إليكِ أخط الحب فيما أسطِّر *** وفي القلب حب يا بنتي لك أكبر
ومازلت في روض الهداية برعماً *** وفي ظل هدي الله يزهو ويظهر
يُحاط بحرص كي يشب مباركاً *** وفي منبت الخيرات ينمو ويزهر
ونرعاه غضاً فالرعاية شأوها *** يكون أجلّ النفع والعود أخضر
وأنت ببستان الهداية زهرة *** ندَى الخير من أكمامها يتقطّر
ليغدوَ نهراً بالفضائل غامراً *** بكل المعالي والهدى يتفجّر
وأهدي إليكِ النصح، والنصح واجب *** على كل راع، والرعيّه تعبر
لتعبر في سِلم وتسعى بمأمن *** وتبلغ ما نرجوه، والخير يثمر
وإنّ ابنة الإسلام مهما يحط بها *** من اللهو والإغراء لا تتأثّر
فإن الهدى ملأ الفؤاد، ولم يَعد *** به غير نور الحق والقلب يعمر
وإن تعمر النفسَ الهدايةُ حُصِّنت *** وباتت يقيها الله مما يُدمِّر
خِمارُكِ فوق الجيب منه تلألأت *** على الوجه أضواء تجلّى وتبهر
وفي ثوبك الفضفاض معنى معمّق *** لقلب نقيّ بالهدى يتطهّر
وفي مشيةٍ, فاضت حياء وعفّة *** خُطاك فليست بالهوى تتبختر
حديك عفُّ طاهر القول طيِّب *** يفيض على الأسماع منه التخفّر
تغضين طرفاً بالعفاف فقد هوى *** إلى القاعَ من للشّر بالعين ينظر
وماء الوضوء العطرُ قد فاح دائماً *** عليك، وفي التقوى الحِلى والتعطّر
وللنفس في ظل الصلاة سياحة *** تجوب العلا والنور في الكون يُنشر
إذا أذّن الداعي نلبيّ نداءه *** فنلقى الرضا والنفس بالخير تُغمر
ونتلو مع الإصباح والليل وردنا *** من الآي، فالقرآن نور يعطّر
يضيء لنا درب الحياة، فدربنا *** بظل هدَى القرآن رحب ونيِّر
ونحمد رزّاقاً كريماً بفضله *** وفي ساعة السراء لله نشكر
نفوّض للمولى جميع أمورنا *** وفي محنة الضراء نرضى ونصبر
فلله ما أعطى، ولله ما جرى *** على صفحة الأيام·· كلٌ مُقدّر
ونطلب علماً نافعاً ليقودنا *** إلى قمم، إنّ العلوم تبصِّر
وإني لأرجو يا بنتي لك رفعة *** مع العلم، إنّ العلم يُعلى ويكبر
فكوني لدين الله والعلم دائماً *** أعِش يا بنتي طيلة العمر أفخر