بسم الله الرحمن الرحيم
5/ جهله بنفسه فيتمادى به المرض وهو لا يشعر:
6/ الكدر في العبادة وعدم ذوق صفائها:
قال أحد السلف: «الهوى لا يترك العبودية تصفو، وما لم يشتغل السالك بأضعاف هذا العدو الذي بين جنبيه لا يصح له قدم، ولو أتى بأعمال تسد الخافقين، والرجل كل الرجل من داوى الأمراض من خارج، وشرع في قلع أصولها من الباطن، حتى يصفو وقته، ويطيب ذكره، ويدوم أنسه».
ولذلك كان السلف الصالح يجدون من لذة التعبد ما لا يكافؤه لذة الدنيا بأسرها، فهذا الربيع بن خثيم تحاوره والدته في التخفيف من التعبد والبكاء فيقول لها:
عن سفيان قال: «بلغنا عن أم الربيع بن خثيم كانت تنادي ابنها ربيع تقول: يا ربيع ألا تنام؟ فيقول: يا أمه من جن عليه الليل وهو يخاف السيئات حق له ألا ينام، قال: فلما بلغ ورأت ما يلقى من البكاء والسهر نادته فقالت: يا بني لعلك قتلت (1)قتيلاً؟ قال: نعم يا والدة قد قتلت قتيلاً، فقالت: ومن هذا القتيل يا بني حتى نتحمل إلى أهله فيغتفرك، والله لو يعلمون ما تلقى من السهر والبكاء بعد لقد رحموك؟ فقال: يا والدة هو نفسي».
صلاة الخشوع لا صلاة العادة:
عن الأعمش قال: «كان إبراهيم التيمي إذا سجد تجيء العصافير تنقر على ظهره كأنه جذم حائط».
الحرص على العمل الصالح:
عن أبي حيان عن أبيه قال: «أصاب الربيع الفالج فكان يحمل إلى الصلاة، فقيل له: إنه قد رخص لك قال: قد علمت، ولكني أسمع النداء بالفلاح»(2).
كان الربيع بعدما سقط شقه يهادى بين رجلين إلى مسجد قومه، وكان أصحاب عبد الله يقولون: يا أبا يزيد قد رُخص لك لو صليت في بيتك، فيقول: إنه كما تقولون، ولكني سمعته ينادي حي على الفلاح، فمن سمعه منكم ينادي حي على الفلاح فليجيبه ولو زحفاً ولو حبواً»(3).
عجبا أينام في السحر!!
أتى طاووس رجلاً في السحر فقالوا: هو نائم، فقال: ما كنت أرى أن أحداً ينام في
السحر(4).
ــــــــــــــــــ
(1) كتاب الزهد للإمام أحمد (ص473).
(2) كتاب الزهد للإمام أحمد (ص472).
(3) كتاب الزهد للإمام أحمد (ص472).
(4) كتاب الزهد للإمام أحمد (ص521).
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد