قالوا: هو العيد قد هلت بشائره *** وأشرقت كالسَّنا الهادي شعائرهُ
فقلت: مرحى..يد الإسلام تجمعنا *** فيه... وتربطنا حباً أواصرهُ
يمتد جسراً من الأفراح متصلاً *** كالروض.. فاحت على الدنيا أزاهرهُ
ونشوة العيد بالتكبير صادحةً *** والقلب من سحرها طابت مشاعرهُ
إن المنى طوفت بي في رحاب منى *** والبيت باتت به الروحي تجاورهُ
صوت الحجيج تدوي في مسامعنا *** والكون تهتز بالنجوى سرائرهُ
لبيك.. لبيك في سهل وفي جبلٍ, *** والركب يشدو وما ملت حناجرهُ
وتطلع الكعبة الغراء مشرقةً *** والدمع لله كم فاضت محاجرهُ
لبيك.. لبيك يا قُدِّست من نغم *** وقُدِّست حيثما لاحت مشاعرهُ
من قال ((لبيك)).. لبت كل جارحةٍ, *** منه.. وطار إلى العلياء طائرهُ
ركضاً إلى الله لا تجفى شرائعه *** على الزمان.. ولا تعصى أوامرهُ
وبيعة الله تجديد لطاعته *** حتى يفوز بنصر الله ناصرهُ
حللت يا عيد.. والعُشٌّ الحبيب *** كما عهدتهُ.. طللاً.. تبكي هواجرهُ
والشمل كالريشة الحيرى.. يبعثره *** صرف النوى.. والعوادي لا تُغادِرُهُ
تشعبت في بلادِ الله غربته *** والليل.. كم غورت نجماً دياجرُهُ
من كان بالشاة قد ضحى فَفِديَتُنا *** دماء شعبٍ, بها سالت مجازرهُ
كل السهام لها في الجرح ما اجتزحت *** وأبلغ الطعن ما خانت خناجرهُ
ضاقت.. فمن ذا الذي في الأرض يسعفه *** ومن تراه على البلوى يؤازرهُ؟
يا عيد.. والقدس آلام مجلجلة *** والثأر تنفث بركاناً زوافرهُ
والأرض تجتز في أحشائها حُممًا *** ما عاد للحر فيها ما يحاذرهُ
بالصدر يستقبل النيران مقتحماً *** لا يرهب الموت.. إن دارت دوائرهُ
في كل وادٍ, لنا أصداء معتركٍ, *** يثور فيه على الطغيان ثائرهُ
طلائع النور في أفغان زاحفةً *** وشعبها الشهم قد هاجت أعاصرهُ
بالتضحيات يخط النصر معجزةً *** وبالكرامات قد شعت منائرهُ
وتفتدي الدين آساد مُمَرَّسَةٌ *** على الجهاد.. بهم عادت مآثرهُ
والغاصبون.. وإن صالوا وإن فتكوا *** فالله من فوقهم سنت بواتِرُهُ
وحالك الليل أشباح مروعةٌ *** لكنما الفجر مهما طال قاهرهُ