أساريةَ الحق لذ بالجبل *** ولا يَخدَعنّك جند هُبَل
فمن طَيبَةٍ, جاءكم منذر *** ينبه للخطر المحتمل
وينذركم أنكم أمة *** تذكر بالجد من قد هزل
وتنشر نور السما ساطعاً *** ليرشد للحق من لم يصل
أسارية المجد لذ بالجبل *** ولا تكثرن المرى والجدل
وخذ بنصيحة فاروقنا *** ففيها النجاة لخطب أطل
فبالنصح نهزم أعداءنا *** ونشعرهم أننا لم نزل
نطيع الذين اهتدوا بالكتاب *** وننصح للدين عند المِحَل
أسارية القوم خذ عدة *** فأنت على أبلَجٍ, لم تزل
فذا الصبحُ يرسل إشعاعه *** ليعلنه عملاً متصل
وذا الليل يرمقنا خلسة *** فنجم يضيء ونجم أفل
سلاح الجنود هنا آية *** وتكبيرة ثم سهم يصل
أسارية فلتقف برهة *** وناج الذي دائماً لا يَمَل
بذكر الصباح وذكر المساء *** وذكر الهجوع وذكر العمل
وعند الضحى فلتكن ذاكراً *** وأسبغ وضوءك حتى الحجل
حديث حفظناه عن غابرٍ, *** ولكنّ (يا ليتَ) لمّا تزل
أسارية الدين لذ بالجبل *** فما زال عندك كلّ الأمل
فمن منبر المصطفى أُرسِلَت *** نذيراً سريعاً لأمر جلل
فيا طائعاً عمراً في الجهاد *** أطعت الذي أمره قد عقل
تربى على منهج المصطفى *** فنعم المربي ونعم البطل