وتسألني..عن السبحات والفكر
عن الإحساسِ بالآلام..
والنّكبات.. بالمرّ!
تقولُ قطعتَ أشواطاً..
من الصمت
أقلبُك قُـدّ من صخر!
أم أنك فاقدُ الإحساس..
بما يجري..
ضجيع الهـمّ والكدر!
أسائلتي..
عـن السّبحات..
عن خبري
أقرةَ عينيَ الكلمى..
رفيقةَ دربي الوعـر
أما تدرينَ أن القلبَ..
منسحقٌ
لما قد حلّ بالمُصُر!
أما تدرين أنّ يراعيَ المحزون
تحجّـرَ ماؤُه ألماً..
على الحرمات..
فما يجري!
عصرتُ فؤاديَ الآسي..
لأسقيه ـ على ظمأ ـ
أبـدّدُ حُلكـةَ الأحـزان..
عـن صدري
أزيحُ غشاوةً باتت..
على الأحداق من قومي..
على البصر
أذكرهم بأزمان..
قضوها سادةَ البشر
وأرفضُ واقعاً مـراً غدو فيه..
هباءً في مهبّ الريح..
كالمدر..
تبلدَ منهمُ الإحساس..
وطاشت منهمُ الأحلام
فباتوا هشيم محتظر
وملّ الصمتُ..
صمتهمُ
على الهون..
على الخور
فذي القدسُ ـ بإصرار ـ
تباع اليوم بالمجان
لمن لُعـنوا من البشر
وذا الأقصى
ـ تضرّجَ ساحُه بدم ـ
يمدٌّ يـداً..
لنجدته
يئنٌّ لوطأة الضّر!
وذي الصّيدُ..
بمرج الزّهر في لبنان
غدوا نسياً..
غدوا نأياً عن الذكر..
وماذا عن \"سراييفو\" التي هتكت
بأيدي الصّرب..
على مرأى من البصر
فذي الصلبان قد وطئت..
مآذنها..
وجاست في..
مرا بعها..
وناهيك عن البشر
فذي أمّ..
لفقد الزّوج والأبناءِ في ذعـرِ
وذي أختٌ..
يدنس طهر عفتها
حقود \" الصرب \" في عهر
وذا طفلٌ..
تراه اليوم أشلاءً
على كوم من الحجر
وذا شيخٌ..
يقضّ اليومَ مضجعه
دويٌّ القصف.. في السّحر
يذكرني صنيع الصّرب ما لاقته \" أندلس\"
من الأوباش..
من قهر!
فجرحها طعنة نجلاء..
في الظهر
وما الذكرى بنائية..
عن \" البلقان\" ـ من قدم ـ
فما لاقت \" أدرنتها\"..
لجُرح بالغ الأثـر
وذي \" كشميرُ\" ـ وا أسفي ـ
تذاق مرارة الذلِّ
تقاوم هجمة الأوثان.. والكفر
وفي \" بورما \"..
ضحايا اللؤم والغدر
بأيدي \" التامل \" القذر!
أسائلتي عن الفكر..
نكأت جراحةً باتَت
تصليني لظى سقر..
أليس الصمتُ أبلغُ من عباراتي..
وشيمةُ هذه العُصُر؟
فقومي طال مكثهمُ..
على الهون..
على الخور..
وباتوا بسوء مُستقر
فلا همسٌ..
ولا نبسٌ..
كأن القوم في خَدَر
بل ان القومَ في شغل..
عن الأحداث..
وما يجري.. !
بمس الطيب والعطر
قرينة قلبي الكَسر
رفيقة دربي الوعر
هذي بعض آهاتي..
وأحزاني..
أبوحُ بها..
أخفف وطأة الكدر
وهذا القلب..
قد أضناه..
ما أضناك..
فاصطبري
فربّ البيت
ـ جلّ ثناه ـ
مطلـعٌ على الظلام..
وما يجري
وربّ البيت
ـ عظيم الشان.. والقدرـ
يصونُ الحق للضعفاء
ويجبر كل منكسر
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد