بسم الله الرحمن الرحيم
إني أدعو العاملين لإسلام في كلّ مكان إلى أن يتقدّموا الصفوف ويقودوا الشعوب المقهورة المظلومة إلى الحرّيّة والعدالة الاجتماعيّة والتّقدّم الحقّ.
يجب أن نربط ربطاً وثيقاً بين الإسلام وبين حاجات الشعوب الحقيقيّة وآمالها المشروعة في الحاضر والمستقبل.
إنّنا بهذا الربط الواقعيّ الحيّ نجعل الشعوب الإسلاميّة تعي وتشعر أعمق الوعي والشعور بأنّ نضالها من أجل الإسلام هو في نفس الوقت مضالٌ من أجل حياتِها وحاجاتِها وآمالِها في حاضٍ,ها ومستقبلها ودنياها وآخرتها، وأنّ نضالها من أجل حياتِها وحاجاتها وآمالها – حسب تعاليم الإسلام – إنّما هو نضالٌ من أجل الإسلام.
إنّ فهمَ هذه الحقيقة وتعميقَها في الفكر والشّعور من خلال المواقف الحيّة والممارسات العمليّة يربط هذه الشعوب ربطاً عضويّاً مصيريّاً بالإسلام في سائر الشؤون والمجالات، ويجعله ويجعل الجهاد به ومن أجله هو حياتَها كلَّها في كلّ وقت.
أمّا إذا فصلنا الإسلام عن حياة الشعوب وآلام الشعوب وآمال الشعوب المادّيّة والمعنويّة المشروعة، وأبقيناه مجرّد معرفة نظريّة أو ذكريات تاريخيّة لا ترتبط بزماننا وكأننا وظروفنا، ولا تتّصل بحاجاتنا وآلامنا وآمالنا.. فإنّنا نكون قد خُنّــا الإسلام وعزلناه عن الحياة، وخنّا الشعوب التي لا خلاص لها إلا بالإسلام، ونكون نحن المسؤولين عن ضياع شعوبنا وانقيادها لغير الإسلام من المذاهب المختلفة، ولغير حركاتنا ورجالنا من الانتهازيّين والمنحرفين والعملاء المستخدَمين من الشرق أو الغرب.. وهذا ما لا يقبله مؤمنٌ صادق الإيمان يستشعر مسؤوليّته الكبيرة أمام الله ثمّ أمام التاريخ.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد