جمهورية الأحزان ..


 

بسم الله الرحمن الرحيم

يا من قرأتِ تداعيَ الأركــانِ  *** وتركتِ روحي في دجى الكتمانِ

يا من قصمتِ القلب حين دخوله   *** محرابَ عطرك واستبيتِ لسـاني

حاصرتِ كل مدائني وحرائقـي   *** وبنيتِ جمهورية الأحـــزان

ورسمتني درباً يخـالف بعضَــه   *** وجعلتني حكراً على الذوبـان

وهزَزتِ نخـلَ كـآبتي فتساقطت   *** رُطبُ الفراق على لقاءٍ, فــان

إني رسمتُكِ فوق سطرٍ, شــاهقٍ,   *** وإذا بصوتك حاملاً نسيــاني

وعلى جبال الصمت خطّ حكايتي   *** وعلى الحريق وفوق ليل هـوان

يا مـَن رأى عسل التلاقي فرصة   *** ومضى بشهد الروح ثم رمانـي

ورأى بأن البُعد يأكل عمــره   *** كالنار تأكـل فلذة العصيــان

ورأى بأن العمر يفني بعضــه  *** وأتى ليثبت أننـا صنـــوان

أني الذي لا أستطيع فراقـــه  *** ولئن بدا فلأنــه أفنـــاني

هل تحسبين بأنني لا أكتــوي  *** إلا بنـار الفقد والهجـــران

أو تعلمين بأن صدّكِ صــاعدٌ  *** نحوي وينحتُ في الأسى عنواني

ونظامُ قلبي في يديك يذيقنــي  *** مرّ انقلاب الفكر في بنيــاني

قسماً بربّ الكون لستُ متيّماً  *** إلا لأنك كنتِ بعض معــاني

هل تستطيع حرائقي أن تحتسـي  *** صفو الحياة و نعمة النسيــان

يـا من سلبتِ الروح أين دفنتها  *** هل من لقـاءٍ, في ذرى الأوطان

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply