مَرّوا...
ولكني بقيتُ بخيمةِ الليلِ الذي يجتاحُني... وأريدُهُ..
لأُطِلَّ من خَلفِ الزَّمانِ على بَواطِنِهِ...
رذاذًا من زَحامِ الأمنِياتِ...
أراهُ يجلو كلَّ أو هامِ السِّنين.
مرّوا...
وأبقوا لي غبارَ زمانِهِم، لِيَلُفَّني...
قَيدًا على قَيدِ الزَّمانِ... لِيَنسَني فرحي اختِناقًا...
والتصاقًا في سَراديب التَّغافُلِ... والتَّجاهُلِ... والأنين.
مَرّوا...
ولكني سمعتُ لِهاثَهُم. !
لا تَصهلي يا خَيلَنا...
لا... لا تُثيري اليومَ نَقعا...
واسكُني في جُعبَةِ الأيامِ صوت!
مرّوا...
فراوَدَني الصَّدى عَن حَسرَتي...
فَبَذَلتُها شَوقًا... ودَمعًا...
وانتِظارًا للحَنينِ... على حَنين.
مرّوا...
فيا وَيحَ الرٌّؤى!!
سَكنوا غُبارَ رَحيلِهم...
وأنا سَكَنتُ كَثافَةَ الآلامِ في غَرَقِ السِّنين.
مرّوا...
ولكني أكادُ أعي صهيلَ رُجوعِهِم...
خَلفَ ازدِحاماتِ الغُبارِ... مُضَمَّخًا بِنَدى اليَقين.
مرّوا...
لِيَختَرِقَ الوَعي جُرحي... وعُمقَ تَوَجٌّعي...
ومَرارَةَ الأَلَمِ الدَّفين.
مرّوا...
أنا باق هنا..
يا روح فانبثقي: -
زمانا.. أو مكانا... أو كيانا... أو جَنين.
واستَشعِري زَحفَ السنين.
ما من خَيارٍ, - فَاُعلَمي إلا \" نَكون \"
وطَنًا وعنوانًا \" نكون \"
عَلَمًا وإنسانًا \" نكون \"
وخُيوطُنا للغَد...
كَفَنٌ.. وَضَمَّةُ ورد
والريحُ أنشودَة
والفَجرُ صوتُ الوَعد
فالأرضُ مَوعودَة
لا تَبكِني يا صاح
وَلّى زَمانُ الآه
والجرحُ فينا صاح
رَفضًا لما عاناه
* * *
يـا حُرٌّ.. قم للـمَجد
واعصِف بمانِعِهِ
واُصرُخ... حَديدُ القَيد
يـبقى لِصانِعِهِ
* * *
واجمع عظامَ الأهل
في قُمقُمِ الذِّكرى
من يَستَجيرُ النَّذل
لا بُدَّ أن يَعرى!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد