مع الحجيج

3.5k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

هل هام دمعك بالحنين و قد همى *** لما هوى منك الفؤاد فأحرما؟

جردت جسمك من ثيابك زاهداً *** وكسوت روحك بالصفاء معظما

و دخلت من باب السلام مسلّما *** و مكبرا ومهللا ومكرما

و الركن و الحجر الطهور لثمته *** فلثمت ملثم أحمد مترسما

هزت كيانك نفحة روحية *** فوددت لو أوصاله صارت فما

تصفوا مراشفه العذاب طهارة *** ويكاد بالإلهام أن يتكلما

ولربما جاد الإله بنوره للنفس *** إن صافت وعفت ربما

وتطوف حول البيت روحًا خالصا *** لم يبق منك سوى الخشوع مجسما

فلقد دعاك الله ضيفا طاهرا *** في بيته المعمور مفور الحمى

أكرم برب البيت يدعوا ضيفه *** فإذا دعاه الضيف أغد منعما

وذكرت إبراهيم عند مقامه *** فوقفت فيه للصلاة متيما

وقصدت زمزم والحطيم تبركًا *** فتنعمت آنًا بالحطيم وزمزما

وسعيت بين المروتين مهرولاً *** حينا وحينا بالدعاء متمما

ووقفت في عرفات ربك ضارعا *** مستغفرا وذرفت دمعك مسلماً

وافضت في زحف الحجيج لمشعر *** قد جل من أعلى حماه وحرما

فإذا نزلت منى بلغت بها المنى *** وحمدت من أهدى إليك وانعما

ورجمت إبليس اللعين مؤكدًا *** ألا تقارف منكرا أو مأثما

فرميته حين استعذت مكبرا *** عزت يمين من استعاذ ومن رمى

لله درمك حين تذهب زائرًا *** بعد المناسك قاصدا وميمما

ولزمت باب الوحي نورا غامرا *** قد عانقت أسراره نور السما

ووقفت تبكي عند باب محمد *** صلى عليه ذو الجلال وسلما


أضف تعليق