بسم الله الرحمن الرحيم
الباب السابع: التترس بالتقوى:
قال ابن القيم في الفوائد (ص46): «التقوى ثلاث مراتب:
إحداها: حمية القلب والجوارح عن الآثام المحرمات.
الثانية: حميتها عن المكروهات.
الثالثة: الحمية عن الفضول وما لا يعني.
فالأولى تعطي العبد حياته، والثانية تفيده صحته وقوته، والثالثة تكسبه سروره وفرحه وبهجته».
وهذا أمر جلي لأن الفضول كثيرة، والكماليات لا تحصى، فإذا أطلق الإنسان لنفسه العنان فيها تَعِبَ وكلَّ ولم يُدرِك كلَّ مراده، فلا يزال في هم وتفكير حتى الوفاة.
يروى أن الفتنة لما وقعت قال طلق بن حبيب: اتقوها بالتقوى.
بماذا تبلغ درجة التقوى؟
قال بكر بن عبيد الله المزني: «لا يكون الرجل تقياً حتى يكون تقي المطعم، وتقي الغضب»(1).
التجرد في الانتصار للدين هو التقوى:
قيل عن الإمام أحمد: «يغضب لله ولا يغضب لنفسه، ولا ينتصر لها، فإذا كان في أمر من الدين اشتد غضبه حتى كأنه ليس هو»(2).
يقتدي أحمد برسول الله - صلى الله عليه و سلم -، فإنه ما انتقم لنفسه قط إلاَّ أن تنتهك محارم الله.
قال أبو قلابة يصف ابن سيرين: «اصرفوه حيث شئتم، فلتجدنه أشدكم ورعاً، وأملككم لنفسه»(3).
-----------------------------------------------------------
(1) الغنية للشيخ عبد القادر الكيلاني 1/143.
(2) مناقب أحمد ص218.
(3) تاريخ بغداد 5/334.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد