أماه قلبي في الحياة يعاني *** وترن أشعاري بلا أوزانِ
قد كنت أحيا في الحاش متنعمًا *** تحت الفؤاد وخفقه المتواني
فأنا أبادلك الوداد بخفقة *** أو ركلةٍ, من عاشق ولهانِ
وأتيتُ يا أماه أرقبُ دفقةً *** من نفسك الملأى بكل حنانِ
ولمستني بيدي فؤادك رحمة *** وتبسمت شفتاك عن إحسانِ
كم غازلت عيني عيونك خلسة *** ورأيت فيك جمال كل حسانِ
كم ضمة للصدر تفرح مهجتي *** كم رضعة تروي بغير تواني
وظللت أسعد بالحياة منعمًا *** حتى أتاني من صروف زماني
فأفقت في أحضان أم واله *** مكدودةٍ, موصولة الأحزان
هي ذات قلب مشفقٍ, متلهفٍ, *** هي ذات صدر دافئ الأركانِ
هي ذات كف ناعم لكنها *** مخزونة تحيا لآخر ثاني
هي فارقت ولدًا يفيض بعبرة *** هي أسبلت دمعًا بكل أوانِ
ترنو إليّ بنظرة ملتاعة *** تتذكر الولد البعيد الثاني
أماه *** أنتظر اللقاء بلهفة *** ويكاد من فرحي يطير جناني
وأظل أرقب بابنا في فرحة *** وأُطِلٌّ أصرخ مقبلاً بحنان
أهوي بنفسي من يديها صارخًا *** فتقبلين *** وتتركين *** مكاني
وتسارعين إلى الفراش كأنكِ *** لم تشعري بمرارة الحرمان
وكأنك لم تحمليني تسعة *** أو تهتفي بالحب والتحنانِ
أبكي وأبكي ثائرًا متألمًا *** فتقوم خادمتي تهز ثواني
حتى إذا ما النوم غالب أعيني *** قامت إلى الأعمال وهي تراني
يا ليتك يا أم بعد ضممتني *** ضم اللحاف لجسم الوسنان
يا ليتني مثل الحقيبة إنها *** محروسة من ساعدي وبناني
وكأن خادمتي التي ضمتني *** قتلت أمومتك بغير سنانِ
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد