بسم الله الرحمن الرحيم
إن الدعوة إلى الله - تعالى - لا تحتاج إلى دورات تدريبية ولا إلى كليات أو جامعات تمنحك شهادة دعوية، كما أنها لا تضع لك شروطا تعجيزية من القدرة على الحفظ والإلمام، كما أنه ليس لها شكل محدد لا تتجازوه إلى غيره، مثل الخطاب الجماهيري أو اللقاءات العامة، إن الدعوة إلى الله هي تبليغ الخير للناس، ولن تعدم من الخير شيئا.
إنك تستطيع أن تكون داعية بالمراسلة، فالرسالة التي تكتبها لصديق أو أخ أو مسؤول أو غير مسلم تدعوه فيها إلى الخير هي من أعظم وسائل الدعوة إلى الله - تعالى -، لقد استخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - الرسالة وهي وسيلة غير مباشرة لإيصال الخير للناس فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى وهرقل والمقوقس والنجاشي، وهي في مجملها لا تتجاوز ثلاثة أسطر فيها فتح للقلب ودعوة للخير.
وأرسل الوليد بن الوليد إلى أخيه خالد بن الوليد يدعوه إلى الإسلام وأرسل بجير بن زهير بن أبي سلمى رسالة إلى أخيه كعب بن زهير يدعوه إلى الإسلام، وأرسل أنس بن مالك رسالة إلى عبد الملك بن مروان يناصحه فيها وينكر على الحجاج ظلمه.
وكتب الإمام حسن البنا يوم كان طالبا في الابتدائي إلى إمام المسجد رسالة ينكر عليه غلظته على تلاميذ القرآن يقول فيها:\"وأوحت إلى خواطر التلمذة أن اقتص منه ولا بد فكتبت إليه خطابا ليس فيه إلا هذه الآية ? ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين ? ولا شيء غير ذلك وغيرها كثير.
ولئن قلت إني غير قادر على كتابة رسالة فجرب إن فيك طاقة كامنة لابد من إخراجها أنت تحتاج في رسالتك إلى مقدمة وهي كالحليب للطفل والبنج للمريض حتى لا يتأذى من تخاطب تضمنها ثناء ومدحا للخصال الحسنة الحميدة التي تميز بها والمواقف الطيبة لأهله أو قبيلته أو بلده، ثم تدخل إلى لب الموضوع بعيدا عن الإستفزاز والإطالة والكلام الإنشائي، بل هو مدعم بالحقائق والأدلة ثم الخاتمة، وفيها دوافع هذه الرسالة وحبك لهم وشفقتك وحرصك عليهم لا بقصد الإستهزاء ولا التنقص.
وتستطيع أن تكون داعية من خلال المقال الصحفي في زاوية ثابتة أو من خلال الكتابة لكتاب التائبين أو في المساحات العامة، إنك من خلال المقال تستطيع أن تصل إلى كل بيت لتوصل رسالتك وهدفك وخاصة إذا وهبك الله قدرة للكتابة بالغات الأجنبية للكتابة والمشاركة في الصحافة غير العربية لدعوتهم إلى الإسلام.
وتستطيع أن تكون دعاية من خلال الشريط الصوتي إما بإعداد مادته أو بإخراجه أو بتوزيعه أو بنشره أو بالمساهمة في قيمته، بل تستطيع أن تكون داعية من خلال رسائل الهاتف القصيرة التي فيها دعوات إلى الخير من محاضرة أو تذكير بصلاة التروايح أو الزكاة أو تذكر الجوعى حين الإفطار أو غيرها.
إن أبواب الخير كثيرة لا تعدم من المساهمة في باب إن نقطة الانطلاق في الرغبة لديك في أن تكون داعية مؤثرا مقبولا عند الله - تعالى - فعليك بالبداية وعلى الله الهداية.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد