بسم الله الرحمن الرحيم
لعلماء هذه البلاد قدم صدق وجهاد معلوم في الدعوة إلى الله، فقد بذلوا أوقاتهم وأموالهم وأنفسهم في سبيل الدعوة إلى الله ونصح الأمة.
ومن استقرأ سير العلماء عرف ذلك، ومن ألقى نظرة على علمائنا المعاصرين وجد لهم قصب السبق والقدح المعلى.
فجزاهم الله خيراً على ما بذلوا وجعل ذلك في موازين أعمالهم. والسؤال يُلقي بنفسه حسرة بين السطور:
هل يتوقف نشر العلم الشرعي والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على أفراد قلائل من الأمة؟!
شباب أهل البدع وكهولهم بل ونساؤهم، يجولون الآفاق ويقطعون الفيافي والقفار ويصبرون على الحر والقر في سبيل نشر ضلالهم.
أما أهل الكفر من اليهود والنصارى وغيرهم فقد بلغ السيل الزبى واستفاضت الأخبار عن جهدهم وبلائهم في نشر الكفر والمذاهب المنحرفة بين المسلمين. ولقد حدثني أحد الأخوة ممن ذهبوا إلى أفريقيا للدعوة إلى الله بأنهم سمعوا أثناء سيرهم في طريق بري موحش أن على بعد أميال يقبع منصر في هذه الأرض منذ أربعين سنة، يسكن في أرض قاحلة خالية من وسائل الحياة المعروفة.
قال محدثي: فكان أن مررنا بمكانه فإذا بمبنى ضخم على شكل كوخ كبير جعله مكاناً لنشر دعوته، وبجواره منزل صغير هو سكنه الدائم طوال تلك المدة.
والقينا نظرات متتالية فإذا بالمكان يخلو من مقومات الحياة فلا ماء ولا كهرباء ولا هاتف..ولا خدمات..فتعجبنا من صبره.
وعلمنا أن وسيلة اتصاله بالعالم الخارجي هي طائرة مروحية صغيرة تابعة لإحدى الجهات التنصيرية تأتي إليه بين حين وآخر محملة بالأغذية والكتب والهدايا والأدوية.
وأكمل المتحدث.. عندما رأينا حاله وسمعنا عن تلك الإقامة الطويلة هانت نفوسنا وقد كان بعضنا يتأوه من تأرجح السيارة والآخر يتذمر من سقوط قطرات جبينه لشدة الحر.. ولكن عندما رأينا وسمعنا أصابنا نوع من العتاب و اللوم على التقصير.
تساءلنا.. أين شباب الإسلام وحملة التوحيد؟!
كان سلفنا - رحمهم الله - يهبون كل أوقاتهم للدعوة وما فضل منها للدنيا.. أما اليوم.. فجل الوقت للدنيا.. وما فضل فليس للدعوة منه نصيب إلا من رحم ربك \"وقليل ما هم\".
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد