قالوا هو العيد

1.3k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

قالوا: هو العيد قد هلت بشائره *** وأشرقت كالسَّنا الهادي شعائرهُ

فقلت: مرحى..يد الإسلام تجمعنا *** فيه... وتربطنا حباً أواصرهُ

يمتد جسراً من الأفراح متصلاً *** كالروض.. فاحت على الدنيا أزاهرهُ

ونشوة العيد بالتكبير صادحةً *** والقلب من سحرها طابت مشاعرهُ

إن المنى طوفت بي في رحاب منى *** والبيت باتت به الروحي تجاورهُ

صوت الحجيج تدوي في مسامعنا *** والكون تهتز بالنجوى سرائرهُ

لبيك.. لبيك في سهل وفي جبلٍ, *** والركب يشدو وما ملت حناجرهُ

وتطلع الكعبة الغراء مشرقةً *** والدمع لله كم فاضت محاجرهُ

لبيك.. لبيك يا قُدِّست من نغم *** وقُدِّست حيثما لاحت مشاعرهُ

من قال ((لبيك)).. لبت كل جارحةٍ, *** منه.. وطار إلى العلياء طائرهُ

ركضاً إلى الله لا تجفى شرائعه *** على الزمان.. ولا تعصى أوامرهُ

وبيعة الله تجديد لطاعته *** حتى يفوز بنصر الله ناصرهُ

حللت يا عيد.. والعُشٌّ الحبيب *** كما عهدتهُ.. طللاً.. تبكي هواجرهُ

والشمل كالريشة الحيرى.. يبعثره *** صرف النوى.. والعوادي لا تُغادِرُهُ

تشعبت في بلادِ الله غربته *** والليل.. كم غورت نجماً دياجرُهُ

من كان بالشاة قد ضحى فَفِديَتُنا *** دماء شعبٍ, بها سالت مجازرهُ

كل السهام لها في الجرح ما اجتزحت *** وأبلغ الطعن ما خانت خناجرهُ

ضاقت.. فمن ذا الذي في الأرض يسعفه *** ومن تراه على البلوى يؤازرهُ؟

يا عيد.. والقدس آلام مجلجلة *** والثأر تنفث بركاناً زوافرهُ

والأرض تجتز في أحشائها حُممًا *** ما عاد للحر فيها ما يحاذرهُ

بالصدر يستقبل النيران مقتحماً *** لا يرهب الموت.. إن دارت دوائرهُ

في كل وادٍ, لنا أصداء معتركٍ, *** يثور فيه على الطغيان ثائرهُ

طلائع النور في أفغان زاحفةً *** وشعبها الشهم قد هاجت أعاصرهُ

بالتضحيات يخط النصر معجزةً *** وبالكرامات قد شعت منائرهُ

وتفتدي الدين آساد مُمَرَّسَةٌ *** على الجهاد.. بهم عادت مآثرهُ

والغاصبون.. وإن صالوا وإن فتكوا *** فالله من فوقهم سنت بواتِرُهُ

وحالك الليل أشباح مروعةٌ *** لكنما الفجر مهما طال قاهرهُ


التاليفي عرفة
أضف تعليق