير اليومية التي تصدر في الولايات المتحدة الأميركية وحدها·(11)

ولو نظرنا إلى عدد قراء الصحف في فرنسـا فإنه يقـدر بـ(اثنين وعشرين مليونا وأربعمائة وسـبعة وأربعين ألفا) من القراء الدائمين للصحف·(12)

ومبلغ ما صرفه العالم الغربي على عالم الإعلانات قُدر بـ(مائتين وخمسة وثلاثين مليارا من الدولارات) العام 1990م، ومبلغ إنفاق الإعلانات الإشهارية على التبغ في بريطانيا وحدها قـدر بـ(خمسين مليونا من الجنيهات) (13)، هذا إذا اسـتثنينا كندا واليابان وسـائر دول العالم الغربي الأخرى·

ثم إن قضية التدفق الإعلامي الغربي الكثيف والسريع والمركز والقوي هي أخطـر تحـد يواجهه الدعوة الإسلامية بمفردها على السـاحتين الإعلاميتين العربية والإسلامية، ولا يمكنها هذا السـيل القوي والجارف من ساعات البث الإذاعي والتلفازي الفضائي والالكتروني أن تحقق أهدافها وغاياتها إلاّ بتحد دعوي وإعلامي إيجابي يرتقي إلى مضاهاة مضامين البث الإعلامي الغربي المعادي·

والحقيقة أن الدعوة الإسـلامية ومعها الإعلام الإســلامي يحاولان البروز على السـاحة الإعلامية محليا ووطنيا وإقليميا وعالميا من حيز المشروع النظري إلى الممارسة العملية الفاعلة لا يواجه التحديات الخارجية فقط، بـل ثمة تحديات داخلية يواجهها أهمها:

1 ـ عوامل التضييق والمصادرة والتآمر الداخلي السـياسـي وغيره·

2 ـ قلة الدعاة ورجال الإعلام الإسـلاميين المتمكنين في المجالين الشـرعي والإعلامي معا·

3 ـ ضعف البرامج والمناهج العلمية الدعوية والإعلامية والاتصالية في العالمين العربي والإسـلامي·

4 ـ ضعف التمويل لإنشاء معاهد جامعية وهيئات ومؤسسات وقنوات إعلامية إسلامية تسعى لمضاهـاة سيل التدفق التبشيري والإعلامي الغربي المعادي، لتبث من خلالها رسـائلها ومضامينها الدعوية·

5 ـ حال التمزق التي عليها العالم العربي والإسلامي، وانصراف الأجهزة الإعلامية فيها عن الاهتمام بواقع الجماهير المسـلمة، والانشـغال بقضايا هامشـية لا تعود على الأمة المسـلمة بالنفع·

6 ـ اسـتبعاد العناصر المخلصة والكفوءة عن مواقع التأثير في الأجهزة والمؤسـسـات الإعلامية·(14)

ومنبع هذه التحديات الداخلية والخارجية المصادر الإعلامية ما يلي:

1 ـ الإعلام الغربي بكل أجهزته ومؤسـسـاته وهيئاته ومنظماته الأوروأميركية والصهيونية·(15)

2 ـ إعلام حركات التحريف والتزييف الهدامة كالماســونية والقاديانية والبابية والبهائية، وغيرها··

وأمام هذه التحديات الجسام الداخلية والخارجية كـ: الفاكس· تدفق المعلوماتية· شبكات الأنترنيت· البريد الالكتروني· النشر الالكتروني· توفر الوسائل المادية والأدبية التي تحاول أن تقوض دعائم الأمة الإسلامية والعربية ومعها الإسلام يتوجب على الإعلام الإسلامي وأجهزته ومنظماته والقائمين عليه في العالم العربي والإسلامي في فترة التغيير ـ على الأقـل ـ أن يضطلعوا بدورهم الفاعل لدرء هذه التحديات من جهة، ومحاولة النهوض الثقافـي والفكري والاجتماعي والاقتصادي والسياسـي والحضاري من جهة أخرى، وذلك عبر مختلف وسـائل الإعلام والاتصال الحديثة والمتطورة، التي سـتمكنه من تأدية دوره الحضاري المنوط به لخدمة الدين الإسـلامي والدعوة الإسـلامية·

ومن خلال هذه المقومات الأسـاسـية ـ التي عرضناهـا آنفـا ـ يمكن للداعيـة الإسـلامي أن يكون ـ بحــق ـ مكافحا ومنافحا ومدافعا حقيقيـا عن الإسـلام، وعن الوجود الإسـلامي، وعن الدعوة الإسـلامية، وعن الحضارة الإسـلامية ولغتها العربية محليا ووطنيا وإقليميا وعالميا·

 

---------------------------------------------------------------

الهوامش

(1) توصلنا إليها أيضا من خلال استعراضنا لمهام ووظائف الدعاة المتنوعة·

(2) انظر: يوسف القرضاوي، ثقافة الداعية· وسميح عاطف الزين، صفات الداعيـــة، ص 167·. 197· وجمعة أمين، الدعوة قواعد وأصول، ص 71·. 75· وفتحي يكــن، مشكلات الدعوة والداعية، دار الشهاب، باتنة، الجزائر، دون طبعة وتاريخ، ص 105 ـ 421·

(3) محمد الغزالي، الدعوة الإسلامية تستقبل قرنها الخامس عشر، ص 55 ـ 81·

(4) محمد الغزالي، الدعوة الإسلامية تستقبل قرنها الخامس عشر، ص 142·

(5) جمعة أمين، الدعوة قواعد وأصول، ص 88 ـ 09·

(6) عبد الكريم زيدان، أصول الدعـــــوة، دار قصر الكتاب، البليدة، الجزائر، الطبعة الأولى، 1408هـ 1989م، ص 333·. 369·

(7) جمعة أمين، الدعوة قواعد وأصول، ص 44·. 75·

(8) محمد الغزالي، خلق المسلم، دار الشهاب، باتنة، الجزائر، الطبعة الثانية، 1406هـ 1986م· وعبد الكريم زيدان، أصول الدعـوة،

دار قصر الكتاب، البليدة، الجزائر، الطبعة الأولى، 1408هـ 1989م، ص 325·. 369·

(9) انظر على سبيل المثال: >هانس بيتر مارتين وهارالد شومان<، فــــخ العـولمــة، ترجمة الدكتور >عدنان عباس علي<، مراجعة: الدكتور >رمزي زكي<، سلسلة عالم المعرفة، الكويت، رقم 238، جمادى الآخرة 1419 هـ اكتوبر 1998م· والمفكر الحر >روجيه غارودي<، حفارو القبور المدنية التي تحفر للإنسانية قبرها، ترجمة >هاشم صالح<، دار الكتاب اللبناني، بيروت، الطبعة الثانية 1999م·

(10) محمد علي العويني (دكتور)، الإعلام الدولي بين النظرية والتطبيق، مكتبة الأنجلو مصرية، القاهرة، ط 1، 1987م، ص 240·

(11) المرجع نفسه، ص 240·

(12) انظر كتاب فــخ العولمة· لأن إحصاءات الألفية الثالثة أدهى وأمر·

(13) انظر كتاب فــخ العولمة· لأن إحصاءات الألفية الثالثة أدهى وأمر·

(14) لمزيد من التوسع في قضايا الإعلام الإسلامي وتحدياته انظر مثلا: عبدالقادر طاش (دكتور)، الإعــلام الإسلامي وفلسفته المميزة، مجلة المجتمع الكويتية، عدد 800، السنة 17، شهر جمادى الأولى 1407هـ، ص 37 و38·

ـ إجلال خليفة (دكتورة)، التحديــــــات الأسـاسـية التي تواجه الإعــلام الإسـلامي، مجلة منـار الإسلام الإماراتية، عدد 5، السنة 8، 1403هـ 1983م، ج 2، ص 110 و111 و112·

(15) وعلى الداعية المسلم الإلمام بحجم خصمه الإعلامي والثقافي، ومنها هذه المعطيات الإعلامية المذهلة في الولايات المتحدة الأميركية:

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply